دبي، الإمارات العربية المتحدة –21 مايو 2025: أجرى سعادة المهندس مروان أحمد بن غليطه، مدير عام بلدية دبي، زيارة رسمية إلى منشأة “تدوير”، إحدى أبرز المنشآت الرائدة في مجال معالجة النفايات في الإمارة، في خطوة تعكس التزام دبي المتواصل بالتحوّل نحو الاقتصاد الدائري، وتحقيق مستهدفات الاستدامة البيئية، وتقليل النفايات المرسلة إلى المكبات.
رافق سعادته وفد رفيع المستوى من القيادات التنفيذية والإدارية في بلدية دبي، وكان في استقباله المهندس فارس سعيد، الرئيس التنفيذي لتدوير، إلى جانب عدد من كبار مسؤولي الشركة.
وشملت الزيارة جولة ميدانية في مختلف مرافق المنشأة التي بدأت عملياتها منذ ما يقارب العقدين، وتُعد اليوم ركيزة أساسية في منظومة دبي المتكاملة لإدارة النفايات. واطّلع سعادته والوفد المرافق على سير العمليات التشغيلية، والتقنيات الحديثة المستخدمة في جمع النفايات وفرزها وإعادة تدويرها، إلى جانب الحلول المبتكرة لتحويل النفايات إلى موارد.

كما زار وفد بلدية دبي، المرافق التجريبية لإنتاج الطاقة من النفايات العضوية، والتي تُعد نموذجًا عمليًا لإنتاج طاقة متجددة من مصادر محلية، بما يواكب توجهات الدولة في تعزيز أمن الطاقة وتقليل الاعتماد على المصادر التقليدية.
وأكد سعادة المهندس مروان أحمد بن غليطه على أهمية تبني مفاهيم الاقتصاد الدائري وتكامل الجهود الحكومية والخاصة في ترسيخ الممارسات المستدامة، مشيدًا بالدور الذي تقوم به “تدوير” في تحويل التحديات البيئية إلى فرص حقيقية تدعم تطلعات دبي نحو مستقبل أكثر استدامة.
وقال سعادته: “رسخت دبي موقعها في مجال تطبيق أحدث الممارسات في الإدارة المتكاملة للنفايات، ومجالات الاقتصاد الدائري عبر مسيرة حافة من العمل الجاد والمستمر لتحقيق الاستدامة البيئية والحفاظ على الموارد الطبيعية، فضلاً عن تسخير التقنيات الحديثة والتكنولوجيا المتقدمة والابتكار لتطوير مراحل العمليات الإدارية والتشغيلية لجمع وفرز ومعالجة النفايات بطرق مستدامة. تحرص بلدية دبي على دعم وتشجيع الممارسات البيئية والتقنية المتقدمة التي تحقق المستهدفات الوطنية ومن أبرزها إستراتيجية دبي المتكاملة لإدارة النفايات 2021 -2041، الرامية إلى تطبيق أفضل الممارسات في مجال الإدارة المتكاملة للنفايات وتنفيذ مشاريع طويلة المدى، وإستراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050، لجعل دبي مركزاً عالمياً للطاقة النظيفة والاقتصاد الأخضر”.
كما أضاف المهندس فارس سعيد، الرئيس التنفيذي لتدوير ورئيس مجلس إدارة مجموعة “سي القابضة”: “تجسد منشأة تدوير مفهوم الاستدامة على أرض الواقع، ليس فقط من خلال تحويل ملايين الأطنان من النفايات إلى موارد، بل عبر تقديم نموذج عملي يُبرهن أن الاقتصاد الدائري قابل للتنفيذ على نطاق واسع. رؤيتنا تنطلق من قناعة راسخة بأن التكنولوجيا ليست مجرد أداة، بل شريك استراتيجي في تحقيق أهداف دولة الإمارات للتحول البيئي. ومع الدعم المستمر من بلدية دبي، نؤمن بأننا نسير في الاتجاه الصحيح نحو مستقبل لا مكان فيه للهدر، بل للابتكار، والتجديد، والمسؤولية البيئية.”
وقد تمكنت منشأة تدوير، منذ انطلاقتها، من معالجة أكثر من 5.2 مليون طن من النفايات الصلبة، ما ساهم في تقليل العبء على المكبات، وتحويل كميات كبيرة منها إلى موارد قيّمة، من ضمنها إنتاج أكثر من 90,000 طن من السماد العضوي عالي الجودة المستخدم في الزراعة وتحسين جودة التربة والمسطحات الخضراء.
كما تُولي “تدوير” جانب التوعية البيئية أولوية استراتيجية، حيث نفذت أكثر من 1,200 مبادرة وبرنامج توعوي استفاد منها أكثر من 30,000 طالب وطالبة في مختلف إمارات الدولة، في مسعى لغرس قيم الاستدامة لدى الأجيال الناشئة.
وتواصل بلدية دبي، من خلال دعمها لمنشآت رائدة مثل “تدوير”، ترسيخ مكانة الإمارة كمرجعية عالمية في تبني أفضل ممارسات إدارة النفايات، والمضي قدمًا نحو تحقيق رؤية دولة الإمارات في تحويل مسار النفايات بالكامل بعيدًا عن المكبات، ضمن إطار اقتصاد دائري يضمن كفاءة الاستخدام، واستدامة الموارد، ومستقبل أكثر استدامة.