بتر خريطة المغرب خلال قافلة دعم غزة يثير غضبا من التوظيف الجزائري

أثار ظهور خريطة مبتورة للمغرب، لا تشمل الأقاليم الجنوبية، خلال فعالية “قافلة الصمود” لدعم الشعب الفلسطيني وقطاع غزة، موجة استنكار وسط الرأي العام المغربي، خاصة بعدما ظهر وقوف جهات جزائرية وراء الخطوة، بغرض تمرير أجندة انفصالية بشكل خبيث، تحت غطاء العمل التضامني الإنساني.

الواقعة لم تمر مرور الكرام، إذ سارع عدد من النشطاء والحقوقيين المغاربة إلى التعبير عن غضبهم من هذا “الانزلاق الخطير” الذي يُعد تطبيعاً مع الطرح الانفصالي الذي تقوده الجزائر منذ عقود، عبر دعمها غير المشروط لجبهة البوليساريو الانفصالية.

واستغرب كثيرون كيف يمكن لمبادرة تحمل عنوان التضامن مع فلسطين وقطاع غزة، أن تُستعمل منصةً لتكريس تقسيم المغرب.

العديد من المتتبعين اعتبروا أن اعتماد خريطة مبتورة للمملكة، دون الصحراء المغربية، يحمل بصمات جزائرية واضحة، إذ تعمل الجارة الشرقية للمغرب على ترويج أطروحة الانفصال في كل المحافل، بما فيها تلك التي يُفترض أن تكون إنسانية وخالية من الحسابات السياسية الضيقة.

وبالرغم من الترحيب الشعبي المغربي بمبادرة القافلة التضامنية التي تبتغي كسر الحصار المضروب على قطاع غزة، وواقع الإبادة والتجويع الذي يتعرض له الفلسطينيون، إلا أن الاستغلال الخبيث من طرف الجزائر أغرق المبادرة في تجاذبات كانت بمنأى عنها، خاصة في ظل السياق العصيب.

وشهدت وسائل التواصل الاجتماعي انتقادات واسعة لخطوة بتر الخريطة المغربية عمدا وتغييب العلم الوطني عن المنشورات الدعائية للقافلة المغاربية، والتي أثبتت صبيانية دعاة الانفصال وحاذت بالقافلة عن مراميها الحقيقية.

وأعلن نشطاء حقوقيون ومتعاطفون مع فلسطين رفضهم لمثل هذه الممارسات التي تكرس لواقع الانقسام وتضرب مبدأ وحدة الشعوب المغاربية، مؤكدين أن القضية الفلسطينية أسمى من أن يتم توظيفها بهذا الشكل.

ورفض فاعلون مغاربة هذا النوع من التلاعب الرمزي الذي يُحاول جعل القضية الفلسطينية أداة سياسية بيد النظام الجزائري، لأجل الترويج للأطروحة الانفصالية المتجاوزة دوليا.

ودعا نشطاء إلى جعل التضامن مع فلسطين بعيداً عن الأجندات المشبوهة التي تُفرغ العمل التضامني من محتواه الأخلاقي والإنساني.

ونبه نشطاء إلى أن المبادرات الإنسانية “عندما تصبح مسيّسة، تفقد جوهرها الحقيقي ويتراجع الدعم الشعبي لها”،مفيدين أن “المغاربة لطالما وقفوا إلى جانب القضية الفلسطينية، لكن مثل هذه الإشارات السلبية قد تؤثر على مدى استعدادهم للانخراط في دعم القافلة. التضامن الحقيقي لا يجب أن يكون مشروطاً بخلفيات سياسية، بل يجب أن يكون نابعا من مبادئ إنسانية صادقة بعيداً عن الحسابات الضيقة”.

عن أسيل الشهواني

Check Also

اجتماع بالرباط حول عملية إعادة تكوين القطيع الوطني للماشية

الخط : A- A+ تنفيذا للتوجيهات السامية للملك محمد السادس، الداعية إلى إعادة تكوين القطيع …

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *