عبدالرحيم سالم..مبدع رائد قادته «مهيرة» إلى العالمية

الحديث عن الفن التشكيلي في الإمارات لابد أن يقود إلى المبدع عبدالرحيم سالم، باعتباره من رواده الذين أسهموا في تشكيل مشهده في الدولة، فضلاً عن كونه أحد الأعضاء المؤسسين لجمعية الإمارات للفنون التشكيلية، وممن أسهموا في صياغة هوية الجمعية منذ تأسيسها عام 1980، وشغل فيها منصب رئيس مجلس الإدارة لأربع دورات، وهو المنصب الذي عاد إليه أخيراً بعد أن انتخبت الجمعية مجلس إدارتها الجديد لدورة 2025–2027، وأسفرت النتائج عن انتخاب عبدالرحيم سالم رئيساً لمجلس الإدارة، حاملاً رؤية جديدة وشعاراً يلخص توجهه: «نحو أفق جديد: تجديد، تأصيل، وتمكين»، ساعياً إلى تطوير وتأكيد الدور الريادي للجمعية، من خلال العمل على العديد من الفعاليات والأنشطة.

ويعد عبدالرحيم سالم أحد الفاعلين والمؤثرين في الحركة التشكيلية الإماراتية، إذ حقق عدداً من الإنجازات التي نقلت الفن التشكيلي الإماراتي إلى العالم، وكذلك عرّفت الجمهور المحلي بالتجارب العالمية، التي أثرت الرؤية البصرية، وهو ما ساعد في مراحل لاحقة على تكريس هذا الفن في الدولة، وفق ما تذكر الكاتبة عبير يونس في كتابها: «عبدالرحيم سالم، أساطير التجريد» الصادر عن مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، ضمن سلسلة «أعلام من الإمارات»، الذي وثقت فيه مسيرة الفنان الكبير، وسلّطت الضوء على تجربته الفنية، منذ ولادته في دبي في عام 1955، وتعلقه برسوم الكتب المدرسية التي كانت تأتي من مصر، وتتميز برسومها الجاذبة لقرى وبيوت قديمة وفلاحات مصريات يحملن الجرار الفخارية فوق رؤوسهن، فكان ينقل بعض الصور بحرفية، ثم التحاقه بالدراسة في كلية الفنون الجميلة بالقاهرة، ضمن بعثة رافقه فيها طلاب آخرون، عملوا فيما بعد مجتمعين على إطلاق الحركة التشكيلية في الإمارات، مثل الفنانتين نجاة مكي ومنى الخاجة.

حصـل عبدالرحيم سالم على شهادة البكالوريوس في قسم النحت من كلية الفنون الجميلة بجامعة القاهرة عام 1981، وعُرضت أعماله الفنية في العديد من المعارض الفردية الإقليمية والدولية، ومن أبرزها الجناح الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة في بينالي البندقية في نسخته الـ56 (2015)، وبينالي الفن الآسيوي (دكا، بنغلاديش، 1995)، إضافة إلى نسختي بينالي القاهرة الدولي للفنون (مصر، 1988، 1992).

حاز العديد من الجوائز القيّمة، أهمها جائزة الإمارات التقديرية للعلوم والفنون والآداب في عام 2008، وحصل على الجائزة الأولى في بينالي الشارقة (1993)، وجائزة لجنة التحكيم في بينالي القاهرة (1993)، والجائزة الفضية في بينالي بنغلاديش (1994)، وجائزة سلطان بن علي العويس (1995)، وجائزة السعفة الذهبية لفناني دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية عام 1996.

وتعرض أعمال عبدالرحيم سالم ضمن مقتنيات: متحف الشارقة للفنون، ومجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، وأدنوك في أبوظبي، إضافة إلى متحف الأردن الوطني.

وخلال مسيرته قدم العديد من الأعمال التي حملت أسلوباً تجريدياً مميزاً، واتسمت بما تحمله من دلالات تشجع على التأويل وطرح الأسئلة، كما برزت في تجربته شخصية «مهيرة» التي تكرر ظهورها في أعماله، وهي الشخصية التي توقّف كتاب «أساطير التجريد» أمامها، موضحاً أنها تعد أسطورته الشخصية التي عمل على تطويرها، ففيها شيء من الواقع، ولكنه الواقع الذي امتدت من ورائه مساحات من الخيال التي لا يمكن لها أن تنتهي عند حد، فقصة «مهيرة» قادت مكونات اللوحات إلى عوالم لا محدودة، وآفاق تفتح لآفاق أخرى، لكنها تبقى السر المعلن عند عبدالرحيم، وإخلاصه لهذا السر لم يمنعه من التوقف في محطات كثيرة.

• 1981 حصـل على شهادة البكالوريوس في قسم النحت من كلية الفنون الجميلة في جامعة القاهرة.

• 2008 تم تكريمه بجائزة الإمارات التقديرية للعلوم والفنون والآداب.

• 2025 عاد لتولي منصب رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للفنون التشكيلية.

• عبد الرحيم سالم ابن دبي قدم العديد من الأعمال التي حملت أسلوباً تجريدياً مميزاً.

Google Newsstand

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

Share


تويتر


عن ثراء زعموم

Check Also

لماذا التقت شيرين بفضل شاكر في مخيم “عين الحلوة” ؟

فنانة مصرية لم تخرج بعد من أزماتها العائلية وطلاقها، وفنان لبناني لم يخرج أيضاً من …

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *