من الهند إلى دولة الإمارات: مسيرة “براكتو” في افتتاح أسواق جديدة

 

دبي – خاص

مقابلة مجلة Entrepreneur Al Arabiya شاشانك ن. د. المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة “براكتو”

من الهند إلى دولة الإمارات: مسيرة “براكتو” الناجحة في التوسع

مسيرة “براكتو” بدأت عام 2008، انطلاقًا من تجربة شخصية، تمثلت آنذاك بحاجة والدي إلى الحصول على رأي طبي ثانٍ في حالة مرضية ألمّت به، لكنني واجهت صعوبة في إرسال سجلاته الطبية إلى طبيب آخر، فكان من المحبط رؤية مدى ضعف التواصل في مجال الرعاية الصحية. وقد اتضح في تلك اللحظة أن التكنولوجيا قادرة على سد مثل تلك الفجوات وإحداث نقلة نوعية في الرعاية الصحية في الهند.

عملنا أنا وأبيناو لال، وكلانا خريج من معهد سوراثكال الوطني للتكنولوجيا بولاية كارناتاكا، على تأسيس “براكتو” في سبيل حل هذه المشكلة، وأطلقنا منتجنا الأول باسم “براكتو راي”، وهو عبارة عن برمجية سحابية للعيادات لإدارة سجلات المرضى والمواعيد والفواتير، صُممت بهدف بسيط: مساعدة الأطباء على التركيز على علاج المرضى، بدلًا من الأعمال الورقية.

لكن ما بدأ أداةً بسيطة لمساعدة الأطباء نما ليصبح واحدة من أكبر منصات الرعاية الصحية الرقمية في العالم، بعد أن أطلقنا خدمات استطلاع الأطباء، وحجز المواعيد، والاستشارات عبر الإنترنت، والسجلات الصحية الرقمية، وتقييم تميز العيادات والمستشفيات، وأدوات تدقيق شاملة أخرى، وغيرها الكثير، لنجمع تحت مظلتنا أكثر من 500,000 من مقدمي الرعاية الصحية و400 مليون مريض، ضمن شبكة متصلة. لذلك أصبحنا قادرين على تمكين المرضى من اتخاذ قرارات أذكى وتحقيق نتائج علاجية أفضل كل يوم، وتشهد لنا أكثر من 25 مليون نقطة بيانات صحية و6 ملايين تقييم من المرضى.

ما هي العوامل التي أسهمت في أن تصبح “براكتو” واحدة من أكبر منصات الرعاية الصحية الرقمية في آسيا؟

قطعت “براكتو” شوطًا طويلًا، انتقلت فيه من شركة تجارية تخدم الشركات فقط في عام 2009، إلى شركة تُحقق أكثر من 85% من إيراداتها حاليًا من خدماتها الموجهة للمستهلكين. وكان الأمر الذي ساعدنا على النمو لنصبح واحدة من أكبر منصات الرعاية الصحية الرقمية في آسيا مزيجًا من البداية المبكرة، والتقنية المتطورة، والتركيز الواضح على الارتقاء بالنتائج الصحية.

على مدار 17 عامًا مضت، بنينا منصة موثوقًا بها يستخدمها أكثر من 400 مليون مريض وأكثر من 500,000 من مقدمي الرعاية الصحية. وقد غدونا اليوم نساعد المرضى على اتخاذ قرارات مدروسة وإيجاد الأطباء المناسبين لاحتياجاتهم، بدءًا من العثور على الطبيب المناسب، ومرورًا بحجز المواعيد، والحصول على الاستشارات عبر الإنترنت، ووصولًا في المستقبل إلى الأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي.

قوتنا تكمن في بناء الثقة على نطاق واسع وتحسين النتائج الصحية. ومع ازدياد عدد المرضى الذين يستخدمون المنصة، تتحسن جودة المعلومات المُقدمة، ما يتيح بيانات أفضل وتوصيات أذكى ونتائج صحية أفضل. فمثلًا، يُمكننا توجيه المستخدمين إلى أكثر المتخصصين تأهيلاً، سواءً كانوا يبحثون عن طبيب أورام متميز أو طبيب أطفال، بناءً على تجارب المرضى الحقيقية والملاحظات السريرية.

كذلك نُزوّد آلاف العيادات والمستشفيات حول العالم بأدوات تُبسط العمليات وتعزز جودة الرعاية، لذلك فإن عمليات التدقيق الدورية والتصنيفات والتقييمات المُوثق بها تضمن حضور المساءلة والشفافية في جوهر كل معاملة.

وفي المستقبل، نخطط لوضع الذكاء الاصطناعي في أيدي الأطباء لتسريع التشخيص وتحسين اتخاذ القرارات والارتقاء بالرعاية الوقائية. ونستطيع من خلال الجمع بين معلومات المرضى والمعلومات السريرية، مساعدة قطاع الرعاية الصحية على الانتقال من حالة الاستجابة إلى حالة المبادرة.

لماذا اختارت الشركة الإمارات كنقطة انطلاق للتوسع في المنطقة؟

تبرز دولة الإمارات ضمن أكثر الأسواق ديناميكية وسرعة في النمو في المنطقة، لا سيما في مجال الرعاية الصحية وتكنولوجيا الرعاية الصحية. وقد قطعت حكومات هذا البلد شوطًا طويلًا في بناء منظومة رعاية صحية جاهزة للمستقبل ومدعومة رقميًا، من خلال الحرص على وضع السياسات المناسبة، وإقامة الشراكات بين القطاعين العام والخاص، والاستثمار في الابتكار. وكان هذا الالتزام إشارة واضحة لنا بأن هذه السوق جاهزة للتحول والعمل البنّاء.

يُعد دخولنا إلى السوق الإماراتية خطوة استراتيجية تنسجم مع رؤيتنا طويلة الأمد، بعد أن كان لدينا في الأصل حضور تشغيلي قوي من خلال “إنستا باي براكتو” Insta EMR، منصة برمجياتنا الخاصة بإدارة المستشفيات والتي تدعم مؤسسات مثل مستشفى الإمارات، ومركز لايف الطبي، وغيرها من مؤسسات الرعاية الصحية في الدولة، ما منحَنا خبرة ومصداقية في أوساط مقدمي الخدمات.

لكن ما عزز قرارنا في الواقع هو التنوع السكاني في دولة الإمارات، والأعداد الكبيرة من الوافدين المقيمين فيها، وخاصةً أبناء الجالية الهندية الكبيرة التي تعرف “براكتو”. ففي بيئةٍ عالميةٍ مثل دولة الإمارات، التي غالبًا ما يحصل الناس فيها على الرعاية الصحية لدى العديد من العيادات والمستشفيات، أو حتى عبر الحدود، ثمّة فرصة حقيقية لتيسير الحصول على الرعاية الصحية. مهمة “براكتو” تكمن في المساعدة على تمكين هذه الاستمرارية، سواء كان المريض في دبي يبحث عن أطباء محليين موثوق بهم، أو في الخارج يبحث عن رعاية عالية الجودة في دولة الإمارات.

أيضًا شهدنا ازدهارًا سريعًا، ففي الأصل يستخدم 10% من سكان دبي منصتنا، وتضم شبكتنا في الدولة أكثر من 31,000 طبيب و3,000 مؤسسة رعاية صحية، وهذا النجاح المبكر يؤكد أن حضورنا تم في المكان المناسب وفي الوقت المناسب، لنسهم في بناء منظومة رعاية صحية أكثر ترابطًا وكفاءةً وتوجهًا نحو النتائج في دولة الإمارات.

مستقبل الرعاية الصحية الرقمية في دولة الإمارات العربية المتحدة – رؤية براكتو

ما هو الدور الذي تتطلع “براكتو” إلى لعبه في تحقيق أهداف دولة الإمارات في الابتكار والطب الوقائي؟

تكمن البداية في تمكين الشفافية في استطلاع الأطباء، وضمان تنوعهم، وإدراج تغطية التأمين الصحي. في الأصل، نُدرج بيانات التأمين على مستوى المنشآت الصحية، ونخطط لتوسعة نطاقها لتشمل قريبًا قوائم الأطباء، كما نستعد لإطلاق أدوات مدعومة بالذكاء الاصطناعي تدعم الكشف المبكر، والحصول على الرعاية بطابع شخصي، واتخاذ القرارات بكفاءة. بوجود أكثر من 50,000 مستخدم نشط شهريًا في دولة الإمارات، وشراكات متنامية مع أفضل العيادات والمستشفيات، مثل مستشفى الدكتور سليمان الحبيب وعيادة “إي-كايا” للبشرة، نهدف إلى جعل الرعاية الوقائية أكثر سهولةً وفاعلية.

كيف تسهم التكنولوجيا في تحسين جودة الخدمات الصحية وخفض التكاليف؟

عند تطبيق التكنولوجيا بعناية، تُقلل من الاحتكاك في كل خطوة من خطوات رحلة العلاج. فمن خلال أتمتة سير العمل الإداري، مثل حجز المواعيد، والفوترة، وإدارة السجلات الطبية، نُقلل من النفقات التشغيلية ونمنح الأطباء مزيدًا من الوقت للتركيز على رعاية المرضى.

وفي هذا السياق، نستخدم الذكاء الاصطناعي لدعم البحث الذكي عن الأطباء، فتعمل خوارزمياتنا الخاصة بالإدراج على التوفيق بين المريض والطبيب الأنسب له بناءً على الحاجة الطبية، والموقع، والخبرة، ومدى الإتاحة، ما يُقلل من الخطأ في التشخيص، ويُقلل من الحصول على آراء طبية ثانية غير ضرورية، ويضمن استثمارًا فعالًا للوقت لكل من المرضى والأطباء.

الحصول على الرعاية الصحية عن بُعد أحدث نقلة نوعية، فخلال جائحة “كوفيد” وما بعدها، وفّر التطبيب عن بُعد على المرضى الوقت والجهد والمال، وجعل متابعة الرعاية أكثر كفاءة وسهولة، خاصةً لمن يعيشون في مناطق نائية.

ولرفع مستوى الجودة، أنشأنا في الهند نظام “درجة التميز”، وهو مقياس لمستوى جودة العيادات قائم على البيانات، يستند على أكثر من 100 معيار، مثل النظافة أثناء الحصول على الاستشارة، وسلوك الموظفين، ودقة وقت الانتظار. يُحدّث هذا النظام بانتظام من خلال عمليات التدقيق وملاحظات المرضى، ما يعزز الشفافية ويضمن حصول مقدمي الخدمات ذوي الأداء العالي على الظهور الذي يستحقونه، ما يُحسّن الجودة دون زيادة التكلفة. أما في دولة الإمارات، فقد يكون هذا الأمر أكثر أهمية، حيث غالبًا ما يلجأ المرضى إلى البحث عن الرعاية الصحية في المؤسسات المندرجة تحت التأمين الصحي. من خلال عرض هذه المعلومات بشفافية، يُمكننا مساعدة المرضى على اللجوء إلى خيارات معقولة التكلفة وعالية الجودة.

عند استخدام التكنولوجيا بشكل صحيح، فإن النتائج لا تقتصر على رقمنة الرعاية الصحية، ولكن تمتد لتشمل ارتفاع مستويات الكفاءة والشفافية وحصول الجميع على نتائج أفضل.

ما مدى استعداد المجتمع الإماراتي لتبني حلول الرعاية الصحية الرقمية؟

إن جاهزية دولة الإمارات لهذا التحول قائمة في الأصل، بوجود أحد أعلى معدلات انتشار الهواتف الذكية عالميًا، والتزام الحكومة بالتحول الرقمي. وقد شهدنا ذلك واقعًا، إذ يستخدم منصتنا في الإمارات أكثر من 50,000 مستخدم نشط شهريًا، وهذا العدد في ازدياد متسارع، إذ يبحث المرضى عن منصات توفر عليهم الوقت، وتُقلل من شكوكهم، وتتيح لهم خيارات محل ثقة. ويُظهر المستخدمون في الإمارات تفاعلًا قويًا مع أدواتنا، سواء تعلق الأمر بحجز استشارة لدى طبيب أنف وأذن وحنجرة في منتصف الليل، أو إجراء مقارنة بين عدد من أطباء الجلدية قبل اختيار واحد.

التحول الرقمي في الرعاية الصحية: ما الذي يميز “براكتو”

كيف تتيح المنصة ربط ملايين المستخدمين بالأطباء بشكل مباشر؟

لا يقتصر الأمر على إدراج الأطباء على المنصة فحسب، بل يشمل أيضًا الاستطلاع والبحث الذكيين، إذ تستخدم خوارزميات الإدراج الذكاء الاصطناعي لتقييم ثلاثة ركائز أساسية: الأهمية، والخبرة، والشعبية، وتوفق بين المستخدمين والأطباء بناءً على التخصص ومدى القرب، وعلى قصد المستخدم، والأعراض، ومدى الإتاحة، فضلًا عن التجارب السابقة للمرضى، والتغطية التأمينية. كذلك نلاحظ على المرضى بعض الإشارات الواقعية، كتكرار الزيارات، والالتزام بالمواعيد، ونظافة العيادة، وهذه الإشارات تساعدنا في العثور على الأطباء الذين يقدمون رعاية ممتازة باستمرار. ومن خلال مراعاة حجم المواعيد وحركة البحث، فإننا نعزز الثقة النابعة من السلوك الرقمي للمرضى.

هذا يعني أن كل مستخدم يحصل على مجموعة مخصصة من النتائج بناءً على سياقه الفردي. على سبيل المثال، سيجد أحد الوالدين الذي يبحث عن طبيب أطفال لطفل يعاني الحساسية في الساعة 8 مساء في دبي نتائج مختلفة تمامًا عن شخص يبحث عن طبيب أسنان لإجراء عمليات تجميل في أبوظبي. وهذا التخصيص الفردي يجري ويتغير لحظيًا.

ما هي التقنيات أو الحلول الذكية التي تستخدمها “براكتو” لتعزيز تجربة المستخدم وتحسين النتائج الصحية؟

تستفيد “براكتو” من مجموعة من التقنيات والابتكارات الذكية لتحسين جودة الرعاية الصحية وتجربة المستخدم في جميع أنحاء الهند ودولة الإمارات، حيث ندمج أيضًا التغطية التأمينية لضمان التيسير على المستخدمين.

ولأن تقييمات المرضى تعزز الشفافية، يصبح المستخدمون أقدر على اتخاذ خيارات مدروسة، ومقدمو الخدمات أقدر على الحفاظ على معايير رعاية عالية، وإمكانية التقييم متاحة في كل من الهند والإمارات.

في الهند، نجري أيضًا عمليات تدقيق منتظمة للبنية التحتية للعيادات والمستشفيات لضمان السلامة والجودة، ما يمنح المرضى ثقة في المرافق التي يزورونها. أما منصتنا للتطبيب عن بُعد فتتجاوز تقديم الاستشارات عن بُعد، فنحن نقيّم باستمرار الفعالية الطبية من خلال تقييم التفاعلات السريرية، وجودة التواصل، وعمليات وصف الأدوية، ما يساعدنا في تحديد أولويات العوامل التي تؤدي إلى نتائج علاجية أفضل وارتفاع رضا المرضى. كذلك، نجمع النتائج العلاجية التي يبلغ عنها المرضى لتقييم فاعلية العلاج مباشرةً من وجهة نظرهم، ما يتيح التحسين المستمر في تقديم الرعاية.

هذه الابتكارات مجتمعةً تسهم في خلق دورة إيجابية؛ فالنتائج الصحية الفضلى تؤدي إلى ارتفاع رضا المرضى، وترسيخ الثقة وتشجيع المزيد من المستخدمين ومقدمي الخدمات على التفاعل مع المنصة. وتُولّد هذه المشاركة المتزايدة بيانات قيّمة تُحسّن جودة الرعاية الصحية وإمكانية الحصول عليها.

خصوصية البيانات على “براكتو”: كيف نحمي سجلات المرضى

مع تزايد الاهتمام بالخصوصية الرقمية، كيف تضمن “براكتو” حماية بيانات المستخدمين الصحية؟

الثقة أساس راسخ في الرعاية الصحية، وفي “براكتو”، نولي حماية البيانات الطبية لمستخدمينا أهمية بالغة الجدية، معتمدين على نهج شامل ومتعدد الطبقات لضمان أن تظل جميع معلومات المرضى آمنة وسرية.

تستخدم أنظمتنا تشفيرًا متقدمًا بـ 256 بت، ما يحمي البيانات أثناء النقل والتخزين، وهو أحد أقوى معايير التشفير المتاحة حاليًا. كذلك، تلتزم “براكتو” بمعايير الأمن المعترف بها عالميًا، مثل SOC2 وISO 27001، ما يؤكد تلبية ممارساتنا المعايير العالمية الصارمة في حماية البيانات والخصوصية.

ونطبق ضوابط وصول صارمة وبروتوكولات مصادقة دقيقة، ما يضمن عدم وصول أحد إلى بيانات المستخدمين الحساسة سوى الموظفين المصرح لهم. وتخضع هذه الإجراءات الأمنية للمراجعة والتحديث والتحسين باستمرار، ما يُظهر التزامنا الاستباقي بالبقاء في مأمن من التهديدات السيبرانية الناشئة.

كذلك نجري عمليات تدقيق داخلية وخارجية منتظمة للحفاظ على الشفافية والمساءلة في عملياتنا الأمنية، ملتزمين بتنفيذ سياسات خصوصية واضحة وشاملة، وتمكين المستخدمين من إدارة الرعاية الصحية الخاصة بهم بثقة رقمية مع الثقة بنا لحماية معلوماتهم الشخصية.

ما هي السياسات المتبعة لضمان الامتثال للوائح المحلية والدولية؟

بصفتنا مؤسسة حاصلة على شهادات ISO وSOC2، فإننا ملتزمون بالامتثال الكامل لجميع المتطلبات التنظيمية في دولة الإمارات. وبفضل خبرتنا الممتدة لأكثر من 12 عامًا في المنطقة من خلال منصة “إنستا باي براكتو”، فقد حرصنا على توطين حلولنا بعناية لتتماشى مع المعايير الثقافية ومعايير الرعاية الصحية في الدولة. وقد مكنتنا هذه الخبرة الطويلة من فهم عميق للتوقعات التشغيلية والسريرية والإدارية لمقدمي الخدمات في المنطقة، ما يضمن أن تكون تقنياتنا وخدماتنا مهمة وفعالة، فنحن لا نتعامل مع الامتثال كمعيار يجب أن ننتهي من تنفيذه، بل هو مسؤولية مستمرة، لذلك نحرص على الالتزام بجميع المعايير العالمية، ونتعاون تعاونًا وثيقًا مع الجهات المعنية المحلية في كل منطقة نشتغل فيها، بما فيها الإمارات، لضمان امتثال ممارساتنا للمعايير المحلية.

شاشانك ن. د.: قائد ذو رؤية في مجال الصحة الرقمية

ما هي الدوافع الشخصية وراء تأسيس “براكتو”؟

بدأت القصة بلحظة إحباطٍ أثناء محاولتي الحصول على الرعاية التي يحتاجها والدي، وتعثري في دوامة الإجراءات الورقية وعدم الكفاءة. أدركتُ حينها مدى الخلل الذي يكتنف النظام، لا في الهند وحدها، وإنما على الصعيد العالمي، وأردتُ حل هذه المشكلة، لا لنفسي فقط، بل لملايين آخرين يواجهون العوائق ذاتها أثناء سعيهم للحصول على الرعاية الصحية المناسبة. لقد أصبحت هذه التجربة الشخصية أساسًا لرسالة “براكتو”: تبسيط الحصول على الرعاية الصحية، وتعزيز الثقة، وتحسين النتائج.

كيف يرى ششانك مستقبل الرعاية الصحية في المنطقة خلال السنوات القادمة؟

تنطوي منطقة الشرق الأوسط بوجود فرصة فريدة لتطوير أنظمة الرعاية الصحية التقليدية، وبفضل الرؤية الحكومية الثاقبة، والبنية التحتية المتطورة، والسكان المتمرسين في المجال الرقمي، تنعم المنطقة بمكانة مثالية لريادة مجال الصحة الرقمية. ومن المتوقع أن تصل قيمة سوق الصحة الرقمية في دولة الإمارات وحدها إلى 2.65 مليار دولار بحلول عام 2030، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 23.3% من عام 2024 حتى عام 2030. هذه التوقعات دليل على وتيرة الابتكار والتبني المتصاعدة التي تحدث حاليًا.

إننا نتوقع مستقبلًا تغدو فيه الرعاية الوقائية، والتشخيصات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، ومنصات الرعاية الصحية مثل “براكتو” هي القاعدة. وفي هذا السياق، ترسي دولة الإمارات وتيرة التطور تلك من خلال مبادرات واستثمارات استراتيجية تهدف إلى إنشاء منظومة رعاية صحية متصلة تركز على المريض، لذلك يحدونا الحماس للإسهام بقوة في هذا الزخم وأن نلعب دورًا مهمًا في رسم ملامح الرعاية الصحية الحديثة والمتاحة في المنطقة.

 نصائحه لرواد الأعمال الشباب في مجال التكنولوجيا الصحية

نصيحتي هي البدء دائمًا بالمشكلة، لا بالمُنتج. فكثيرون يبنون التكنولوجيا ثم يبحثون عن استخدامات عملية لها. مجال الرعاية الصحية معقد؛ فهو يتطلب ثقة وإدراكًا عاطفيًا والتحلي بالقدرة على الصمود وبرؤية بعيدة الأمد، لذلك فالاستعداد للتحديات مهم، لأنها آتية لا محالة، ووضع المريض في جوهر المساعي الرامية لحلّ مشكلاته الواقعية من شأنه أن يُحدث أثرًا هائلًا.

عن آمنة البوعناني

Check Also

لماذا يجب على قطاع العقارات في دولة الإمارات أن يتبنّى عقلية شركات التكنولوجيا؟

بقلم: أندريه شارابينك، الرئيس التنفيذي لشركة ميجر للتطوير العقاري رأس الخيمة 4 يونيو 2025 يشهد …

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *