أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، أن موقف المملكة المغربية تجاه القضية الفلسطينية يتسم بالثبات والتوازن بين الدعم الدبلوماسي والعمل الميداني، وذلك انسجامًا مع التوجيهات المستمرة من الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس مؤكدا أن الرباط ترفض الدخول في التنافس حول من سيفعل أكثر لفلسطين.
وقال بوريطة، اليوم الثلاثاء، في تصريح بمناسبة أشغال الاجتماع الخامس للتحالف الدولي لتطبيق حل الدولتين الذي يحضره ممثلو أكثر من 50 دولة، إن المغرب لطالما اعتبر أن البيانات والخطابات المنددة مهمة، لكنها غير كافية وحدها، فالشعب الفلسطيني يحتاج إلى إجراءات عملية ملموسة تساهم فعليًا في التخفيف من معاناته وتعزز صموده في وجه التحديات اليومية.
وأوضح المسؤول الحكومي، أن المملكة ترفض الدخول في منطق المزايدات أو التنافس في من يفعل أكثر، معتبرًا أن ما تقوم به الرباط يستند إلى ما يمكن إنجازه فعليًا من خلال الثقة والمصداقية التي تحظى بها لدى مختلف الأطراف، مؤكدًا أن المغرب يتعامل مع القضية الفلسطينية كالتزام يومي وليس كقضية مناسباتية أو ظرفية.
واستعرض بوريطة جانبًا من الجهود الميدانية للمغرب خلال السنوات الأخيرة، من بينها الوساطة المغربية-الأمريكية التي ساهمت في فتح معبر الكرامة سنة 2022، ما مكن الفلسطينيين من التنقل عبر الأردن إلى وجهات مختلفة. كما أبرز دور الرباط في رفع الحجز عن أموال فلسطينية، ومساهمتها الحيوية في الحفاظ على استقرار النظام المالي والمصرفي الفلسطيني، من خلال ضمان استمرار الاتفاقيات بين البنوك الفلسطينية والإسرائيلية.
وأشار الوزير إلى أن المغرب، عندما اندلعت الاعتداءات على غزة، لم يكتف بإصدار البيانات، بل ضغط ومارس الوساطة لضمان إيصال المساعدات، متجنبًا العراقيل التي حالت دون دخول الدعم الإنساني. وبالفعل، تمكن المغرب من إرسال مساعدات غذائية وطبية عبر طائرات مباشرة إلى غزة، ليكون بذلك أول دولة تنجح في إيصال مساعدات فعلية إلى السكان في وقت بالغ التعقيد.
وسلط بوريطة الضوء على العمل اليومي الذي تقوم به وكالة بيت مال القدس، الذراع الميدانية للجنة القدس، مشيرًا إلى أن آلاف الأسر الفلسطينية في القدس تستفيد يوميًا من رغيف الخبز الذي يوفره المغرب، بالإضافة إلى تكفل المملكة برعاية الأيتام، ودعم تعليمهم وتطبيبهم. كما أكد أن المغرب يموّل مدارس ومستشفيات في القدس، بالإضافة إلى مشاريع تستهدف دعم المرأة المقدسية والمجتمع المدني وصمود الأسر المقدسية في وجه سياسات التهجير والتهويد.
وختم الوزير بأن المغرب يرى في دعمه للقضية الفلسطينية مهمة مستمرة، تتجاوز الخطاب السياسي إلى الفعل الميداني، معتبرًا أن دعم الفلسطيني في بيته ومدرسته ومستشفاه هو السبيل الحقيقي لترسيخ حضوره في مدينته، مبرزًا أن الجمع بين العمل الدبلوماسي والتحرك العملي يشكل جوهر المقاربة المغربية في الدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.