عبّر عبد الإله ابن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عن تمسكه بثوابت الموقف الوطني، خاصة ما يتعلق بالعلاقة مع إيران والصراع العربي الإسرائيلي، مؤكدا أنه مع المغرب دائما وضد أي دولة تواجهه، لكن في المقابل “نحن اليوم مع إيران لأنها ضد إسرائيل وترفع راية الإسلام”.
وقال رئيس الحكومة الأسبق، اليوم الأحد، خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الجهوي لحزب العدالة والتنمية بجهة فاس مكناس، بالمقر الجهوي للحزب بفاس: “أنا مع المغرب ضد إيران، حين يكون المشكل بين المغرب وإيران، ومع المغرب ضد أي دولة تواجهه، ولا داعي للفهامات ولا المزايدات.”
وأضاف مذكّرًا بمواقفه السابقة: “يوم خرج الناس للشارع ضد إيران، من وقف أولًا هو أنا إلى جانب الأمين العام للتقدم والاشتراكية نبيل بن عبد الله، وذلك اعترف به الشعب واعترفت به الدولة والملك، وكلفني برئاسة الحكومة مرتين، مهما حاولتم.”
وفي تقييمه للسياق الحالي، شدد ابن كيران على أن إيران اليوم لا تواجه المغرب، بل تواجه إسرائيل، “وهذه الأخيرة مسنودة من الولايات المتحدة الأمريكية ونحن نساند طهران لأنها ترفع راية الإسلام”، حسب تعبيره.
وأكد أن موقفه المساند لإيران لا تحكمه اعتبارات نفعية أو سياسية آنية، بل هو نابع من قناعة دينية: “موقفنا مع إيران لا نهدف من خلاله لثمن، بل هو موقف لوجه الله، لأننا نعتقد أن هذا ما تمليه علينا عقيدتنا.”
واستشهد ابن كيران بالآيات الأولى من سورة الروم: “غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ فِي بِضْعِ سِنِينَ ۗ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ ۚ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ ۚ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ”، موضحًا أن “الله تعالى قال هذا الكلام في الروم وهم نصارى، والذين فرح المسلمون بانتصارهم على الفرس وهم كفار، فكيف اليوم لا نساند أمة ترفع راية الإسلام، رغم أخطائها ومخالفاتها وبدعها التي لا نقبلها ولا نقبل أن تصل إلينا.”
واعتبر الأمين العام للعدالة والتنمية أن الوقوف مع إيران ضد إسرائيل اليوم هو انسجام مع موقف الأمة: “نحن مع أمة المغرب وأمة الإسلام ضد كل عدو، ونحن اليوم مع إيران ضد إسرائيل، لأن من يدافع عن فلسطين لا يمكن أن نستويه بالذي يقتل إخواننا وأخواتنا.. الفلسطينيون إخواننا.”
وفي رسالته إلى الصهاينة، قال: “الصهاينة اللي فرحانين فهادشي، وباغتيالات في حزب الله وحماس، ويقولون إنهم دمروا قدرات إيران النووية، أقول لهم: لا مستقبل لكم بهذه الطريقة، واخا تقتلوا حتى تشبعوا، واخا تحكموا في الدول حتى تشبعوا.” مشيرا إلى أن هناك يهودًا يعارضون الصهيونية ويقفون ضد نتنياهو وضد دولة إسرائيل.
واستحضر عبد الإله ابن كيران تجارب تاريخية سابقة قائلاً: “سبقكم المغول والصليبيون والاستعمار الغربي، وكانوا ربما أقل سوءًا منكم، ومع ذلك لم ينجحوا، ولن تنجحوا إذا لم تستطيعوا أن تجدوا صيغة فيها العدل والإنصاف والحق والمحبة مع سكان المنطقة.”
وختم ابن كيران كلمته: “إذا كنتم تعتقدون أنه بالقضاء عل حماس أو دولة إسلامية كإيران قد حللتم مشكلتكم، فإنكم على خطأ، لأن هذه أمة فيها 2 مليار من البشر، وهي أمة ولدت عز الدين القسام، وياسر عرفات، وأبو جهاد، وأبو إياد، وأحمد ياسين، والرنتيسي، وإسماعيل هنية، وآخرون… وكلهم ماتوا ولكن باقي المقاومة مستمرة، ومازال غيجيكم ما دمتم ظالمين.”