أولمبيك آسفي.. من أزمات داخلية ومادية إلى مجد تاريخي بكأس العرش

شهد موسم 2024-2025 مسارًا استثنائيًا لنادي أولمبيك آسفي، الذي نجح في تجاوز سلسلة من الصراعات والتحديات ليُتوّج بلقب كأس العرش لأول مرة في تاريخه. إنجاز جاء بعد سنة معقدة على المستويين الإداري والمالي، قبل أن ينجح الفريق في قلب الموازين، بفضل تماسك مكوناته وعودة الاستقرار داخل البيت المسفيوي.

بداية مشحونة وصدامات داخلية

انطلق الموسم على وقع توتر بين المدرب محمد أمين الكرمة والرئيس محمد الحيداوي، بعدما لم تُنفذ وعود إدارية سابقة تتعلق برفع عقوبة المنع من التعاقدات وتحسين ظروف العمل. كما كان غياب البنية التحتية المناسبة أحد الأسباب التي دفعت الكرمة إلى إعلان استقالته، متحدثًا عن انعدام البيئة التي تساعد على النجاح.

هذه الخطوة قوبلت برفض واسع داخل الفريق، حيث عبّرت مكونات النادي، من جمهور ومسيرين، عن تمسكها بالمدرب، واعتبرته المهندس الحقيقي لاستقرار الفريق. وفي سياق مماثل، قدم الحيداوي استقالته من الرئاسة، لكنها جُوبهت برفض قاطع من طرف “برلمان النادي”.

المصالحة تعيد الفريق إلى السكة

بعد فترة من التوتر ومحاولات فاشلة لتقريب وجهات النظر، نجح الطرفان في طي صفحة الخلاف بعد مفاوضات مطولة، انتهت بعودة الكرمة لمزاولة مهامه بشكل رسمي. ومع بداية مرحلة الاستقرار، بدأت نتائج الفريق تتحسن تدريجيًا، وهو ما انعكس إيجابيًا على الأداء الجماعي في باقي فترات الموسم.

تجاوز الأزمة المالية ورفع المنع وتحقيق الاستقرار الفني

لم تكن رحلة أولمبيك آسفي نحو النجاح مفروشة بالورود، فقد عانى الفريق من أزمة مالية خانقة هددت استقراره، خاصة مع تراكم النزاعات التي كبّلت النادي ماليًا. إلا أن إدارة النادي استطاعت، رغم الإكراهات، تدبير الملف المالي بنجاح، وتمكنت من تسديد ما يقارب ملياري سنتيم، ما أدى إلى رفع عقوبة المنع من التعاقدات التي كانت مفروضة على الفريق على الرغم من أنها كانت في وقت متأخر نسبيا.

وبفضل هذا الانفراج، سُمح لأولمبيك آسفي بإبرام تعاقدات جديدة خلال فترة الانتقالات الشتوية، من بينها انتداب الشرقي البحري وزكرياء الهبطي، وإن لم تُحدث تلك الصفقات الفارق الكبير، فإن الأهم كان حفاظ النادي على ركائزه الأساسية. فقد نجحت الإدارة في تحصين عناصر محورية داخل التشكيلة، مثل ديارا والبحراوي، رغم العروض المغرية التي تلقوها، وهو ما ساهم في الحفاظ على التوازن الفني داخل المجموعة وأعطى الفريق دفعة قوية خلال ما تبقى من الموسم.

مشروع استراتيجي.. الضوء الأخضر لأكاديمية النادي

في ظل هذه التحولات، تلقى النادي خبرًا مهمًا تمثّل في حصوله على الضوء الأخضر من الجهات المختصة لتشييد أكاديمية حديثة لتكوين وتأهيل المواهب.

هذا المشروع يمثل رهانًا مستقبليًا مهمًا، ويؤشر على رغبة أولمبيك آسفي في ترسيخ موقعه ضمن أندية النخبة على المدى البعيد، من خلال الاستثمار في التكوين القاعدي وفق معايير احترافية.

التتويج التاريخي.. أول كأس عرش في خزائن النادي

جنى أولمبيك آسفي ثمار عمله واستقراره في نهاية الموسم، حين توّج بلقب كأس العرش لأول مرة في تاريخه، بعد مسار قوي ومميز في المسابقة. وتمكن الفريق من تجاوز خصوم أقوياء، بداية من شباب السوالم، مرورًا بالاتحاد الإسلامي الوجدي، ثم اتحاد تواركة، قبل أن يضرب موعدًا في النهائي مع نهضة بركان، بطل المغرب وكأس الكونفدرالية.

وبقيادة المدرب محمد أمين الكرمة، الذي عرف كيف يوظف إمكانيات مجموعته ويقودها نحو المجد، تمكن الفريق المسفيوي من رفع الكأس الفضية، محققًا حلمًا طال انتظاره، ومدوّنًا اسمه في تاريخ الكرة المغربية، بعد أكثر من مئة سنة من تأسيس النادي.

موسم 2024-2025 سيظل محفورا في ذاكرة مشجعي أولمبيك آسفي، بعدما حقق الفريق أول لقب في تاريخه على مستوى كأس العرش. هذا الإنجاز جاء بعد فترة مليئة بالتقلبات والصعوبات التنظيمية والمالية، استطاع النادي التعامل معها بشكل تدريجي حتى استعاد توازنه.

L’article أولمبيك آسفي.. من أزمات داخلية ومادية إلى مجد تاريخي بكأس العرش est apparu en premier sur هسبورت.

عن رائد الناصري

Check Also

المغرب يخسر نهائي كأس أفريقيا للسيدات “بصورة درامية”

وقال فيلدا عقب المباراة: “لقد خضنا النهائي للمرة الثانية على التوالي، ولعبنا أمام فريق يملك …

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *