الجزائر تفكر في التخلص من مخيمات تندوف وسيناريو الحرب وارد

حذر أستاذ الدراسات السياسية والدولية، عبد الرحيم المنار اسليمي من تحول مخيمات تندوف إلى مصدر قلق متزايد داخل النظام الجزائري، مؤكداً أن المخابرات العسكرية بالجزائر بدأت تُلوّح بضرورة إيجاد مخرج من هذا الملف، وسط مؤشرات على أن سيناريو التصعيد العسكري قد لا يكون مستبعداً.

وفي تحليله للوضع الإقليمي الراهن، اعتبر المحلل السياسي، وأستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط، أن الجزائر باتت تعيش حالة ارتباك حقيقي، خاصة بعد التوجه الدولي المتزايد نحو تبني مقترح الحكم الذاتي الذي تقدمت به المملكة المغربية.

وقال خلال حلوله ضيفا على برنامج “مع يوسف بلهيسي”، الذي يبث على منصات “مدار21” الإلكترونية: “الجزائر بدأت تشعر بالخوف الحقيقي، وهناك تقارير استخباراتية رفعت إلى الرئيس عبد المجيد تبون تُبرز أن مخيمات تندوف تحولت إلى قنبلة موقوتة تهدد استقرار النظام من الداخل”.

وأضاف الخبير المغربي أن نظام العسكر الجزائري، الذي بنى شرعيته منذ عقود على العداء للمغرب ودعم جبهة البوليساريو، يجد نفسه حالياً أمام حائط مسدود، مما قد يدفعه إلى تبني خيار التصعيد. وأوضح أن “إمكانية الذهاب إلى حرب محدودة، زمنياً وميدانياً، تبقى واردة في تفكير النظام العسكري، لا سيما بعد استنفاد أوراقه السياسية والدبلوماسية”.

كما أشار اسليمي إلى أن قضية الصحراء الغربية المغربية لا يمكن فصلها عن خلفيات أعمق تتعلق بـ”الصحراء الشرقية المحتلة”، معتبراً أن هذا الجانب يشكل جزءاً من الأسباب البنيوية للصراع. ولفت إلى أن الجزائر لا تمتلك اليوم هامشاً واسعاً للمناورة، لا سيما في ظل تنامي الدعم الدولي للحل الواقعي الذي تقترحه الرباط.

واختتم أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط، تصريحه بالتأكيد على أن النظام الجزائري مضطر، عاجلاً أو آجلاً، للجلوس إلى طاولة الحوار لمناقشة قضايا مثل غار الجبيلات، ترسيم الحدود، والصحراء الشرقية، باعتبارها عناصر أساسية لفهم طبيعة النزاع المفتعل.

عن أسيل الشهواني

Check Also

استطلاعُ حقائق إعمار الحوز يُواجه إكراهات مسطرية وشاهيم توضح

لم يلق طلب فريق حزب التقدم والاشتراكية بمجلس النواب بتشكيل لجنة استطلاعية من أجل تتبع …

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *