أحلم بابتكار صوت ناي «إماراتي الهوى»

من ربوع إمارة راس الخيمة، وتحديداً من «فرقة الفنون الشعبية الإماراتية»، انطلقت موهبة عازف الناي الإماراتي، ناصر يوسف أمير، الذي قال لـ«الإمارات اليوم» إن دخوله المجال الموسيقي كان للمرة الأولى مع تجربة العزف على آلة الإيقاع في سنّ لم تتجاوز 15 عاماً، حين كان أحد أعضاء فرقة الفنون الشعبية، وصولاً إلى الناي الذي استهواه سحره وغموضه، فحوّل بوصلة عشقه ومسيرته الموسيقية بالكامل، ليدشن تجربة أول عازف ناي أكاديمي في الإمارات، التي سيتوّجها ناصر قريباً بانخراطه في بكالوريوس الموسيقى العربية تخصص آلة ناي في قسم الموسيقى في جامعة الشارقة للفنون الأدائية، كاشفاً أيضاً عن انضمامه أواخر هذا العام، بعد سلسلة من اختبارات القبول الصعبة، إلى موسيقيي وعازفي «الأوركسترا الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة» التي ستبدأ تجمعها في مطلع أكتوبر المقبل.

سحر الناي

لم يُخفِ عازف الناي الإماراتي الشاب، ناصر أمير، شغفه بالناي، متابعاً «لقد جذبتني قصة هذه الآلة العريقة المتجذرة في التاريخ، والتي يعود ظهورها إلى أكثر من 5000 سنة، إذ تم العثور على أدلة على وجودها في الحضارات القديمة، مثل مصر وبلاد ما بين النهرين، لقد سحرني صوت الناي وبوح هذه الآلة الموسيقية الفريدة بمختلف المشاعر الإنسانية من فرح وحزن وحيرة، وغيرها من المشاعر الإنسانية الصادقة».

إضافة إلى ذلك، أكد ناصر أمير أن اختياره لآلة الناي التي دأب على عشقها منذ خمس سنوات، تعزَّز بسبب غياب عازفي الناي الإماراتيين الذين لم يستمر معظمهم في هذه الهواية بسبب صعوبتها، في الوقت الذي يعود هذا الغياب كذلك إلى عدم وجود الناي في الثقافة الموسيقية المحلية، فهي ليست من الآلات الموسيقية الأساسية أو الشائعة في الأداءات التقليدية.

مشوار صعب

وتعليقاً على ما شاع دائماً عن صعوبة تعلم الآلة المعقدة ومشقة إتقانها، أكد ناصر أن «الناي آلة صعبة جداً لأنها آلة النفخ الوحيدة التي لا تضم أي تقنية مساعدة في إخراج الصوت، فهي عبارة عن عيدان قصب السكر الفارغة تماماً من الداخل، وهذا ما تطلب من جانبي تدريباً وتعلماً ومواظبة على التمرين، فيما بدأت مشوار التعلم باتخاذ قرار مصيري في عام 2020، حين سافرت إلى مصر للخضوع لدورة خاصة لمدة ستة أشهر مع الأستاذ هاني البدري، وفي العام نفسه عدت أدراجي إلى أرض الوطن للاعتماد على نفسي، والاستمرار في التمرن والتدريب المنفرد وصولاً إلى الانضمام إلى (فرقة الإمارات الموسيقية) التابعة لوزارة الثقافة والشباب التي بتُّ واحداً من عازفيها الثابتين».

في السياق نفسه، لفت ناصر إلى أن مشوار عازف الناي طويل ومُجهد ولا نهاية له «لا أرى بصراحة، أن هناك عازفاً محترفاً قد استكمل مشوار الموسيقى، ولا عازف ناي استوفى كل الدروس، لأنه مطالب باستمرار بتطوير نفسه، والتعلم والتجريب الموسيقي المتواصل والدؤوب، لمدة لا تقل عن سنتين أو ثلاث سنوات، بمعدل يراوح بين ست وثماني ساعات يومياً قبل خطوة العزف مع فرقة موسيقية متكاملة».

إصدار كتاب

جهود حثيثة يكرّسها ولايزال عازف الناي الإماراتي ناصر أمير، للارتقاء بمكانة الناي، وتكريسها في الثقافة الموسيقية الإماراتية والخليجية التي غابت عنها، مؤكداً أن «لكل شعب موسيقاه وآلاته التي تعبر عن روح ثقافته وتاريخه وحتى جغرافيته، والناي ليس جزءاً من ثقافة وموسيقى الإمارات، وهذا ما يدفعني بالتالي إلى الاهتمام بتكريس تجربة (عازف ناي إماراتي)، والأهم تجسيد (صوت ناي إماراتي) أصيل ينطق بأسلوب عزف إماراتي متفرد»، في الوقت الذي كشف ناصر أمير عن نيته تضمين محطات ودروس تجربته الفريدة مع الناي، في إصدار كتاب يتحدث فيه عن هذه الآلة بأسلوب وألوان وأبعاد موسيقية إماراتية.

تطور وتطوير

ورغم تجربته التي صارت طويلة مع الآلة الفريدة، يظلُّ عازف الناي الإماراتي يؤكد على أهمية وضرورة التجديد والتطوير في هذا المجال، قائلاً «لحيازة خبرة وتكريس أسلوب متفرد، يجب على العازف التمسك أولاً بالتعلم، وثانياً بالتطوير المستمر، وتجربة كل الألوان الموسيقية قبل اكتشاف نفسه وتفعيل بصمته، وفي الوقت الذي تتطور الموسيقى وتواكب آلاتها المختلفة تحولات العالم السريعة من حولها، فيما لا تتحمل آلة الناي التطوير، يطالب عازفها باستمرار بالارتقاء بموسيقاه ومواكبة نسق الموسيقى الحديثة، وهذا ما يجعلني باستمرار متجولاً بين الأماكن بحقيبة ظهر تضم 15 آلة ناي تمكنني كل مرة من مواكبة المقامات الموسيقية وطبقات الصوت المختلفة، وتطوير أسلوبي على الدوام».

• الناي آلة صعبة جداً لأنها آلة النفخ الوحيدة التي لا تضم أي تقنية مساعدة، فهي مجرد عيدان قصب السكر الفارغة تماماً من الداخل.

• لكل شعب موسيقاه وآلاته التي تعبّر عن ثقافته وتاريخه وجغرافيته، والناي ليس جزءاً من ثقافة وموسيقى الإمارات.

• أتجوّل باستمرار بين الأماكن بحقيبة ظهر تضم 15 آلة ناي لتطوير أسلوبي على الدوام.

Google Newsstand

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

Share


تويتر


عن ثراء زعموم

Check Also

وزيرا “الإسكان” و”التربية والتعليم” يوقعان بروتوكول تعاون بشأن إحدى المدارس بمدينة 6 أكتوبر لتطبيق نظام التعليم الألماني

  “الشربيني”: توقيع اليوم هو تتويج لجهود التعاون بشأن استغلال المدارس الموجودة في المدن الجديدة …

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *