وأكد كريم زيدان، الوزير المنتدب المكلف بالاستثمار والتقائية وتقييم السياسات العمومية، أن “الحكومة لا تشتغل بمنطق الفرجة السياسية، بل بمنطق الفعالية، مع الالتزام بتنفيذ برامج دقيقة ومشاريع واقعية تعكس طموحات الوطن وتوجيهات القيادة العليا”.
وأورد زيدان، خلال مروره بلقاء من تنظيم مؤسسة الفقيه التطواني، أمس الثلاثاء، في رده على انتقادات حول ضعف الاستثمار الخاص، أن الأمر يتعلق بتوجيهات الملك محمد السادس، الذي نبه إلى هذا التحدي ودعا إلى قلب المعادلة بحلول 2035، مؤكداً أن الاستثمار قضية وطنية يتقاسمها الجميع.
وبصم الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالاستثمار والالتقائية وتقييم السياسات العمومية، على حضور متميز خلال اللقاء، مبرزا التمسك بالعمل والنتائج بدل الشعارات والضجيج.
واعتبر زيدان أن “العمل السياسي لم يعد كما كان؛ ففي الماضي، طغت الشعارات والخرجات الإعلامية على جوهر السياسة، أما اليوم، فهناك منهجية، تصور واضح، ومشاريع تتحقق على الأرض”.
وأكد الوزير أن رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، “ليس من محبي الخطابات الرنانة، بل يتحدث بقدر ما ينجز، لأن الإنجاز أبلغ من الكلام، و”من تجاوز حده، انقلب ضده”. وأضاف أن البعض قد ينزعج من هذا النهج، لأن مردودية الحكومة الحالية تُعد من بين الأعلى منذ عقود، مشيراً إلى أن قطاع الاستثمار وحده شهد إطلاق 191 مشروعاً استثمارياً بقيمة 326 مليار درهم ما بين 2022 و2025، في عمل وصفه بـ”الجبار”.
ودافع زيدان عن القيم، حيث رفض التعميم على رجال التعليم بسبب حالة فردية مرتبطة بالتزوير، مشيداً بنضال آلاف الأساتذة الذين يشتغلون في ظروف صعبة وينشرون الأمل في القرى والمناطق النائية، مستحضراً تجارب دول متقدمة تعاني بدورها من اختلالات في أنظمتها التعليمية.
كما قدّم زيدان لحظة تأمل وطنية باستحضار زمن المقاومة ضد الاستعمار، حين كان المواطنون يضحون بدون مقابل، فقط بدافع حب الوطن، مشدداً على أن المغرب صنع نخبه بنفسه، واليوم يواصل البناء عبر مشاريع كبرى من قبيل “مدارس الريادة”، التي تشكل لبنة صلبة لتعليم حديث يؤمن بالجودة والمواكبة.
وبعث الوزير برسالة واقعية مفادها أن الإصلاح لا يأتي دفعة واحدة، بل يُبنى على مراحل، وفق تصور محكم. وأن المغرب اليوم ماض في بناء مشروعه الإصلاحي بثبات ومسؤولية.
ورسم كريم زيدان بهذا الخطاب صورة ناصعة لرجل دولة يتحدث بلغة العمل لا الوعود، ويترجم حب الوطن إلى سياسات فعالة، تؤمن بالإنسان أساساً لكل نهضة وتنمية.