لم نطلب من المهاجري مهاجمة أحد وخرجات ابن كيران تكرس العزوف

كشف محمد المهدي بنسعيد، عضو القيادة الجماعية للأمانة العامة للأصالة والمعاصرة، أن عودة البرلماني، هشام المهاجري، إلى المكتب السياسي للحزب، بعد قرار سابق بتجميد عضويته، يدخل في إطار “ترتيب البيت الداخلي” وتعزيز الصف التنظيمي قبيل الاستحقاقات المقبلة.

ورفض بنسعيد، خلال حلوله ضيفا على برنامج “مع يوسف بلهيسي”، اختزال القرار في منطق انتخابي ضيق، مشدداً على أن الحزب لم يتخلّ يوماً عن مناضليه، لافتا إلى أن قرار التجميد جاء في وقت معين بسبب مداخلة اعتُبرت منافية لميثاق الأغلبية، باعتبار أن النائب حين يتحدث داخل البرلمان بلغة سياسية، فإن ذلك يُحسب على الفريق والحزب، وليس على النائب كشخص.

وأضاف: “المهاجري أخطأ، وتمت معاقبته، وانتهت فترة العقوبة، واليوم نعتبر أن الوقت قد حان للعودة والعمل المشترك”، نافيا أن تكون عودته موجهة ضد الحلفاء أو تحمل رسائل انتقاد للائتلاف الحكومي، مؤكداً: “لم نطلب من المهاجري مهاجمة أحد، بل نريده أن يواصل أداءه السياسي، كما أن الحزب يضم نحو 90 برلمانياً لكل منهم وزنه في أقاليمه”.

وأكد عضو القيادة الجماعية للأمانة العامة للأصالة والمعاصرة أن “البام” لا يعيش خلافات داخل الأغلبية، مشيراً إلى أن منطق الحزب اليوم يقوم على تقديم حصيلته للمغاربة بصدق، وليس على خلق صدامات مع شركاء التحالف.

من جهة أخرى، عبر عن احترامه الكبير لعبد الإله بن كيران رئيس الحكومة الأسبق، لكنه أعرب في الوقت ذاته عن موقفه النقدي من “خرجاته الأخيرة” وطريقة تعبيره التي وصفها بـ”البوز والشعبوية”، معتبراً أن هذا الأسلوب يشكل نقطة سلبية في المشهد السياسي الوطني.

وأشار بنسعيد إلى أن الفترة التي كان يُعتقد فيها أن الشعبوية ستخلق النقاش السياسي وتشد اهتمام المواطنين قد انتهت، معتبراً أن استمرار هذا النمط من الاستفزاز لم يعد مجدياً.

وقال: “أنا لا أتفق مع طريقته الاستفزازية دائما”، مؤكداً أن الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و22 سنة لا يعرفون هذا الخطاب ولا يتأثرون به، مما يشكل تخوفاً حقيقياً بشأن مستقبل المشاركة السياسية لهذه الفئة المهمة.

وتطرق الوزير إلى أهمية تطوير أساليب التواصل مع الجيل الجديد قائلاً: “اليوم يجب أن نطور الطريقه التواصلية لنجذب الجيل الجديد، لأن مؤشرات العزوف ربما خطيرة وقابلة للزيادة مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية.”

وعن تجربته مع الحكومة الحالية، قال بن سعيد إنه لم يكن يعرف عزيز أخنوش قبل تشكيل الحكومة، لكنه أبدى رضاه عن طريقة العمل داخل الأغلبية الحكومية: “اختلفنا في بعض القضايا وتفاهمنا في مجموعة أخرى، وهذا هو نجاح هذه الحكومة، فحين يكون هناك نقاش حول نقطة ما نتحاور بكل حياد داخل الهيئات، ومن ثم نخرج موحدين”.

وأضاف أن بعض التوقعات التي كانت تشير إلى فشل الحكومة بسبب خلافات داخلها لم تتحقق، مشيراً إلى احترامه التام للأغلبية وتقديره لاختلاف الرؤى: “نختلف على قانون أو قرار ولا نراه بنفس وجهة النظر، لكن نخرج باتفاق.. هذا هو ما يحصل دائماً في التحالفات السياسية”.

وختم بن سعيد تصريحه بالتأكيد على التزامه بقيادة الحكومة والعمل مع مختلف المكونات السياسية لإنجاحها: “إذا كنا نتولى رئاسة الحكومة، سنعمل مع كل المكونات حتى التي لا تتفق معنا في كل الأمور، وسنصل إلى توافق يحقق المصلحة العامة”.

عن أسيل الشهواني

Check Also

رئيسة مجلس النواب الإسباني تشيد بالتعاون المغربي-الإسباني

أكدت رئيسة مجلس النواب الإسباني، فرانشينا أرمينغول، أن التعاون بين المغرب وإسبانيا يشكل نموذجا للشراكة …

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *