وفاة باها “علامة من الله” وللبوليساريو “ماتحلموش بكثر من الحكم الذاتي”

اعتبر الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله ابن كيران، أن وفاة الراحل عبد الله بها، “علامة من الله” حرّكت تعاطف الناس مع الحزب، وكشفت عن عمق الصلة التي تربط “البيجيدي” بالشعب، مستحضرا شهادة الإعلامي الراحل عبد الله شقرون، الذي لم يلتقِ به في حياته قط، ومع ذلك جلس مع زوجته باكيًا في ركن من أركان بيتهما عند سماع نبأ الوفاة. وعقّب بنكيران على ذلك بقوله: “هكذا كان بها.. دخل القلوب بدون ضجيج”.

وانتقد رئيس الحكومة الأسبق ما سمّاه “سياسة المقالب” التي يدير بها خصومه الشأن العام، مقابل ما يعتبره “المعقول” الذي بنى عليه حزب العدالة والتنمية صعوده السياسي، وواصل قائلاً: “حين جاءت انتخابات 2011، وفُرضت ظروف 20 فبراير، لم تعد تنفع المراوغة والمكر.. الشعب فهم، الدولة فهمت، والملك فهم.. ووصلنا من 46 مقعداً إلى 107″، مشددًا على أن ما تحقق لم يكن نتيجة تحكم، بل ثمرة للمصداقية.

وتطرق بنكيران، في كلمة له، السبت بالمؤتمر السابع الحزب بجهة سوس ماسة، إلى مرحلة “البلوكاج” التي عجلت بخروجه من رئاسة الحكومة، لافتا إلى أن بعض الأحزاب طالبته بمنحها خمس حقائب وزارية، لا اثنتين أو ثلاثاً، وعندما رفض، تم تعطيل تشكيل الحكومة إلى أن أعفاه الملك محمد السادس، مضيفًا: “قبلت القرار سمعًا وطاعة، لكنكم ترون اليوم نتائج ما حدث منذ ذلك الوقت”.

ورغم إقراره بالتقدم في السن و”العياء”، أكد بنكيران أنه لن يتقاعد عن “الواجب”، مخاطبًا مناصريه: “ما بقاش عندي شي طمع.. لكن عندي واجب.. إذا عندكم فتوى نجلس في داري، قولوا لي، أما ما دام عندي القدرة باش نهضر ونوضح، راه هذا من الدين”، ورد على من يطلبون منه التواري احترامًا لتاريخه بالقول: “شدّوا ذاك الاحترام وتعشّاو به”.

وعاد بنكيران للحديث عن نظافة يد منتخبي حزبه، قائلاً: “35 جماعة، و14 نائب برلماني، وما دخل حتى واحد للحبس، ولا متابع أمام المحكمة”، قبل أن يضيف متحديًا: “خصني أنا نتابع شي وحدين؟”. كما أقرّ بأخطاء ارتكبها الحزب خلال الولاية الثانية، لكنه أكد أن الشعب بدأ يرى الأمور على حقيقتها.

وفي موقف واضح، شدّد بنكيران على أن الملكية تبقى ضمانة استقرار الوطن، وقال: “الحمد لله بلادنا بخير، وسبب ذلك أن عندنا ملك اسمه محمد السادس، أمير المؤمنين، وراه لو لم يكن، الله أعلم ماذا كان سيقع”، موضحا أن الحزب لم يكن يعي منذ البداية حقيقة الدور التحكيمي للمؤسسة الملكية، وأضاف: “من الأول حتى حنا كانت عندنا أفكار مخربقين، ولكن اليوم فهمنا”.

وردّ بنكيران على الاتهامات الموجهة لحزبه بالارتباط بأجندات خارجية، قائلاً: “ما بقا ما قالو، مرّة قالو الإخوان المسلمين، مرّة قالو إيران، مرّة داعش”، مضيفًا بسخرية: “شي واحد حتى خلط بين داعش والنصرة والمصاد… ما خلّى ما قال”، مذكرا أن الملك سبق أن خاطبه شخصيًا قائلاً: “أنتم حزب سياسي ككل الأحزاب”.

ووجه ابن كيران رسالة واضحة إلى قيادات جبهة البوليساريو، قال فيها: “أنتم في الأصل مغاربة قررتم الوقوف ضد النظام”، مذكرًا أن العقيد القذافي هو من احتضنهم وسلّمهم بعد ذلك للجزائر، وأن مشروعهم اليوم “مات ولن يوصلكم إلى أي شيء”، مضيفا: “أنتم اليوم أداة في يد النظام الجزائري، أما الشعب الجزائري فليس معكم”.

وأنهى هذا المحور بنداء مباشر: “ارجعوا لبلادكم، سيدنا أعطاكم الحكم الذاتي، ما تحلموش بأكثر من ذلك، وبلادكم فيها الاتساع ومرحبا بكم.. وإذا استمررتم في هذا الطريق ستتلاشون، ولن يُذكركم أحد”.

واختتم بنكيران كلمته بوصف حزب العدالة والتنمية بأنه “هدية ربانية”، قائلاً: “نحن مجموعة من الشباب اجتمعنا على كتاب الله وسنة رسوله”، مضيفًا أن دخوله غمار السياسة كان “تجريبًا وطلبًا للإصلاح”، ومعبّرًا عن ثقته في وعي الشعب المغربي، قائلاً: “حتى اللي ما كيصليش، يعرف واش شي حاجة فيها الخير ولا الشر.. وهذا هو أملنا في هذا الوطن”.

عن أسيل الشهواني

Check Also

إعادة انتخاب المغرب عضوا في مجلس “الفاو”

الخط : A- A+ جرى، أمس الجمعة بروما، إعادة انتخاب المملكة المغربية عضوا في مجلس …

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *