باريس، 20 مايو 2025
–أعلنت مجموعة “جي 42“، الشركة العالمية في مجال التكنولوجيا والتي تتخذ من أبوظبي مقراً لها، وشركة “ميسترال إيه آي” (Mistral AI)، في مجال الذكاء الاصطناعي ومقرها باريس، عن عقد شراكة استراتيجية تهدف إلى تطوير البنية التحتية ومنصات الذكاء الاصطناعي من الجيل التالي، ما يمثّل محطةً بارزةً على مسار تطوّر الذكاء الاصطناعي عالمياً.
تجسّد الشراكة التي أُعلن عنها على هامش فعاليات “اختر فرنسا، تماشياً مع اتفاقيات التعاون الأوسع في مجال الذكاء الاصطناعي التي يدعمها كل من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في فبراير 2025 في ظل الزخم المتنامي بين البلدين نحو صياغة مستقبلٍ يُتاح فيه الذكاء الاصطناعي للجميع. ويستند هذا التحالف إلى روابط اقتصادية وثقافية متينة أرست دعائم العلاقة بين البلدين على مدى ما يقرب من نصف قرن، ويُشكّل فصلاً جديداً في مسيرة التعاون الإقليمي في مجال الذكاء الاصطناعي. ويجمع هذا التعاون بين القدرات التشغيلية المتقدّمة لمجموعة “جي 42” في قطاع الذكاء الاصطناعي، عبر شركاتها المتخصصة، بما في ذلك “كور 42″، المعنية بالبنية التحتية للذكاء الاصطناعي، و”إنسبشن”، المعنية بتطوير المنصات والحلول الذكية، وبين الأبحاث والحلول والمنتجات الرائدة لشركة “ميسترال إيه آي” في مجال نماذج اللغات الكبيرة المفتوحة المصدر.
بهذه المناسبة، قال بينغ شياو، الرئيس التنفيذي لمجموعة “جي 42”: “تُجسّد هذه الشراكة نموذجاً جديداً في تطوير الذكاء الاصطناعي، يُوازن بين السيادة والتكامل التشغيلي، وبين الطموح والمسؤولية. ومن خلال تعاوننا مع “ميسترال إيه آي”، لا نُطوّر التكنولوجيا فحسب، بل نُرسي دعائم مستقبل مترابط رقمياً، تُشكّل فيه الثقة والشفافية مبادئ لا تقبل المساومة.”
تشمل هذه الشراكة مختلف حلقات سلسلة القيمة لقطاع الذكاء الاصطناعي، بدءاً من تدريب النماذج ووكلاء الذكاء الاصطناعي، مروراً بتطوير البنية التحتية، وانتهاءً بتطبيقات متخصصة تستهدف قطاعات متنوعة في أوروبا والشرق الأوسط ودول الجنوب العالمي. وسيتم دمج منصة “ميسترال إيه آي” ضمن منظومة حلول الذكاء الاصطناعي المتكاملة التابعة لـ”جي 42″، مع الحفاظ على استقلالية تقنية راسخة، وحوكمة دقيقة للملكية الفكرية تضمن حماية الابتكار وتمكين النشر القابل للتوسّع. كما تعتزم الشركتان استكشاف فرص الترويج المشترك لعروضهما في الأسواق الدولية، سواء القائمة أو الناشئة.
من جهته، قال آرثر مينش، الشريك المؤسّس والرئيس التنفيذي لشركة “ميسترال إيه آي”: “تُعدّ مجموعة ’جي 42‘ شريكاً رئيسياً يتقاسم معنا الالتزام بجعل الذكاء الاصطناعي المتقدّم والمفتوح متاحاً للجميع. هذا التحالف لا يُسهم في تسريع مسيرتنا فحسب، بل يضمن أيضاً أن تصل فوائد الذكاء الاصطناعي إلى ما هو أبعد من المراكز التقنية التقليدية”.
وفي إطار هذه الاتفاقية، ستستكشف شركة “ميسترال” أيضاً فرص التعاون مع جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي (MBZUAI)، أول جامعة في العالم تُعنى بمجال الذكاء الاصطناعي، ومقرّها أبوظبي، وذلك في مجالات البحوث المتقدّمة وتطوير النماذج التأسيسية الحدودية وتنمية الكفاءات وتحويل الأبحاث المتقدّمة إلى حلول ذكاء اصطناعي قابلة للتطبيق في الواقع العملي، كجزء من الجهود المشتركة لدعم الجيل التالي من البنى التحتية ومنصات الذكاء الاصطناعي.
ومن جانبه، قال البروفيسور إريك زينغ، الرئيس والاستاذ الجامعي في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي: “يسعدنا التعاون مع شركتي ’ميسترال إيه آي‘ و’جي 42‘ لدفع تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجالات النماذج التأسيسية للجيل القادم وكفاءة الطاقة والسلامة. إن القيم التي نتشاركها في الابتكار والتعاون وسهولة الوصول والشمول تضعنا في موقع مثالي لقيادة جهود البحث والتطوير في مجال الذكاء الاصطناعي بما يعود بالنفع على الجميع.”
تشكّل هذه الاتفاقية جزءاً من التزام أوسع نطاقاً من كلا الطرفين لتعزيز الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي، وترسيخ قيم الانفتاح وخلق فرص اقتصادية مستدامة وتحقيق نمو شامل، لا سيما في المناطق التي شهدت تاريخياً نقصاً في البنى التحتية في القطاع التكنولوجي.
يمثّل إعلان اليوم عن الشراكة بين “جي 42″ و”ميسترال إيه آي” علامةً بارزةً في التعاون الثنائي، ويجسّد توجهاً جديداً للذكاء الاصطناعي يتسم بالانفتاح وسهولة الوصول.