لشكر: الاتحاد الاشتراكي جاهز للانتخابات والمعارضة بلا بوصلة

خرج إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، بتصريحات قوية حملت في طياتها انتقادات حادة للحكومة والمعارضة على حد سواء، مع تأكيد صريح على جاهزية حزبه لخوض الانتخابات المقبلة بكل قوة وحسم.

وقال لشكر في افتتاحه المؤتمر الإقليمي الخامس للصويرة إن “الاتحاد الاشتراكي ليس حزباً عادياً، إنه قوة سياسية لا يمكن تجاهلها، ومن يعرف الاتحاد يعرف أنه قوة نضالية وطنية، تتمتع بكفاءة ومصداقية، وقادرة على تقديم بدائل حقيقية في كل المحطات الوطنية”.

وأعرب لشكر عن استيائه من أداء الحكومة، مؤكداً أن “الاختيارات السياسوية غير المسؤولة التي اعتمدتها الحكومة تسببت في تعميق الأزمات الاجتماعية والاقتصادية التي يعيشها الشعب المغربي”، معتبراً أن السياسات الحكومية “غير مقنعة ولا تستجيب لتطلعات المواطنين الذين بدأوا يفقدون الثقة في المؤسسات الرسمية”.

وسجل أن “الحكومة تعاملت مع الملفات الكبرى بسطحية تثير القلق، وكانت قراراتها بعيدة عن الفهم ومنطق الحكمة، مما زاد في معاناة الطبقات الشعبية.” ولم يغفل لشكر أن يوجه انتقاداً قوياً للمعارضة، التي وصفها بأنها “معارضة بلا بوصلة”.

وقال بهذا الصدد: “هناك من ينتقدنا في المعارضة، لكن نقدهم لا يستند إلى موقف واضح أو رؤية واضحة، يتغيرون بحسب الزمان والمكان، وهذا يفرغ المعارضة من مصداقيتها ويجعلها في موقف هش أمام الشعب”.

وأردف الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية: “عندما ننتقد، نحن نفعل ذلك بناءً على قناعات وطنية واضحة ومسؤولة، وليس لمجرد خلق الجدل”.

في جانب آخر من كلمته، تحدث لشكر عن موقع حزبه في المشهد السياسي الحكومي، مشدداً على أن الاتحاد الاشتراكي لا يسعى إلى الدخول للحكومة كـ”طلب صدقة”، بل من موقع قوة وكفاءة، مؤكداً: “نحن لا نطلب الاستوزار كمعونة أو صدقة، بل نطلبه حين نرى أن وجودنا ضروري من أجل المصلحة الوطنية”.

وتابع: “الاتحاد يعرف قدره، وحين يقرر المشاركة في الحكومة، فإنه يفعل ذلك من موقع القوة والجدية، وليس من باب المجاملات أو المناورات السياسية”.

وأكد لشكر أن حزب الاتحاد الاشتراكي عازم على خوض الانتخابات المقبلة بكامل تجهيزاته وتنظيماته، من أجل استعادة المكانة السياسية والتمثيلية التي تستحقها القضايا الوطنية والمواطنون، قائلاً: “نحن جاهزون، وحزبنا سيخوض الانتخابات القادمة بكل عزم وحسم، لأننا نؤمن بأن الخيار الديمقراطي هو الطريق الصحيح للتغيير وإحداث الفرق”.

كما دعا لشكر إلى توحيد الصفوف داخل الحزب، والعمل على تعزيز الوحدة التنظيمية، باعتبارها أساساً لمواجهة التحديات التي تواجه البلاد، معتبراً أن “الاتحاد الاشتراكي سيظل منارة نضالية، يدافع عن الحقوق والحريات، ويساهم بفعالية في بناء مستقبل أفضل للبلاد”، داعياً إلى استعادة الثقة لدى المواطنين من خلال مواقف وطنية صلبة وشفافة.

وفي ما يتعلق بالقضية الوطنية الأولى، أكد لشكر أن المغرب دخل مرحلة جديدة في ملف الصحراء، عنوانها “التعبئة الوطنية من أجل التغيير، لا فقط التدبير”، مشيراً إلى أن الدينامية الدبلوماسية التي أطلقها المغرب في إفريقيا بدأت تؤتي ثمارها، وأن مشروع الأنبوب الغازي مع نيجيريا وميناء الداخلة يشكلان تعبيراً عن الرؤية الاستراتيجية للمملكة.

أما بشأن الوضع في غزة، فقد حمّل لشكر المجتمع الدولي مسؤولية ما وصفه بـ”الصمت المتواطئ مع الإبادة”، مشدداً على أن المغرب، بقيادة الملك محمد السادس، لم يكتفِ بالإدانة، بل يقدّم دعماً ميدانياً فعلياً للفلسطينيين، من خلال رئاسة لجنة القدس.

عن أسيل الشهواني

Check Also

السنتيسي يتهم لجنة القطاعات بـ”خرق الدستور” في طلب المهمة الاستطلاعية

وجّه الفريق الحركي بمجلس النواب اتهاما لرئاسة لجنة القطاعات الإنتاجية بـ”خرق الدستور، وتهميش دور المعارضة …

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *