أدان محافظ جنين، كمال أبو الرب، استهداف الوفد الدبلوماسي الأوروبي والعربي خلال زيارته للمحافظة، والذي خلف جدلا واسعا، واصفًا الحادث بأنه “رسالة إرهاب إسرائيلية” موجهة ليس فقط إلى الشعب الفلسطيني بل إلى المجتمع الدولي بأسره، الذي بدأ يتخذ خطوات ملموسة نحو الاعتراف بالحقوق الفلسطينية.
وفي تصريح للتلفزيون الفلسطيني، قال المحافظ إن الوفد الذي ضم ممثلين عن 31 دولة، من قناصل وسفراء لدى السلطة الوطنية الفلسطينية، جاء للاطلاع على الأوضاع الإنسانية والاقتصادية الصعبة التي تعيشها محافظة جنين، لاسيما بعد العدوان الإسرائيلي الأخير والدمار الذي لحق بمخيم جنين.
ولم يصدر لحد الساعة أي تعليق من وزارة الخارجية المغربية حول هذا استهداف الدبلوماسيين، والذي كان ضمنهم سفير المغرب بفلسطين، عبد الرحيم مزيان، والذي صورته كاميرات وسائل إعلام فلسطينية محلية يسرع نحو سيارته.
وأوضح أبو الرب أن برنامج الزيارة شمل شرحًا تفصيليًا في قاعة المحافظة حول معاناة السكان، خاصة النازحين، إلى جانب الجهود الحكومية المبذولة لإعادة التأهيل وتوفير الاحتياجات الأساسية، لافتا إلى أن الجولة شملت زيارة ميدانية إلى أطراف مخيم جنين وإحدى البوابات الحديدية التي وضعتها قوات الاحتلال لعزل المخيم، والتي يبلغ عددها خمس بوابات.
وأشار المحافظ إلى أن الوفد تعرض لإطلاق نار مفاجئ أثناء وجوده قرب إحدى هذه البوابات، ما أدى إلى حالة من الذعر بين أعضاء الوفد الذين اضطروا إلى مغادرة الموقع بسرعة. وأكد أن إطلاق النار لم يكن عرضيًا بل “محاولة ترهيب متعمدة” من قبل جيش الاحتلال، مضيفًا أن مثل هذه الأساليب لم يعتد عليها السلك الدبلوماسي وتُعدّ انتهاكًا صارخًا للأعراف الدولية.
وصرّح المحافظ بأن هذه هي المرة الأولى التي يستضيف فيها هذا العدد الكبير من الدبلوماسيين بجولة ميدانية بهذا القرب من المخيم، معتبرًا أن ما حدث هو رد إسرائيلي على التحركات الدبلوماسية المتزايدة الداعمة للحقوق الفلسطينية، خاصة بعد المواقف الأخيرة من دول كإسبانيا وبريطانيا التي اتخذت خطوات نحو مقاطعة إسرائيل أو الاعتراف بدولة فلسطين.
وختم أبو الرب تصريحه بالتأكيد على أن استهداف الوفد الدبلوماسي يأتي في إطار محاولة إسرائيلية لطمس الحقيقة ومنع العالم من رؤية حجم المعاناة الفلسطينية على الأرض، لكن “الحقيقة أوضح من أن تُخفى”، على حد تعبيره.