
الخط :
“أتمنى أن تتغير شبكات التواصل الاجتماعي، وألا تبقى مجرد فضاء للفوضى، مليء بالسب والقذف والابتزاز.. هناك تهديد حقيقي يواجه الصحافة من طرف الإنترنت.” بهذه الكلمات القوية، عبّر الصحافي الإسباني خافيير فرنانديس أريباس عن قلقه من التحولات التي تشهدها بيئة الإعلام بفعل الفوضى الرقمية، خلال مشاركته في الندوة العلمية المنظمة بمدينة الداخلة يومي 20 و21 يونيو، من طرف اللجنة المؤقتة لتسيير قطاع الصحافة والنشر، حول موضوع: “التكامل بين صحافة الجودة والتربية على الإعلام”.
وقال ذات الصحافي أيضا في مداخلته: “مهمتنا اليوم ليست سهلة في ظل الانتشار الكبير للإشاعات والأكاذيب في الفضاء الرقمي، وخصوصاً عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لذلك نحن في حاجة إلى استرجاع قيم الصحافة النبيلة، وألا ننساق وراء منطق الربح السريع، والإثارة، وحصد نسب المشاهدة، وهو ما نعيشه فعلاً في إسبانيا”، معبّرا عن تأييده لتقنين استعمال وسائل التواصل الاجتماعي للحد من الفوضى التي تشهدها.
من جهة أخرى، دعا الصحافي خافيير فرنانديس أريباس زملاءه الصحافيين إلى اعتماد العمل الميداني والاقتراب من نبض الواقع، عبر النزول إلى المدن واللقاء المباشر مع المواطنين وممثلي الجمعيات والمؤسسات، بدل الاكتفاء بالجلوس خلف المكاتب وتكرار معلومات مغلوطة تُروَّج دون تحقق.
وأكد خافيير في كلمته أن “صحافة المكتب” أصبحت تُغري الكثير من المهنيين بفعل التطور التكنولوجي، لكنها لا يمكن أن تعوّض الصحافة الحقيقية المبنية على النزول للميدان، والاعتماد على الوثائق والحجج، والتحقيق والمقارنة، لأن المصداقية – حسب تعبيره – هي جوهر العمل الصحافي، وهي ما يمنح للصحافي ثقة الجمهور.
وعلى المستوى الشخصي، كشف خافيير فرنانديس أنه يتعرض للتهديد من طرف جهات يمينية ويسارية متطرفة داخل إسبانيا، بسبب دعمه الواضح والصريح لموقف المغرب في قضية الصحراء المغربية.
واختتم مداخلته موجهاً رسالته للحاضرين من الصحافيين والخبراء بقوله: “أتمنى أن ترحلوا من الداخلة وأنتم مقتنعون بحجم الدينامية التي تعيشها هذه المدينة، من حيث البناء والمشاريع والأوراش المفتوحة على مختلف الأصعدة”.
تجدر الإشارة إلى أن هذا اللقاء الدولي الذي تحتضنه مدينة الداخلة، يعرف مشاركة صحافيين وخبراء من إسبانيا، أمريكا اللاتينية، فرنسا، وعدد من البلدان العربية والإفريقية.
