واشنطن تتحرك ضد البوليساريو.. أصابع اتهام لطهران والجزائر

أعلن النائب الجمهوري جو ويلسون، رفقة زميله الديمقراطي جيمي بانيتا، عن تقديم مشروع قانون في الكونغرس الأمريكي يصنف جبهة البوليساريو كمنظمة إرهابية أجنبية.

وجاء هذا المقترح بعد أشهر من التحضير المكثف، مدعوماً بتقارير ووثائق تتهم الجبهة بالتورط في أنشطة إرهابية والتعاون مع أطراف معادية للولايات المتحدة، مثل إيران، حزب الله، وروسيا. وأكد ويلسون أن البوليساريو تمثل تهديداً للاستقرار في المغرب، الحليف التاريخي لواشنطن، وتوفر منفذاً استراتيجياً لإيران في إفريقيا.

استند المقترح إلى أدلة، منها صور لعناصر من البوليساريو إلى جانب رموز إيرانية منذ الثمانينات، وتقارير عن تدريبات عسكرية قدمها ضباط من حزب الله لعناصر الجبهة في تندوف، أحدهم تورط في هجمات دامية ضد القوات الأمريكية.

كما وثّق المقترح استخدام البوليساريو لطائرات مسيرة إيرانية، ودعم إيران اللوجيستي والعسكري للجبهة، بالإضافة إلى مشاركة كيانات مصنفة إرهابية، كحزب العمال الكردستاني، في أنشطة تنظمها البوليساريو. ومن المتوقع أن يتم النظر في المقترح خلال 90 يوماً.

عبد العالي سرحان، الباحث في العلوم السياسية والعلاقات الدولية، اعتبر أن المقترح يعكس تقاطعًا نادرًا بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي في قضية خارجية، مما يدل على وجود توجه مؤسساتي أمريكي متنامٍ نحو إعادة تقييم علاقة واشنطن بالأطراف الفاعلة في قضية الصحراء، في ظل تصاعد المخاوف من التغلغل الإيراني في المنطقة.

وقال سرحان في تصريح لجريدة “مدار21” الإلكترونية، إن الربط بين البوليساريو وإيران وحزب الله وروسيا يُحوّل الجبهة من فاعل انفصالي محلي إلى عنصر في شبكة تهديدات عالمية، وهو أمر له تبعات دبلوماسية وأمنية كبيرة.

واسترسل الباحث موضحا “المقترح يضع البوليساريو ضمن خانة التهديدات التي تقوّض استقرار الحلفاء التقليديين للولايات المتحدة، وفي مقدمتهم المغرب، ما قد يترتب عليه تعزيز الدعم الأمريكي الرسمي للطرح المغربي في الصحراء”.

وأشار عبد العالي سرحان إلى أن اعتماد الوثائق التي تُظهر مشاركة حزب الله وتورط ضباطه في تدريب عناصر البوليساريو، إلى جانب استخدام طائرات مسيّرة إيرانية، يضفي بعدًا عسكريًا وأمنيًا جديدًا على النزاع.

وسجل الباحث في العلوم السياسية والعلاقات الدولية أن القضية لم تعد في نظر بعض صناع القرار الأمريكيين صراعًا تقليديًا على الأرض، بل أصبحت تشكّل بؤرة لتجريب أدوات الحرب بالوكالة وتوسيع نفوذ قوى مناوئة للغرب.

ويرى أن هذا المقترح يعد أيضًا رسالة مباشرة إلى الجزائر، باعتبارها الحاضنة الأساسية للبوليساريو، مفادها أن الدعم الأمريكي لها قد يصبح مشروطًا بمراجعة موقفها من الملف.

ولفت في السياق نفسه، أن اعتبار الجبهة منظمة إرهابية قد يفرض عقوبات غير مباشرة على الداعمين أو الممولين، ويدفع أطرافًا إقليمية لإعادة النظر في تموقعها السياسي والدبلوماسي.

ومن الناحية العملية، أفاد سرحان أنه “حتى في حال عدم اعتماد المقترح في شكله الحالي، فإن مجرد طرحه في الكونغرس يمثل سابقة في تاريخ تعاطي واشنطن مع النزاع، ويفتح الباب أمام مراجعات محتملة في السياسات الأمريكية والأوروبية تجاه البوليساريو”.

وخلص إلى أن هذا المقترح يعزز أيضا من موقف المغرب على الصعيدين الدولي والإفريقي باعتباره حليفًا موثوقًا في الحرب ضد الإرهاب والتطرف العابر للحدود.