استبعد قائد القيادة العسكرية الأمريكية لإفريقيا “أفريكوم”، الجنرال مايكل لانغلي، بشكل صريح إمكانية نقل مقر القيادة من ألمانيا إلى المغرب، مبررا ذلك باعتبارات تتعلق بالميزانية. وجاء هذا التصريح ليحسم النقاش الذي ظل متداولا منذ سنوات حول هذا الملف الاستراتيجي الذي يحظى باهتمام واسع داخل الأوساط السياسية والعسكرية، سواء في الولايات المتحدة أو إفريقيا.
وخلال جلسة استماع عقدتها لجنة الشؤون العسكرية بالكونغرس، أجاب الجنرال لانغلي على سؤال مباشر وجهه له النائب الجمهوري أبراهام حمادة بشأن إمكانية نقل مقر القيادة من مدينة شتوتغارت الألمانية إلى المملكة المغربية. وأوضح الجنرال أن مثل هذه الخطوة يصعب تنفيذها حاليا، بسبب التكاليف المالية الباهظة التي قد تنجم عن عملية النقل، مؤكدًا أن الفوائد العملياتية لا تبرر مثل هذا الإنفاق.
وفي السياق نفسه، أقر الجنرال لانغلي بأن تقييمه للمسألة من زاوية الكلفة مقابل الفائدة لا يمنح الأفضلية لنقل المقر، مشيرًا إلى أنه لا يرى أي ميزة استراتيجية في هذه الخطوة. ومع ذلك، لم يُخفِ إشادته بمستوى التعاون العسكري بين الولايات المتحدة والمغرب، حيث وصفه بـ”الممتاز”، مؤكدًا أن الرباط تقوم بدور لافت في تعزيز الاستقرار، خصوصًا في منطقة إفريقيا جنوب الصحراء.
واعتبر قائد “أفريكوم” أن المغرب يظل “مصدّرًا للسلام” في القارة الإفريقية، لاسيما داخل جواره الإقليمي، في إشارة إلى الدور المحوري الذي تلعبه المملكة في جهود إحلال الأمن ومكافحة التهديدات العابرة للحدود.
ولم تكن هذه المرة الأولى التي يُطرح فيها موضوع نقل مقر القيادة العسكرية الأمريكية لإفريقيا إلى المغرب داخل أروقة الكونغرس. فقد سبق للسيناتور الجمهوري دان سوليفان أن دعا، سنة 2023، خلال جلسة استماع أخرى للجنرال لانغلي في مجلس الشيوخ، إلى جعل المغرب مقرًا مستقبليًا للقيادة.
وأشار سوليفان حينها إلى أن وجود “أفريكوم” في شتوتغارت جاء في الأساس بسبب غياب موقع مناسب لها في القارة الإفريقية، حيث كان يُفترض أن يكون مقرها الطبيعي.
تجدر الإشارة إلى أن القيادة العسكرية الأمريكية لإفريقيا (أفريكوم) تتخذ من مدينة شتوتغارت الألمانية مقرًا لها منذ تأسيسها في العام 2007، وذلك رغم كون مهامها الرئيسية موجهة نحو القارة الإفريقية.