رفض عبد الإله ابن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، اليوم الأحد، تحويل اسم الملك لعلامة “قف” لمنع نقاش مواضيع سياسية، مهاجما من جهة أخرى داعمي “التطبيع” في المغرب، واصفا إياهم بأوصاف قدحية.
وقال ابن كيران، خلال المؤتمر الجهوي للحزب بالدار البيضاء، إن “الأحزاب السياسية هي فكرة للمشاركة والمساهمة في تدبير الشأن العام، ونحن لسنا حزب “البوانضية” أو جئنا لأخذ الدولة وممارسة نوع من الزحف نحو الحكم بطرق سياسية وديمقراطية، بل جئنا للمساهمة، وبالنسبة إلينا مسألة رئاسة الحكم في المغرب محسومة، ونعتبر الملكية شيء أساسي واستراتيجي وغير قابل للمناقشة في المغرب”.
وتابع أن “بعض الذين يتحدثون عن إمارة المؤمنين ويقبلونها، رغم أن شكلهم لا يوحي أنهم يؤمنون بها، ولكنهم يعرفون أنها حماية لهم ولغيرهم، مضيفا أن الطاعة تكون في المعروف، مبرزا أنه عبر التاريخ كان الملوك يتراجعون عن قرارات بعد تذكيرهم من أعوانهم أن أسلافهم لم يكونوا يقومون بها”.
وأفاد ابن كيران أنه “خلال مناقشات دستور 2011 أثيرت ملاحظات حول قداسة شخص الملك فأرسل إلينا جوابا قائلا إن “القداسة لله والعصمة للأنبياء وأنا ملك مواطن”، مشددا “نحن ملكيون ومع الملكية ولكن في إطار المعروف وطاعة الله ورسوله، وليس بطريقة عشوائية”.
وواصل بنكيران “هناك مجموعة في البلاد كلما تحدثنا عن أمر يشهرون اسم الملك بوجهنا مثل إشارة “قف”، مضيفا “إذا قال لكم الملك شيء مباشرة أخبرونا، ولكن أن تأتوا بكلام من رؤسكم غير مقبول”، مذكرا برفض الراحل محمد الوفا الانسحاب من الحكومة رغم تذرع حميد شباط، الأمين العام السابق لحزب الاستقلال، أنه تلقى أوامر عليا، ليتضح بعدها أن الملك لم يكن موافقا على ذلك.
وشدد على أن الحزب السياسي يجب أن تكون فيه مقومات الصلاح، إذ لا يمكن أن تُصلح وأنت فاسد، موضحا أن الوسط السياسي، مع استثناءات، يضم أناسا لا يحترمون الديمقراطية وتوجد “البلطجة” وتوظيف الأموال والكذب، متسائلا “كيف سيكون الإصلاح بهؤلاء؟”.
بنكيران: أنا “ابن إيران”
وتابع ابن كيران أن دولنا مهددة بالزوال، مشيرا إلى أن القضية الفلسطينية “قضية واضحة وبينة، منذ عام 1948 وإلى اليوم، أي لما يقارب الثمانين سنة من الظلم، والقتل، والتهجير”، منتقدا ضعف مساندة الأمة العربية والإسلامية لقضية فلسطين في الدول الغربية، ذلك أن “الدول المسيحية وغير المسلمة، أكثر مناصرة لإخواننا منّا نحن! كيف يُعقل ذلك؟!”.
وشدد الأمين العام “في الشريعة، إذا غُزيت أرض الإسلام، وجب على الرجل والمرأة الخروج للدفاع عنها، بل إن المرأة تخرج دون إذن زوجها. هذا ما نعرفه من فقهنا، فإن كان هناك فقه آخر فليُعرض علينا. إن أردتم تغيير هذا الفقه، فهاتوا العلماء الثقات ليقوموا بذلك”.
وهاجم ابن كيران أصحاب موقف “كلنا إسرائيليون”، واصفا إياهم بالكلاب والحشرات، مضيفا سأسبكم ولتفعلوا ما شئتم،فهل هذا هو وقت هذا الشعار، مضيفا تحرفون اسمي بقول “ابن إيران”؟! نعم، أنا ابن إيران حين وقفت في وجه إسرائيل، وأعتز بذلك! أنا مع وطني، لا فقط لأنه وطني، بل لأنه على حق، وأنا ضد إيران حين تسعى للهيمنة على المنطقة، لكنني معها حين تدافع عن فلسطين.
وتسائل “ثم متى أصبح اليهود أصدقاؤكم، وليس كل الإسرائيليين يهودًا، فكثير منهم علمانيون لا يؤمنون لا باليهودية ولا بغيرها. بل هناك يهود يعارضون الصهيونية. ومع ذلك، قال الله تعالى: “لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا”، مضيفا “ردوا عليّ أيها الحشرات المنبثة في الإذاعات والتلفزيونات والتي تغتر بالنفوذ. إن النفوذ الأول بيد الله، وهذا الزمن سيمر، وسينكشف أمركم، وسيلعنكم الشعب يا عملاء إسرائيل، وستكونون منبوذين حتى في جنائزكم”.
وشدد “نحن أمة إسلامية، نعرف من نحن، نحن المغاربة والجزائريون والموريتانيون والليبيون والمصريون وأهل الشام والعراق، والإيرانيون والعرب جميعًا. نحن أمة واحدة.رأتردون على كلام القرآن؟! أتتركون أمتكم لتسيروا خلف أعدائها؟! إن كان القرآن لا يعجبكم، فاحذفوا منه الآيات التي تزعجكم”، مضيفا أن الأموال البخسة التي يتلقاها هؤلاء لن تنفعهم أمام الله”.