بنعزوز يسكت إشاعات اللجوء إلى فرنسا ويوضح ملابسات مغادرته البام

في أول خروج إعلامي له بعد سنوات من الغياب، اختار عزيز بنعزوز، القيادي السابق في حزب الأصالة والمعاصرة، أن يكسر الصمت ويرد مباشرة على الاتهامات التي لاحقته، من قبيل طلب اللجوء السياسي إلى فرنسا، وشبهات حول ذمته المالية.

بنعزوز لم يكتف بالنفي، بل قدّم روايته الكاملة لمرحلة سياسية وصفها بـ”التدافع القاسي”، مؤكدا أن مغادرته لـ”البام” كانت قرارًا واعيًا جاء في لحظة مفصلية، ومعلنا في المقابل عن تموقع سياسي جديد داخل حزب الخضر المغربي، كجزء من قناعة تشكلت بعد سنوات من التأمل والمراجعة.

وكشف بنعزوز، خلال حلوله ضيفا على برنامج “مع يوسف بلهيسي” الذي يبث على منصات “مدار21” الإلكترونية، أن لحظة القطيعة مع البام بدأت سنة 2019، تحديدا خلال اجتماع اللجنة التحضيرية الذي انعقد بالرباط، والذي شكّل، حسب تعبيره، “النقطة التي اتضح فيها أن استعادة اللحمة داخل الحزب باتت مستحيلة”. يقول الرجل: “لم أغادر فجأة، بل بذلت مجهودًا كبيرًا للمصالحة بين الأطراف، ولكنني اصطدمت بجدار صلب من الانقسام والتشظي السياسي”.

وبنبرة لا تخلو من السخرية، ردّ على الإشاعات التي راجت حول طلبه اللجوء في فرنسا قائلاً: “هل أصبحت معارضًا سياسيًا خطيرًا حتى أطلب اللجوء؟ لم أغادر بلدي أبدًا لأكثر من أسبوعين، وما يروَّج مجرد عبث سياسي لا يستقيم، لم أفكر في اللجوء ولا سأفعل”.كما شدد على أنه لم يدبر في مسيرته الحزبية “درهمًا من المال العام”، موضحًا: “لم أرأس جماعة ولا مؤسسة عمومية، وكنت مسؤولًا عن التنظيم داخل الفريق البرلماني فقط، والنقاش كان دائمًا جماعيًا وشفافًا”.

بنعزوز أشار بوضوح إلى أن الإشاعات التي طالته لم تكن صنيعة داخلية فقط، بل جاءت أيضًا من خصوم خارجيين استغلوا لحظة الارتباك داخل البام لضرب قياداته. “كان هناك استهداف جماعي لعدد من الوجوه، وأنا كنت من بين الأسماء التي طالتها سهام التشويه، ربما بسبب الموقع أو بسبب المواقف التي عبّرت عنها”، يقول بنعزوز.

وبخصوص تحوله نحو حزب الخضر المغربي، أكد أنه جاء بعد مرحلة مراجعة ذاتية دامت خمس سنوات، قضاها في التأمل السياسي والانكباب على القضايا الفكرية والبيئية العالمية. “التحاقي بالخضر ليس انتقالا شكليًا، بل تموضع فكري واختيار لمدخل جديد لبناء الثقة في السياسة، انطلاقًا من العدالة المناخية والبيئية”، يوضح بنعزوز، مضيفًا أن المشهد السياسي المغربي يحتاج إلى “نفس جديد وروح مختلفة عن الصراعات التقليدية”.

ورغم ابتعاده عن البام، رفض بنعزوز أن يُحمّل الحزب وحده مسؤولية ما وصفه بـ”تآكل الثقة في العمل الحزبي”، قائلا: “الفضائح التي عرفها البام في السنوات الأخيرة ليست استثناء، بل تعكس أزمة بنيوية تعاني منها مجمل الطبقة السياسية في المغرب، ولا أحد يملك تفويضًا أخلاقيًا ليقدم الدروس للآخرين”.

وختم بنعزوز حديثه بتأكيده على أن التغيير ضروري، وأن تجديد المرجعيات والمواقف السياسية مسألة حتمية في ظل التحولات العميقة التي يعرفها المجتمع. أما عن مستقبل البام، فيعتبر أن الجواب الحقيقي يوجد اليوم لدى من تبقى داخله، موضحًا أن مراجعاته لم تقتصر على تجربة هذا الحزب فقط، بل شملت مسارًا طويلًا داخل اليسار والنقابة والعمل السياسي الممتد منذ سبعينيات القرن الماضي.

عن أسيل الشهواني

Check Also

تحالف دول الساحل يشيد بالمبادرات الملكية لصالح تنمية إفريقيا

أشاد وزراء الشؤون الخارجية لدول تحالف دول الساحل (مالي، بوركينا فاسو، والنيجر)، اليوم الثلاثاء بإشبيلية، …

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *