9 ملايين متضرر.. مقترح قانون لحظر السجائر الإلكترونية بالأماكن العمومية

في خطوة تشريعية جديدة تهدف إلى “تعزيز الحماية الصحية للمواطنين”، تقدمت المجموعة النيابية لحزب العدالة والتنمية، بمجلس النواب، بمقترح قانون يرمي إلى منع تدخين السجائر، والسجائر الإلكترونية، والشيشة في الأماكن العمومية.

وقال عضو المجموعة النيابية للعدالة والتنمية، مصطفى إبراهيمي، الذي قدم مقترح القانون، إن هذه المبادرة التشريعية تأتي “للحد من خطورة آفة التدخين وتحيين الإطار القانوني الحالي”، في إشارة إلى القانون 15-91، الذي وصفه بـ”غير الرادع” نظراً لانخفاض الغرامات المنصوص عليها فيه.

وأشار إبراهيمي إلى أن المقترح يسعى إلى تطوير التشريع المؤطر للتدخين، الذي يعود إلى سنة 1991، مع الاستفادة من مقترحات سابقة كالمشروع الذي تقدم به حزب الاستقلال سنة 2008، مضيفاً أن القانون الجديد سيعمل على تحديث التعاريف المتعلقة بهذه الآفة، وتوسيع لائحة المنتجات المشمولة بالحظر.

وفي سياق متصل، عبّر إبراهيمي عن أسفه لعدم مصادقة المغرب على اتفاقية منظمة الصحة العالمية لمكافحة التبغ، التي وقّع عليها سنة 2004، مبرزا أنه من أصل 187 دولة فقط 9 دول التي لم تصادق منها 5 دول مصنعة، الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا واليابان وكوبا، وأضاف أن الإقليم الذي نتواجد فيه صادقت 22 دولة، ودولتان لم تصادقا وهما المغرب والصومال وهذا لا يليق بالمملكة المغربية يقول إبراهيمي.

ومن جانب آخر، كشف إبراهيمي عن أرقام مقلقة حول استهلاك التبغ في المغرب، حيث أشار إلى أن حوالي 9 ملايين مغربي يتعرضون للتبغ بشكل مباشر أو غير مباشر، فيما يصل الاستهلاك السنوي إلى 18 مليار سيجارة، منها 15 مليار تُروّج بشكل قانوني.

واعتبر عضو المجموعة النيابية للعدالة والتنمية، التدخين تهديدا مباشرا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية بالنظر إلى تداعياته وتكلفته على المنظومة الصحية وعلى الإنتاجية في صفوف الموارد البشرية، ولفت إلى أن تكلفة الصحة حسب الحساب الوطني للصحة 31 مليار درهم بحسب تقرير 2024، نسبة كبيرة تستهلكها الأمراض غير السارية والمصاريف المباشرة التي عندها علاقة بالتدخين 5 ملايير درهم، فضلا عن سرطان الرئة والفم والحنجرة والجهاز الهضمي.

ونبه إلى أن 6 في المائة من الأشخاص المرضى المؤمنين نتيجة التدخين يستهلكون 50 في المائة من ميزانية صندوق الضمان الاجتماعي، وبالتالي فهذا إشكال حقيقي بحسب إبراهيمي.

ومن جانب آخر، لفت المتحدث ذاته، إلى أنه 1من 6 أطفال يدخنون التبغ العادي، أما السيجارة الإلكترونية فأثار إبراهيمي أن هناك انخفاضا في السن بحيث أن الأطفال ما بين 15 و17 سنة حوالي 7.7 في المائة منهم يدخنون السيجارة الإلكترونية، 9.6 في المائة في سن ما بين 10 و12 سنة، و23.4 في المائة ما بين 13 و14 سنة.

وختم إبراهيمي مداخلته، بتأكيد استمرار بيع التبغ في الأماكن العامة ومحطات القطار والدكاكين، إلى جانب تفشي الإشهار غير القانوني للتبغ والسيجارة الإلكترونية، الذي وصفه بـ”التسيّب”، داعياً إلى “وقف هذا الانفلات من خلال تفعيل صارم للقوانين وتحديثها بما يواكب التحديات الحالية”.

عن أسيل الشهواني

Check Also

السكوري يدعو لإصلاح مدونة الشغل

دعا وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات، يونس السكوري، أمس الخميس بالدار البيضاء، إلى …

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *