تراجع الاتحاد أدَّى لتراجع السياسة والمغرب “مسلك راسو” في المنطقة

قال السياسي اليساري ووزير المالية السابق، فتح الله ولعلو، إن تراجع الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية أدى إلى تراجع السياسة في المغرب، مبرزاً أن المغرب، وعلى الرغم من الصعوبات الاقتصادية التي نواجهها اليوم، فإنه لايزال “مسلك راسو” مقارنة بوضعية عدد من الدول المجاورة لنا.

وأضاف السياسي اليساري والوزير السابق، في الندوة التي نظمتها مؤسسة عبد الرحيم بوعبيد، لتقديم مؤلف مذكراته السياسية، أن “ما عشناه في مرحلة التناوب التوافقي هو مسألة إيجابية في تاريخ بلدنا”، مؤكدا أن “أهمية هذه المرحلة هي أنها صاحبت المرور والانتقال من عهد سياسي إلى عهد جديد، وهذا ليس بالشيء اليسير بالإضافة إلى إدخالنا في مرحلة إصلاحات، سواء في تعلق بقضايا اللغة الأمازيغية أو قضايا النساء أو الاهتمام بالتنمية شمال المملكة”.

وسجل المصدر ذاته أن “منذ أن أوقفت النشاط السياسي لم أعد أناقش الشأن السياسي، لكن هويتي لاتزال مرتبطة بكل ما عشته، خاصة في العلاقة بين الديموقراطية التقدمية والوطنية”، مشيراً إلى أنه “اليوم لم تعد هناك ظروف للكتلة الوطنية التي كنت أرتاح لها”.

وأورد فتح الله، في ما يتعلق بالشأن المالي والاقتصادي، ومنذ مرحلة التناوب، أن المغرب أخذ استقلال قراراه اتجاه المؤسسات المالية الدولية سواء صندوق النقد الدولي أو البنك الدولي الذين لم يعودوا يفرضوا شروطا على المغرب.

وسجل السياسي اليساري، الذي سبق أن شغل منصب وزير الاقتصاد والمالية، منذ 1998 إلى 2007، أن الحكومات التي تلت حكومة التناوب ظلت محافظة على هذه الاستقلالية لكي لا يقع منزلق في اتجاه المديونية، على الرغم من أنها ارتفعت لعوامل داخلية وخارجية.

وفي تشخيصه للواقع السياسي المغربي، سجل المصدر ذاته أن تراجع الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية أدى إلى تراجع السياسة في البلد، مشدداً على أن حزب “الوردة”، في إطار الكتلة، كان عنصراً مهماً في السياسة في المغرب وهو ما لم يعد اليوم حاضراً.

وسجل السياسي ذاته أن المغرب، وفي السياق الذي نعيشه اليوم، فإنه بلد يحاول الحفاظ على التوازن داخل المجتمع مقارنة مع الدول الموجودة في الجوار، مبرزاً أن “هذا التوازن هو نتيجة للإجراءات التي تركتها الكتلة الديموقراطية ومرحلة التناوب”.

وأرجع ولعوا أن جزءاً كبيراً من الاستقرار والتوازن الذي يعيشه المغرب راجع بالأساس إلى القضية الوطنية، مشددا على أن قضية الصحراء المغربية وتعنث الجيران من خظ المغرب ورعبته في التطور.

وفي ما يتعلق بالمشروع المغاربي، أورد السياسي اليساري أنه “أصبح مستحيلاً، لكنه لايزال في خانة الضروري أي المستحيل الضروري”، مشيدا بـ”التوجه الأطلسي الجديد في السياسة الخارجية المغربية من خلال ربط المغرب بالدول الإفريقية المطلة على الساحل الأطلسي”.

وفي هذا الصدد، أورد المتحدث ذاته أن “الارتباط بالمشروع الأطلسي لا يجب أن ينسينا التشبث بالمشروع المغاربي”، مبرزاً أن أبرز زجه لهذه الثنائية هو توفرنا على ميناء الداخلة وفي نفس الوقت على ميناء الناظور شمال المملكة.

وبالعودة إلى المؤلف الجديد الذي يحكي فيه ولعلو على مذكراته، أورد السياسي والوزير السابق أن “هذه المذكرات كتبت خلال فترة ما بين 2013 إلى سنة 2015، أي خلال الفترة التي كانت فيها الراحل عبد الرحمان اليوسفي على قيد الحياة، لكن دون أن أخبره أنني أشتغل على هذا الأمر”، مبرزاً أن “سببين هنا اللذان أجلا إصدار هذه المذكرات في ذلك الوقت وهما حضوري حينها في المجال السياسي بالإضافة إلى احترامي للراحل، عبد الواحد الراضي، لمذكراته وبالتالي تأجيل إخراج هذه المذكرة وخلق مسافة بين مذكريتينا”.

عن أسيل الشهواني

Check Also

واشنطن تتحرك ضد البوليساريو.. أصابع اتهام لطهران والجزائر

أعلن النائب الجمهوري جو ويلسون، رفقة زميله الديمقراطي جيمي بانيتا، عن تقديم مشروع قانون في …

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *