استهداف سفير المغرب بجنين.. الشيات: إسرائيل تخالف القانون الدولي

اعتبر خالد الشيات، أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية بجامعة محمد الأول بوجدة، الهجوم الذي تعرض له موكب دبلوماسي ضم السفير المغربي لدى السلطة الوطنية الفلسطينية، “خرقاً صارخاً لمقتضيات القانون الدولي، لاسيما القواعد المتعلقة بحماية المبعوثين الدبلوماسيين”.

وقال الشيات، في تصريح لجريدة “مدار21” الإلكترونية، إن “القوات الإسرائيلية لجأت إلى تبرير الهجوم بالقول إن المنطقة التي وقع فيها الحادث تُعد منطقة صراع، إلا أن المعطيات المتوفرة، بما فيها الصور والفيديوهات المسرّبة، تفند هذا الادعاء وتكشف أن العملية لم تكن عرضية بل تحمل دلالات ورسائل سياسية واضحة”.

واعتبر الشيات أن إسرائيل أرادت من خلال هذا الهجوم أن تبعث برسالة مفادها أنها “لا تعير اهتماماً للقواعد القانونية والدبلوماسية، وأنها مستمرة في نهج سياسة العنف والتصعيد لقمع كل الأصوات التي تدعو إلى حل سلمي وعادل للقضية الفلسطينية”.

وشدد الخبير في العلاقات الدولية على أن استهداف موكب يضم السفير المغربي لا يمكن عزله عن السياق السياسي الراهن، قائلاً: “ما جرى يُعد أيضاً مساساً باتفاقيات سابقة بين المغرب وإسرائيل، كما أنه يمثل إهانة للدولة التي يمثلها السفير، وبالتالي يتطلب رداً دبلوماسياً مناسباً لا يقتصر على التصريحات بل قد يتخذ أشكالاً أكثر تأثيراً”.

ورغم خطورة الحادث، أكد خالد الشبان في حديثه للجريدة أن “المغرب لن يحيد عن مواقفه الثابتة إزاء القضية الفلسطينية”، مبرزاً أن “الرباط تظل ملتزمة بدعمها لحل عادل، خاصة فيما يتعلق بوضع القدس الشرقية كعاصمة للدولة الفلسطينية، وحق اللاجئين، ورفض الاستيطان”.

واختتم الشيات حديثه بالتأكيد على أن “ثبات الموقف المغربي يُزعج أطرافاً إسرائيلية متطرفة، تشكل جزءاً من حكومة بنيامين نتنياهو الحالية، لكنه موقف تاريخي واستراتيجي لا مجال للتنازل عنه”.

يشار الاعتداء، الذي وقع يوم الأربعاء، استهدف وفدًا دبلوماسيًا يضم 25 سفيرًا وقنصلاً من دول أوروبية وعربية، إلى جانب ممثلين عن الاتحاد الأوروبي ووكالة الأونروا، أثناء زيارة رسمية نظمّتها وزارة الخارجية الفلسطينية للاطلاع على الأوضاع الميدانية في مخيم جنين، والذي يتعرض منذ شهور لعمليات عسكرية متواصلة من قبل الجيش الإسرائيلي.

وبحسب ما أوردته قناة الجزيرة، فإن جنديين إسرائيليين تقدما صوب الوفد فور وصوله محيط المخيم، وأطلقا النار مباشرة دون سابق إنذار، ما تسبب في حالة من الذعر بين الدبلوماسيين ودفعهم إلى إنهاء الزيارة بشكل فوري والانسحاب من الموقع.

ورغم خطورة الواقعة، لم يصدر حتى الآن أي تصريح أو توضيح من الجانب المغربي، وهو ما أثار تساؤلات حول الصمت المغربي إزاء استهداف ممثلها الدبلوماسي ضمن هذا الحادث.

وفي محاولة للتنصل من المسؤولية، زعم الجيش الإسرائيلي أن الوفد “انحرف عن مساره” ودخل منطقة محظورة داخل المخيم.

وأشار إلى أن الجنود أطلقوا “طلقات تحذيرية” دون إصابات، مضيف في البيان أن الجيش “يأسف للإزعاج الذي تسببت به الحادثة”، في تعبير اعتبره مراقبون تقليلاً من شأن الاعتداء.

عن أسيل الشهواني

Check Also

الجزائر تعاني من “فصام سياسي” مزمن إزاء قضية الصحراء المغربية

كانت الندوة الإقليمية للجنة الـ24 التابعة لمنظمة الأمم المتحدة، التي اختتمت أشغالها بمدينة ديلي في …

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *