فيجاي فاليشا، المدير التنفيذي للاستثمار في سنتشري فاينانشال – تحديثات حول أسعار النفط والذهب
الأسواق الأمريكية
أعلن الرئيس ترامب عن مضاعفة الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألمنيوم إلى 50% بعد أن كانت 25%، كما طالبت الإدارة الأميركية شركاءها التجاريين بتقديم أفضل عروضهم التفاوضية بحلول اليوم، بهدف تسريع وتيرة المفاوضات. أما مشروع قانون الإنفاق الضخم والضرائب، الذي يُتوقع أن يضيف 3.8 تريليون دولار إلى العجز الأميركي خلال العقد المقبل، فقد أُقرّ في مجلس النواب وينتظر تصويت مجلس الشيوخ، مع ترجيحات بصدور القرار النهائي بحلول 4 يوليو.
سجل مؤشر ستاندرد آند بورز 500 مكاسب بنسبة 0.6% ، مدفوعاً بتقرير وظائف متباين؛ إذ تجاوز عدد الوظائف الشاغرة التوقعات، غير أن تقرير “JOLTS” لشهر أبريل كشف عن ضعف كامن في سوق العمل، مع تراجع في عدد الشواغر في قطاعات السفر والتصنيع، وزيادة في حالات التسريح، وانخفاض في معدل الاستقالة، ما يشير إلى تراجع مرونة الحركة الوظيفية. في السياق ذاته، تراجعت طلبات المصانع الأميركية بنسبة 3.7% خلال أبريل إلى 594.6 مليار دولار، مقارنة بـ617.4 مليار في مارس، نتيجة انحسار الطلب بعد موجة شراء سبقت تطبيق الرسوم الجمركية.
من جهة أخرى، خفضت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية توقعاتها لنمو الاقتصاد الأميركي في 2025 إلى 1.6%، مقابل 2.8% في 2024، وأقل من التقديرات الأولية عند 2.2%. كما توقعت ارتفاع مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE) إلى 3.9% بنهاية العام.
وبالنظر إلى مؤشر ستاندرد آند بورز 500، فقد استقر اليوم عند مستوى 5,972 نقطة، أي أعلى بقليل من ذروة مايو البالغة 5,968 نقطة، مسجلاً ارتفاعاً يتجاوز 20% منذ قاع أبريل عند 4,835 نقطة. وقد عادت “الخط المتقدم-الراجع” (Advance-Decline Line)، وهو مقياس شهير لعرض السوق، إلى تسجيل ذروة قياسية في مايو، مع إغلاق عشرة من أصل أحد عشر قطاعاً في المنطقة الإيجابية. حتى قطاع التكنولوجيا المعلوماتية اقترب من محو خسائره منذ بداية العام. وإذا حافظ المؤشر على تداولاته فوق ذروة مايو، فقد يستهدف المستوى النفسي البالغ 6,000 نقطة، يليه قمة 19 فبراير عند 6,148 نقطة. فنياً، يلقى المؤشر دعماً عند المتوسط المتحرك لـ9 أيام عند 5,911 نقطة على الرسم البياني اليومي، وهو أيضاً موقع التقاء المتوسطين المتحركين لـ50 و100 فترة على الإطار الزمني الأربع ساعات.
مؤشر الدولار الأمريكي
ارتد مؤشر الدولار بقوة يوم الثلاثاء، مرتفعاً بأكثر من 0.5% ليغلق فوق مستوى 99.00 بعد أن لامس أدنى مستوياته في ستة أسابيع عند 98.50 خلال الجلسة. وجاء هذا الارتداد مدعوماً بتقرير “JOLTS” المختلط الذي لم يكن سلبياً بما يكفي لردع المشترين، حيث أظهرت البيانات ارتفاعاً في كل من الوظائف الشاغرة وحالات التسريح، ما يعكس استمرار الأسواق في التعامل مع البيانات بشكل لحظي، إذ يكفي غياب الأخبار السيئة لدعم العملة.
في المقابل، تراجع زوج اليورو/دولار بشدة بعد أن اختبر مستوى المقاومة 1.1450، متأثراً ببيانات التضخم الضعيفة في منطقة اليورو والانكشاف على استحقاقات خيارات كبيرة. ومن المتوقع أن يتحرك المؤشر اليوم ضمن نطاق ضيق في انتظار صدور بيانات تقرير التوظيف في القطاع الخاص (ADP)، ومؤشر مديري المشتريات (PMI) من S&P Global، ومؤشر ISM للخدمات، تمهيداً لتقرير الوظائف غير الزراعية المنتظر يوم الجمعة.
في التداولات الصباحية، استقر المؤشر عند مستوى 99.20. وعلى المدى القصير، لا تزال النظرة الفنية سلبية، إذ يتحرك المؤشر ضمن قناة هابطة ويتداول مؤشر القوة النسبية (RSI) دون مستوى 50. ويكمن الدعم الرئيسي عند 98.58، يليه دعم أعمق عند 97.80، في حين تتمثل المقاومة الأولى عند المتوسط المتحرك الأسي لـ9 أيام عند 99.39، تليها المقاومة النفسية عند 100 نقطة.
النفط الخام
ارتفعت أسعار النفط بنسبة 0.49% في جلسة أمس لتغلق عند 63.58 دولاراً للبرميل، بعد أن تسببت حرائق الغابات في كندا -رابع أكبر منتج عالمي- في توقف نحو 350 ألف برميل يومياً من الإنتاج، ما عوّض تأثير رفع إنتاج “أوبك+”. كما أفاد معهد البترول الأميركي بانخفاض مخزونات الخام الأمريكية بـ3.28 مليون برميل الأسبوع الماضي، وهو ما سيكون أكبر سحب منذ مارس إذا تأكدت البيانات الرسمية لاحقاً، ما يدعم استمرار الاتجاه الصاعد على المدى القصير رغم تقلبات السوق.
لكن على أساس سنوي، لا تزال الأسعار منخفضة بنحو 13%. وقد استقرت الأسعار في تداولات اليوم بعد مكاسب استمرت يومين، مدفوعة بتباطؤ توسع حرائق كندا بفعل الأمطار، وقوة الدولار الأميركي. من ناحية أخرى، خفضت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية توقعاتها للنمو العالمي، مع تضرر الاقتصاد الأميركي بشكل خاص بفعل الرسوم الجمركية. ويُضاف إلى ذلك أن الزيادة السريعة في إنتاج “أوبك+” قد تُضعف أثر شح الإمدادات المرتبط بالعوامل الموسمية والجيوسياسية.
فنياً، يظهر الرسم البياني اليومي أن السعر يحظى بدعم عند 63.4 دولاراً، ويتداول أعلى من المتوسطين المتحركين لـ9 و21 يوماً (عند 62.23 و61.96 دولاراً على التوالي)، ما يشير إلى زخم صعودي على المدى القريب. أما على الرسم البياني للأربع ساعات، فقد اخترق السعر أمس مستوى 63.4 من نموذج المربع السعري، ويختبره مجدداً اليوم. وتتمثل المقاومة الرئيسية عند 64.1 دولاراً، وفي حال تم اختراقها صعوداً، سيتأكد استمرار الاتجاه الصاعد. أما في حال التراجع، فقد يتلقى السعر دعماً عند 62.94، يليه المتوسطات المتحركة القصيرة.
الذهب
تراجعت أسعار الذهب بنسبة 0.84% يوم الثلاثاء، متأثرة بانتعاش الدولار الأميركي من أدنى مستوياته في ستة أسابيع. وعلى الصعيد الاقتصادي، أشار تقرير “JOLTS” إلى ارتفاع عدد الوظائف الشاغرة، مما يعكس صلابة سوق العمل الأميركي، في حين يُتوقع أن تظهر تداعيات الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب لاحقاً.
بالتوازي، خفضت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أمس توقعاتها للنمو العالمي لعام 2025 من 3.1% إلى 2.9%، مع توقعات بانخفاض النمو الأميركي من 2.8% في 2024 إلى 1.6% في 2025، في ظل ضبابية السياسة التجارية العالمية، وارتفاع مخاطر تباطؤ النمو إذا ما استمرت الرسوم المقترحة. واليوم تدخل الرسوم الجديدة بنسبة 50% على واردات الصلب والألمنيوم حيز التنفيذ، بالتزامن مع الموعد النهائي للدول لتقديم عروضها الجمركية لإتمام الاتفاقات التجارية مع الولايات المتحدة. وقد ساهمت هذه الأجواء في تعزيز الطلب على الذهب كملاذ آمن، مما حد من خسائره خلال جلسة آسيا صباح الأربعاء، حيث سجل الذهب ارتفاعاً بنسبة 0.20%.
وتتجه أنظار الأسواق اليوم إلى بيانات التوظيف في القطاع الخاص من ADP، إلى جانب مؤشر مديري المشتريات غير الصناعي، على أن تصدر في نهاية الأسبوع بيانات الوظائف غير الزراعية ومعدلات البطالة، والتي ستوفر إشارات جديدة للاحتياطي الفيدرالي بشأن قرارات الفائدة. وقد تسعّر الأسواق حالياً تنفيذ خفضين للفائدة بحلول نهاية العام، ما يصب في مصلحة الذهب غير المربح للعوائد.
فنياً، أظهرت الأسعار عمليات شراء عند الانخفاض قرب منطقة 3330–3335 دولاراً، والتي تمثل دعماً قوياً بالقرب من ذروات 29 مايو. ويُظهر مؤشر القوة النسبية قراءة فوق 50 على الرسوم اليومية والرباعية، ما يشير إلى ترجيح استمرار الاتجاه الصعودي. وقد يواجه الذهب مقاومة عند مستوى 3380 (ذروة الإثنين)، يليه 3392 (ذروة الثلاثاء). أما في حال الكسر دون 3346، فقد يجد دعماً عند 3333 دولاراً.