واشنطن بوست: هل دُمر البرنامج النووي الإيراني فعلا؟ | سياسة

|

تساءلت صحيفة واشنطن بوست أي الأوصاف “مدمر أو منهك أو غير منقوص” أنسب لوصف حالة البرنامج النووي الإيراني بعد الضربات الأميركية؟ مشيرة إلى أن الجواب عن هذا السؤال الذي أزعج واشنطن طيلة الأسبوع الماضي هو الذي سيحدد نتيجة الصراع مع إيران.

وأوضحت الصحيفة -في افتتاحيتها- أن الضربة الأميركية إذا كانت “قضت” على البرنامج النووي الإيراني بالكامل، كما يصر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، فستكون الولايات المتحدة قد أثبتت قدرتها على تدمير قدرة إيران على إنتاج الأسلحة النووية متى شاءت، وعليه تبقى الدبلوماسية ضرورية حتى لا تضطر واشنطن لقصف إيران بانتظام لمنعها من إعادة بناء برنامجها النووي، وذلك ما يفرض على طهران أن تقبل بتنازلات، وربما بالتخلي عن طموحاتها النووية.

أما إذا لم تسفر الضربة الأميركية عن تدمير كامل، فقد تشعر إيران بقدرتها على الدفاع عن برنامجها النووي في وجه القوة النارية الأميركية الساحقة، وبالتالي سيحدد حجم الضرر مدى قدرة طهران على مقاومة المحاولات الأميركية، وفي هذه الحالة أيضا تكون الدبلوماسية ضرورية، وستكون المفاوضات أكثر صعوبة بالنسبة لترامب.

Workers move a fuels rod at the Fuel Manufacturing plant at the Isfahan Uranium Conversion Facility 440 Km (273 miles) south of Tehran April 9, 2009. REUTERS/Caren Firouz (IRAN POLITICS ENERGY)
عمال يحركون قضيب الوقود في مصنع تصنيع الوقود في منشأة تحويل اليورانيوم في أصفهان (رويترز)

ولكن الحقائق غير واضحة في الوقت الحالي -كما تقول الصحيفة- وتقرير وكالة استخبارات الدفاع المسرب يشير إلى أن الضربة الأميركية أعاقت البرنامج النووي الإيراني لبضعة أشهر فقط، ولذلك فإن إيران تستطيع العودة إلى تخصيب المزيد من الوقود النووي، إضافة إلى مخزونها الذي يرجح أنه نقل إلى مكان آمن، حتى لو كانت أجهزة الطرد المركزي قد دمرت، لأنه لا يمكن محو الخبرة التقنية التي تراكمت لدى طهران على مدى عقود.

ضرورة استئناف المحادثات

ومع أن ترامب يبدو مستعدا لإعادة التواصل مع إيران دبلوماسيا، فإن إيران ترفض التفاوض مع واشنطن حتى الآن، وقد أقر نوابها مشروع قانون لتعليق التعاون مع مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وقد لا تكون في عجلة من أمرها للعودة إلى المحادثات، في انتظار أن تتعافى من أسبوعين من الغارات الجوية القاسية التي قضت على قيادتها العسكرية وألحقت أضرارا بالغة ببنيتها التحتية للطاقة.

ورأت الصحيفة أن استئناف المحادثات ضروري، وخاصة إذا لم تكن الولايات المتحدة قد دمرت القدرة النووية الإيرانية، وسيكون من الحكمة أن يقدم ترامب حوافز مع احتفاظه بخيار المزيد من العمل العسكري، وأن يبقي الهدف مركزا على كبح طموحات إيران النووية بدلا من توسيع نطاق الأهداف لدرجة تجعل المفاوضات أكثر صعوبة.

FILE - This Jan. 15, 2011 file photo shows Iran's heavy water nuclear facilities near the central city of Arak 150 miles (250 kilometers) southwest of Tehran. Two diplomats told The Associated Press on Monday, Nov. 21, 2016, that Iran has begun to export excess quantities of heavy water, which can be used in the process to make atomic arms, as Tehran moves to end a small but significant violation of a landmark nuclear deal. (Hamid Foroutan, ISNA, File via AP)
منشآت نووية إيرانية تعمل بالماء الثقيل قرب مدينة آراك على بعد 250 كيلومترا جنوب غرب طهران (أسوشيتد برس)

وإذا كانت إيران مصرة على مواصلة برنامجها النووي المدني كما تقول، فيجب -حسب الصحيفة- تحقيق ذلك مع شركاء دوليين تحت رقابة صارمة وعمليات تفتيش دقيقة وقيود على مستوى اليورانيوم المخصب المسموح لها بامتلاكه، مع ضرورة إجبارها على الكشف عما هو مخفي والتخلي عنه، مقابل تخفيف تدريجي للعقوبات التي شلت اقتصادها، ووعد باستعادة مليارات الدولارات من أصولها المجمدة في جميع أنحاء العالم.

وفي غياب حل دبلوماسي، فإن السيناريو الأفضل -حسب واشنطن بوست- هو أن تمارس الولايات المتحدة وإسرائيل لعبة “ضرب الخلد” على الأمد الطويل، في محاولة مستمرة للعثور على المواقع النووية المشتبه بها وتدميرها، علما أن إيران، بعد أن تعرضت للإذلال، ستبتكر طرقا أكثر إبداعا لإخفاء وحماية برنامجها النووي.

عن شريف الشرايبي

Check Also

مياه المحيطات يتغير لونها والعلماء قلقون من تداعيات اقتصادية | علوم

28/6/2025–|آخر تحديث: 18:51 (توقيت مكة) تشهد مياه المحيطات تغيرا ملحوظا في ألوانها، حيث أصبحت أكثر …

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *