نشرت في •آخر تحديث
في غزة، حيث يدفع القطاع الصحي ثمناً باهظاً تحت وطأة الحصار والقصف، اعتقلت القوات الإسرائيلية يوم الجمعة مدير مستشفى كمال عدوان الطبيب حسام أبو صفية، الذي كرّس حياته لرعاية المرضى، بالإضافة إلى عشرات العاملين في المستشفى، ليصبحوا رمزاً جديداً للمعاناة في القطاع.
تم نقل أبو صفية إلى مركز تحقيق، حيث تعرض للتعذيب والإهانة، وفق ما أفاد به المدير العام لوزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، الدكتور منير البرش. أثناء اعتقاله، أُجبر أبو صفية على خلع ملابسه تحت تهديد السلاح، ثم تعرض للضرب المبرح، وتم استخدامه كدرع بشري في منطقة الفاخورة غرب جباليا، بحسب أشخاص أُفرج عنهم في وقت لاحق.
وقال البرش، إن الجيش الإسرائيلي خدع المرضى والطواقم الطبية، فقد أجبرهم على مغادرة المستشفى ونقلهم قسراً إلى المستشفى الإندونيسي المتضرر الذي يعاني من نقص حاد في الأدوية والمعدات الطبية، قبل أن يقوم باعتقال بعضهم ونقلهم إلى أماكن مجهولة.
وإنّ عملية الاقتحام أدت إلى اعتقال 33 من الكوادر الطبية والإدارية، بحسب البرش، وتحدثت الوزارة عن إصابة أربعة أشخاص بحروق نتيجة النيران التي اندلعت داخل المستشفى. وقد أعلنت منظمة الصحة العالمية من جهتها أن المستشفى بات خالياً تماماً بعد عملية الاقتحام.
وقد أكد الجيش الإسرائيلي أنه احتجز أبو صفية، للتحقيق معه، مدعياً أنه “ناشط إرهابي” في حركة حماس، مكرراً اتهاماته بأن المستشفى يُستخدم من قبل مقاتلي حماس، إلا أنه لم يقدم أي دليل يدعم هذه الادعاءات، في حين نفى مسؤولو المستشفى بشكل قاطع هذه الاتهامات.
وكان الطبيب، المعروف بجهوده الإنسانية والتزامه بخدمة المرضى في غزة، فقد ابنه في غارة إسرائيلية سابقة على شمال القطاع. وقال في وقت سابق: “قتلوا أطفالنا أمام أعيننا لأننا نحمل رسالة إنسانية. فقدنا كل شيء حتى أبنائنا”.
وقد أعربت منظمة MedGlobal الإنسانية، التي كان أبو صفية أحد العاملين فيها، عن قلقها البالغ إزاء استهداف العاملين الطبيين، ووصفت ذلك بأنه “نمط مثير للقلق من الانتهاكات”.
وكان الجيش الإسرائيلي قد صعّد من اعتداءاته على مستشفى كمال عدوان، أمس الجمعة، فقد اقتحم المستشفى وأحرق عدة أقسام بداخله، بعد سلسلة من الغارات التي دمرت البنية التحتية وأتلفت محتوياته.
ووفقاً لبيان صادر عن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، احتجزت القوات الإسرائيلية أكثر من 350 شخصاً كانوا داخل المستشفى، بينهم 180 من الطواقم الطبية و75 من الجرحى والمرضى ومرافقيهم، قبل أن تقتادهم إلى أماكن مجهولة.