سايمون بيترز، محلل العملات الرقمية في إيتورو
أبوظبي22 مايو 2025
– سجلت عملة البيتكوين أعلى مستوى سعري لها على الإطلاق، في خطوة تُعدّ بمثابة إنجاز تاريخي لأكبر الأصول الرقمية في العالم. ومع ذلك، يرى عدد من المحللين والخبراء أن هذه القمة قد تكون مجرد بداية لموجة صعود أكبر، مدفوعة بعدة عوامل اقتصادية ومالية عالمية.
وقال سايمون بيترز، محلل الأسواق في إيتورو : تشير التوقعات إلى أن السيولة العالمية – وهي المؤشر الذي يعكس حجم الأموال المتاحة في النظام المالي العالمي – سترتفع بشكل ملحوظ خلال العام الجاري. ويُعرف عن سعر البيتكوين ارتباطه الوثيق بهذا المؤشر، ما قد يشير إلى مزيد من الارتفاعات المحتملة في المستقبل القريب.
وفي ظل خفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة مؤخراً، والكمية الكبيرة من الديون التي يتوجب إعادة تمويلها، يترقب المستثمرون أداء المزادات الخاصة بسندات الخزينة الأمريكية. وفي حال ضعف الطلب على هذه السندات، فقد يضطر الاحتياطي الفيدرالي إلى التدخل وضخ السيولة اللازمة، وهو ما من شأنه أن يوسع ميزانيته العمومية – وهي حالة ارتبطت تاريخياً بارتفاع سعر البيتكوين.
كما تتجه العديد من الاقتصادات الكبرى مثل الصين، المملكة المتحدة، دول الاتحاد الأوروبي، وأستراليا نحو خفض أسعار الفائدة وتخفيف السياسات النقدية، وهي بيئة مواتية عادةً لأداء الأصول الرقمية.
وعلى صعيد الطلب، فإن البيتكوين يشهد دخولاً غير مسبوق من رؤوس الأموال. فإلى جانب المستثمرين الأفراد، تتبنى شركات مدرجة في الأسواق المالية استراتيجيات الاحتفاظ بالبيتكوين كجزء من خزائنها الاستثمارية، حيث تقوم بشراء كميات ضخمة تصل إلى مليارات الدولارات.
كما بدأت صناديق التقاعد والصناديق السيادية في زيادة تعرضها للبيتكوين من خلال صناديق الاستثمار المتداولة (Spot ETFs) ، ما يعزز من ندرة المعروض المتاح ويزيد من الضغط الصعودي على الأسعار.
وفي حين لا يمكن الجزم بمكان القمة المقبلة لسعر البيتكوين في هذه الدورة الصاعدة، إلا أن ما يبدو واضحاً هو أن وصوله إلى مكانة “العملة أو الأصل الاحتياطي العالمي” يعني أن قيمته السوقية – والتي بلغت حالياً نحو 2.2 تريليون دولار – ما زالت أقل بكثير من إمكانياته الحقيقية.