«الغدير» يحمل إبداعات «حاميات تراث الإمارات» إلى العالمية

يُمثّل مشروع الغدير أحد المشروعات الإماراتية الرائدة التي لا تهتم بالتراث فقط، بل تسعى إلى تطبيق استراتيجية الدولة في دعم الاقتصاد الإبداعي، وتمكين الحرفيات اقتصادياً من خلال إنتاج حرفي معاصر يستند إلى المنتجات التقليدية، كما يتكفل المشروع أيضاً بتسويق المنتجات محلياً ودولياً عبر المعارض والمتاجر، لضمان دخل مستدام للحرفيات من «حاميات التراث».

وأوضحت مديرة إدارة مشروع الغدير، هند المحيربي، لـ«الإمارات اليوم» أن «الغدير» أحد مشروعات هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، برعاية حرم سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، سمو الشيخة شمسة بنت حمدان آل نهيان، مساعد سمو رئيس الهيئة للشؤون النسائية، ويهدف المشروع، الذي تأسس عام 2006، إلى تدريب الحِرفيات الإماراتيات على مختلف الحِرف اليدوية والتراثية، والتسويق لمنتجاتهنّ لتوفير دخل مستدام لهن، لافتة إلى أن المشروع وقّع اتفاقات مع العديد من الجهات في الدولة للوصول إلى عدد أكبر من المستفيدات على مستوى الإمارات.

البيع على «منصة رقمية»

وأشارت المحيربي إلى أن «الغدير» أطلق – خلال منتدى «اصنع في الإمارات»، الذي أقيم في أبوظبي من 19 إلى 22 مايو الماضي – أول منصة رقمية لبيع منتجات المشروع في مختلف إمارات الدولة، ولأكثر من 600 مدينة خارج الدولة، كما شاركت المؤسسة في جناح الحرفيين التابع لوزارة الثقافة في المنتدى، الذي تضمن مجموعة كبيرة ومتنوعة من المؤسسات والمشروعات المرتبطة بالتراث الإماراتي والحِرف اليدوية، حيث تم توقيع اتفاقية تعاون بين مشروع الغدير، وعدد من الجهات الداعمة للإبداع والتنمية المستدامة، بهدف دعم الحرفيين في دولة الإمارات، وتعزيز تسويق منتجاتهم ضمن منظومة وطنية تعزز الاستدامة والهوية الثقافية، كما قدّمت حرفيات «الغدير» ورشة تفاعلية مستوحاة من «نجم سهيل»، نسجن خلالها من سعف النخيل أعمالاً فنية تنبض بالموروث، وتجسد جماليات الحرف اليدوية بدقة وإبداع، بما يؤكد رسالة المشروع في تمكين الحِرفيات، وترسيخ مكانة الحرف اليدوية الإماراتية كرافد للهوية الثقافية، ومصدر للإبداع المتجدد.

أفكار مبتكرة

ويُعدّ «الغدير»، وهو مشروع غير ربحي، من أبرز المؤسسات الإماراتية الهادفة إلى استدامة التراث والحفاظ عليه، وفي الوقت نفسه تحويل الحرف اليدوية إلى وسيلة لتحقيق دخل مستدام. وتتميز منتجات المشروع بتقديم التراث بطابع معاصر ومبتكر يتناسب مع عرضها في فعاليات عالمية، حيث يشارك في جناح دولة الإمارات في «إكسبو 2025 – أوساكا»، وسبق أن شارك في فعاليات عدة، منها أسبوع ميلان للتصميم 2024، ومعرض لندن للتصميم، ومن أبرز التصاميم التي تميز بها المشروع مجموعة ترحال المكونة من خمسة مقاعد من الصوف الطبيعي نسجتها 16 حرفية من مدينة أبوظبي ومناطق مختلفة في الدولة، باستخدام مواد مستدامة، كما استخدمن الألوان الطبيعية لتلوين هذه المقاعد، مثل الحنة وقشر الرمان وأوراق شجر الغاف، وكذلك مجموعة سلال الظفرة التي تجمع بين جمال الصلصال وفن سف الخوص، وتستخدم للزينة وتقديم الرطب بأسلوب جمالي يحتفي بالنخلة التي عُرفت بـ«الشجرة الأم»، إلى جانب مجموعة رمال التي تستمد إلهامها من فن الضيافة الإماراتي، حيث تجمع بين حرفية الصلصال ومهارة الرسم المستوحاة من البيئة المحلية، ومداخن الغدير المستوحاة من التصميم المعماري التقليدي (البرجيل) الذي يُعرف بأنه «مكيف الهواء الطبيعي» في البيوت الإماراتية القديمة قبل ظهور الكهرباء.


تقنيات قديمة ومنتجات عصرية

 

تركز مؤسسة الغدير غير الربحية على تدريب النساء على صناعة السلع اليدوية، باستخدام تقنيات تقليدية عريقة مثل التلي والخوص والسدو والفخار، وتعمل «الغدير» على تحويل هذه التقنيات القديمة إلى منتجات عصرية، مثل حقائب اليد ومستلزمات الديكور المنزلي، ممزوجة بتصاميم تقليدية ووظائف حديثة، وقد نجحت المؤسسة في تدريب أكثر من 470 امرأة، وصلت إبداعاتهن – إضافة إلى العروض الحية – إلى معارض دولية في المملكة المتحدة وإيطاليا والصين وغيرها.

Google Newsstand

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

Share


تويتر


عن ثراء زعموم

Check Also

الدكتور أشرف منصور رئيس أمناء الجامعه الالمانيه يفتتح مؤتمر “المرأة في العلوم التجريبية والقيادة و الاستدامة “

متابعة ـ التعليم اليوم : افتتح الدكتور أشرف منصور رئيس مجلس أمناء الجامعة الالمانية بالقاهرة …

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *