حيث تتوقف الإمدادات الروسية.. تبدأ رحلة تقاسم الرغيف بين أوكرانيا وسوريا

اعلان

وذكرت رويترز، استنادًا إلى مصادر في موسكو ودمشق، أن الإمدادات الروسية من القمح إلى سوريا توقفت مؤخرًا بسبب الغموض المحيط بالحكومة السورية الجديدة وتأخر سداد المدفوعات. وكانت روسيا هي المزود الأساسي لسوريا بالغذاء خلال فترة حكم الأسد، مما يثير تساؤلات حول مستقبل هذه العلاقة في ظل الإدارة الجديدة.

وفي تصريحاته، قال كوفال: “حيثما تكون الحاجة ملحة، نكون على استعداد للمساعدة. وإذا كانت سوريا بحاجة إلى الغذاء، فإن أوكرانيا هنا لدعمها”. هذه المبادرة تأتي ضمن جهود أوكرانيا لتعزيز صادراتها الزراعية بعد أن تأثرت بشدة بالغزو الروسي لأراضيها في فبراير/شباط 2022.

وعلى الرغم من القيود التي فرضها الحصار الروسي على البحر الأسود، فإن أوكرانيا نجحت في كسره واستئناف صادراتها من موانئها الجنوبية مثل أوديسا. وتاريخيًا، كانت صادرات أوكرانيا من الحبوب تتجه إلى دول الشرق الأوسط، إلا أن سوريا لم تكن ضمن الأسواق الأساسية.

وبحسب تقارير رويترز، فإن صادرات الذرة الأوكرانية إلى السوق السورية في موسم 2023/2024 لم تتجاوز 6,000 طن متري، من إجمالي صادرات الذرة الأوكرانية التي بلغت 29.4 مليون طن. ومع ذلك، أشار محللون إلى أن كميات صغيرة من الحبوب الأوكرانية قد تكون وصلت إلى سوريا عبر دول مجاورة دون أن تسجل في الإحصاءات الرسمية.

وفي سياق متصل، عبرت أوكرانيا عن رغبتها في إعادة بناء العلاقات مع سوريا بعد انتهاء التحالف القوي الذي جمع دمشق بموسكو. وأوضح وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيها أن كييف على استعداد لدعم الشعب السوري، قائلاً: “نحن نسعى لتمهيد الطريق من أجل استعادة العلاقات مستقبلًا، مؤكدين تضامننا مع السوريين”.

بهذا التصريح، ترسل أوكرانيا رسالة واضحة بأنها ملتزمة بدورها كمصدر للأمن الغذائي العالمي، خاصة في المناطق التي تعاني من أزمات. ومن خلال هذه الخطوة، تؤكد كييف أن الغذاء ليس مجرد سلعة، بل وسيلة لبناء جسور التواصل والتعاون في أوقات التحديات.