غالي يدعو إلى لمّ شمل “يسار” جمعية حقوق الإنسان

بعدما أعلنت مكونات يسارية، منها حزب الاشتراكي الموحد وحزب الطليعة الديمقراطي، انسحابها من المؤتمر الرابع عشر للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، بسبب الإقصاء من التمثيلية في اللجنة الإدارية، وجه عزيز غالي، رئيس الجمعية المنتهية ولايته، نداء يناشد فيه عودة مختلف المكونات للعودة إلى الجمعية، مشددا “موقع اليسار الطبيعي ليس خارج الجمعية، بل في قلبها، من داخلها، ومن أجلها”.

ونشر غالي تدوينة، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، ما اعتبر أنه “نداء رفاقي من القلب والعقل”، مخاطبا المكونات اليسارية المنسحبة احتجاجا على الإقصاء “ننتظر أن تعودوا  إلى الجمعية، أن تعودوا إلى البيت الذي بنيناه معاً”.

وشدد غالي في ندائه على أنه “في زمن الردّة، والتضييق، وشرعنة القمع.. لا يمكن لمن يؤمن بقيم الـيسار أن يقف على الهامش. لا يمكن لمن حمل همّ الجماهير، ويناضل  من أجل التحرر والعدالة الاجتماعية، أن يُغيب نفسه في لحظة نحتاج فيها لكل صوت حرّ، لكل يد مرفوعة، لكل عقل ناقد”.

وأورد غالي أن “الجمعية المغربية لحقوق الإنسان لم تكن يوماً مجرد إطار، بل كانت دائمًا إحدى أجلّ تعبيرات اليسار المناضل، والضمير الجماعي في معارك الكرامة، الحرية، والمساواة”.

وتابع الرئيس المنتهية ولايته على رأس الجمعية: “نعلم أن هناك من شعر بعدم الإنصاف، أو باختلال التوازن، أو حتى بالخذلان في لحظات معينة. ونعلم أن التحفظ، أو التردد في الحضور، أو العزوف المؤقت، مواقف مفهومة أحياناً. لكننا نؤمن، بكل صدق ورفاقية، أن موقع اليسار الطبيعي ليس خارج الجمعية، بل في قلبها، من داخلها، ومن أجلها”.

وقال غالي إن “أي غياب – ولو مؤقتًا – يترك فراغًا. والفراغ لا يخدم سوى السلطوية، والتطبيع، والحياد المُعقّم الذي يفرّغ العمل الحقوقي من روحه الكفاحية. اليسار هو نبض الجمعية، وجذورها، ومصدر قوتها التاريخية. ولا مستقبل لأي نضال حقوقي دون حضوره النقدي، الصارم، المبدئي”.

وناشد غالي باقي المكونات اليسارية “لا تبتعدوا أيتها الرفيقات أيها الرفاق، لا طلبًا لتمثيلية، ولا دفاعًا عن مواقع، بل وفاءً لذاكرة نضالنا المشترك، ووفاءً لتضحيات من سبقونا، وثقةً في قدرة اليسار على تصويب المسار حين يلزم ذلك”، مضيفا أن “الجمعية بيتكم، ومجال اشتغالكم، وامتداد نضالكم”.

وأردف “لأن التقدمية لا تتجزأ، ولأن الصراع من أجل حقوق الإنسان لا يمكن أن يُخاض إلا بقلوب حية، وضمائر حرة، وسواعد رفيقات رفاق لا يخذلون اللحظة. لا تبتعدوا لأن التاريخ لا يغفر الغياب حين يكون النضال واجبًا”، مختتما نداءه “هذا نداء للجميع ولا أعني أي مكون وليس أرضية للنقاش والمزايدات”.

هذا وكانت مكونات يسارية قد أعلنت انسحابها من مؤتمر الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، احتجاجا على إقصائها من التمثيلية الكافية داخل هياكل الإطار الحقوقي، مقابل هيمنة مكون النهج الديمقراطي بشكل كبير، إلى جانب فيدرالية اليسار.

عن أسيل الشهواني

Check Also

من لا يحترم القضاء لا يحق له التشريع وسنقود حكومة 2026

في خضم الجدل الذي أثاره تقرير المجلس الأعلى للحسابات حول ميزانية الأحزاب، قال رشيد الطالبي …

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *