شكل تخليد يوم إفريقيا بأوتاوا مناسبة أبرز خلالها المغرب سبل تعزيز الشراكة بين كندا والقارة، إلى جانب الدعوة إلى مقاربة مندمجة للتنمية المستدامة توفق بين المبادرات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية.
وتم بمناسبة هذا الحدث، المنظم مؤخرا بالبرلمان الكندي بحضور العديد من أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد بكندا، من بينهم سفيرة المغرب، سوريا عثماني، تسليط الضوء على العديد من المبادرات الملموسة وتقديم توصيات استراتيجية من أجل تعزيز الشراكة بين كندا وإفريقيا، لاسيما بشأن الزراعة التجديدية، وإدماج الشباب، واعتماد حلول طاقية مبتكرة.
ودعا المتدخلون إلى دعم ريادة الأعمال النسائية ضمن الاقتصاد الدائري، لاسيما من خلال إنتاج وتسويق المنتجات القابلة لإعادة الاستخدام، مبرزين أهمية الاستثمار في القطاعات الواعدة، من بينها الطاقة والأمن السيبراني، والتكوين المهني، والبنيات التحتية.
وخلال ندوة حول إحداث الثروة وظاهرة هجرة الأدمغة، ناقش المشاركون، ومن بينهم المديرة العامة لفرع جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية بكندا، فتيحة الشرادي، والرئيسة المديرة العامة لشركة “سيستيميكس” الكندية، سعاد المعلم، الديناميات المرتبطة بهذين المحورين في البلدان الإفريقية.
وأبرز المتدخلون أن القارة تزخر بمؤهلات هامة، سواء من خلال مواردها الطبيعية أو ساكنتها الشابة، غير أنه لا يتم استغلالها بالشكل الأمثل بسبب استمرار التحديات المنهجية.
وتطرقت المداخلات إلى ضرورة تسهيل الولوج لفائدة الكفاءات الإفريقية، وتذليل العوائق الإدارية والنهوض بالمشاريع التي تنهض بالإنتاجية المحلية.
واعتبر المتدخلون أن هجرة الأدمغة لا تمثل فقط هدرا للرأسمال البشري، بل ظاهرة اقتصادية بنيوية تعرقل التنمية المستدامة.
وتم كذلك إبراز الدور الذي يضطلع به الاقتصاد الاجتماعي والتضامني كرافعة للإدماج والتمكين، لاسيما لفائدة النساء.
وفي مداخلة بهذه المناسبة، جدد عضو البرلمان الفدرالي، روبرت أوليفانت، تأكيد التزام كندا بالتعاون الدولي، مستعرضا المبادرات الرامية إلى النهوض بالعلاقات مع إفريقيا. وأشاد أوليفانت، الذي ساهم في بلورة استراتيجية كندا-إفريقيا التي اعتمدتها وزارة الخارجية، بجهود الجاليات الإفريقية في كندا في توطيد الروابط بين القارة وكندا.
كما تطرق النائب البرلماني إلى إطلاق أول استراتيجية لكندا بخصوص إفريقيا، موضحا أنها تتلاءم بشكل تام مع أجندة الاتحاد الإفريقي 2063.
من جانبها، سلطت عضو مجلس الشيوخ، أمينة جربا، وهي أيضا الرئيسة المشاركة لجمعية الصداقة البرلمانية الكندية الإفريقية، الضوء على الإسهامات الهامة للجاليات الإفريقية في كندا، لاسيما في مجالات ريادة الأعمال، والثقافة والابتكار، داعية إلى تعزيز الشراكات الاقتصادية والدبلوماسية بين كندا والبلدان الإفريقية.
وشكل تخليد يوم إفريقيا مناسبة أبرزت خلالها المملكة تراثها الثقافي الغني، من خلال العروض الموسيقية التي أدتها مجموعة لموسيقى كناوة ومعرض لمنتجات الصناعة الحرفية والأزياء التقليدية المغربية.