“الترخيص الحكومي” سلاح ترامب السري في حربه على الجامعات | أخبار

|

قال موقع شبكة “بلومبيرغ” الأميركية إن إدارة الرئيس دونالد ترامب حذرت جامعة هارفارد (ماساتشوستس) من أن اعتمادها (الترخيص الحكومي) قد يكون في خطر، وانتقلت رسميا إلى استدعاء مسؤولي الجامعة للحصول على معلومات تتعلق بالطلبة الأجانب.

وذكرت وزارة التعليم ووزارة الصحة والخدمات الإنسانية، اليوم الأربعاء، أنهما أخطرتا لجنة “نيو إنغلاند” للتعليم العالي بأن هارفارد ربما لا تحترم معايير اعتماد اللجنة، مشيرة إلى معاداة السامية في الحرم الجامعي بعد الحرب الإسرائيلية على غزة.

وتلقي تحركات البيت الأبيض الأخيرة بظلال من الشك على تقدم المفاوضات بين هارفارد والمسؤولين الفدراليين لحل المواجهة التي شهدت تجميد الحكومة لمليارات الدولارات من أموال الأبحاث من جهة، وقيام الجامعة بمقاضاة السلطات الأميركية من جهة أخرى.

وقال المتحدث باسم هارفارد، جيسون نيوتن، في بيان إنه “رغم أن استدعاءات الحكومة غير مبررة، فإن الجامعة ستواصل التعاون مع الطلبات القانونية والالتزامات”. وأضاف أن تصرفات الإدارة تصل إلى حد “التجاوز الحكومي الضار”.

وأضاف نيوتن أن جامعة هارفارد -التي تتخذ من كامبريدج في ماساتشوستس مقرا لها- ستظل “ثابتة في جهودها لحماية مجتمعها ومبادئها الأساسية ضد الانتقام غير المبرر من قبل الحكومة الفدرالية”.

(FILES) Graduating students stand next to a statue of John Harvard at the 374th Harvard Commencement in Harvard Yard in Cambridge, Massachusetts, on May 29, 2025.
طلبة في حرم جامعة هارفارد خلال تخرجهم أواخر مايو/أيار الماضي (الفرنسية)

سلاح سري

وعبّر ترامب عن تفاؤله بحل قريب الشهر الماضي، لكن تلك المحادثات توقفت بحلول أواخر الشهر الماضي، وفقا لمصدر مطلع على الملف.

ووصف الاعتماد الذي تحصل عليه الجامعات بأنه “سلاحه السري”، وتعهد في حملته الانتخابية بإصلاح منظومة إسناده من قبل السلطات.

وقال إنه سيسمح بإنشاء جهات اعتماد جديدة تفرض معايير “حقيقية” على الكليات، مثل التخلص من الأدوار الإدارية غير الضرورية وحماية حرية التعبير.

انتهاكات

من جهتها، قالت لجنة “نيو إنغلاند” للتعليم العالي (الجهة التي أسندت الاعتماد لهارفارد) على موقعها على الإنترنت إنها على علم بأن الجامعة تلقت رسالة من الحكومة الفدرالية تفيد بوجود انتهاكات لقوانين مكافحة التمييز.

وأفاد الموقع بأن اللجنة “تأخذ دورها على محمل الجد فيما يتعلق بأي تحقيقات تواجهها مؤسساتها لضمان المراقبة المناسبة واتخاذ الإجراءات وفقا لسياسات وإجراءات اللجنة”.

وإضافة إلى هارفارد، مارست إدارة ترامب أيضا ضغوطا على جامعة كولومبيا، ففي أوائل الشهر الماضي، قالت وزارة التعليم إن الجامعة لم تعد تستوفي معايير الاعتماد، مشيرة إلى “التجاهل المتعمد” من قبل إدارتها تجاه مضايقة الطلاب اليهود.

وتلقت كولومبيا تحذيرا من أن اعتمادها قد يكون “في خطر” من هيئة الاعتماد لمؤسسات التعليم العالي في الولايات الوسطى، التي أشارت إلى “أدلة غير كافية” على أن الجامعة تمتثل لمعايير معينة مثل تعزيز مناخ يحترم الحرم الجامعي.

جهات منح الاعتماد

ويوفر الاعتماد للمؤسسات الوصول إلى مساعدات الطلاب الفدرالية وضمانا للطلاب وأعضاء هيئة التدريس وأرباب العمل بأن الجامعة قادرة على تقديم تعليم ذي جودة.

في المقابل، تُعتبر جهات الاعتماد هي السلطات الوحيدة التي يمكنها إلغاء الوضع الأساسي للجامعة، ويمكن أن تفقد الجهات المانحة للاعتماد نفسها الاعتراف من وزارة التعليم، وبالتالي ستفقد الكليات التي تشرف عليها الوصول إلى مساعدات الطلاب الفدرالية ما لم تقم بالانتقال إلى جهة مانحة أخرى متوافقة أو تستعيد الجهة الأصلية اعتمادها.

وكانت هارفارد في مركز الصراع بين الإدارة والكليات الأميركية، باعتبارها أقدم وأغنى جامعة أميركية، وتحملت وطأة غضب ترامب كما قاومت مطالب الإدارة.

وألغت الإدارة أكثر من 2.4 مليار دولار من تمويل أبحاث الجامعة، وهددت أيضا بإلغاء وضعها كمؤسسة معفاة من الضرائب. في المقابل، طعنت الجامعة في تجميد التمويل في المحكمة.

عن شريف الشرايبي

Check Also

إعلاميون عرب في المنفى.. ملاحقات خارج الأوطان؟

نددت منظمة مراسلون بلا حدود بما وصفتها بالاعتداءات والتهديدات والمضايقات التي تتعرض لها الصحافية المصرية …

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *