الخط :
احتضنت العاصمة الرباط، صباح اليوم الثلاثاء 20 ماي الجاري، الاجتماع الخامس للتحالف الدولي لتطبيق حل الدولتين، وجاء الاجتماع بالتعاون مع مملكة هولندا، حيث تم التركيز على “استدامة الزخم لعملية السلام” والتأكيد بقوة على حل الدولتين باعتباره الخيار الوحيد لتسوية عادلة ودائمة للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
رؤية مغربية للسلام الدائم
وفي هذا السياق، افتتح وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، الاجتماع بالتأكيد على أن الحضور يمثل “مسعى نبيل نحو السلام”، وأن هذا الاجتماع هو “لبنة في بناءه”.
وشدّد بوريطة على أن حل الدولتين ليس مجرد فكرة عابرة، بل هو خيار دولي تم تبنيه عبر عقود، ويمثل الأفق الوحيد نحو تسوية عادلة ودائمة، مؤكدا أن المغرب، بقيادة ملوكه، ظل وفيا لهذا المبدأ، وأن الدبلوماسية المغربية تعمل بحكمة لتحقيق ذلك.
وتابع بوريطة حديثه مشيرا إلى أن حل الدولتين ليس “حلا أجوفا”، وأن العنف لم يحقق سلاما دائما، ودعا إلى ضرورة “أجرأة” هذا الخيار على أرض الواقع، مؤكدا أن حل الدولتين هو “المفتاح الأساسي والحل الوحيد الذي لا خاسر فيه بين الجانبين”، موضحا أن “الخاسرون هم المتطرفون من كل الأطراف الذين يتغذون بالتوتر ويدّعون مساعدة الشعب الفلسطيني لأنهم يفضلون راحة المعارضة على الفعل”.
كما شدّد الوزير المغربي على أهمية “اقتصاد السلام”، كمنصة لوضع مشاريع مشتركة، مشيرا إلى أن بيت مال القدس يمكن أن يدعم الاقتصاد الوطني بتوجيهات من الملك محمد السادس. وواصل بوريطة بالقول إن “السلام ليس سرابا”، داعيا إلى تعزيز الدعم للسلطة الفلسطينية وتقوية مكانتها.
وأكد ذات المسؤول الحكومي على أن “سيادة الشعوب لا تُمنح مشروطة”، ومشيدا بموقف النرويج والسعودية في دعم التحالف الدولي، مؤكدا أن التحالف سيكون “من بين المبادرات الواعدة في ضخ دماء في جهود السلام والرقي بالمسار السياسي إلى مستوى أكثر تقدما وحل الدولتين كخيار وحيد ودائم”.
مسؤولية مشتركة لتحقيق السلام
من جانبه، أكد الكاتب العام لوزارة الخارجية الهولندية، كريستيان ريبيرغان، على ضرورة التوافق على حل الدولتين، واعتبر أن الحضور في هذا اللقاء يمكن أن يكون “بصيص أمل”، مشددا على مسؤولية الجميع في المضي قدما خطوة بخطوة ولبنة بلبنة.
وعبّر ريبيرغان عن امتنانه للمغرب لتنظيم هذا التحالف، الذي يمهد الطريق نحو تحقيق السلام في المنطقة، مشيرا إلى الحاجة لبناء اقتصاد قوي لمنح الفرصة للدولة الفلسطينية.

وكشف ريبيرغان أن مملكة هولندا قادت مفاوضات بين فلسطين وإسرائيل أحرزت تقدما، وركزت على قطاعات مثل الطاقة والبنية التحتية المائية في غزة لمساعدة المواطنين، ومع ذلك، أقر بأن هذه المفاوضات توقفت لغياب الرغبة في الاستمرار بين الطرفين.
وشدّد على ضرورة عدم غض الطرف عن أحداث السابع من أكتوبر، وكذلك عن المآسي الإنسانية التي يعيشها الشعب الفلسطيني في غزة، داعيا إلى “وقف إطلاق نار فوري” هناك.
نداء فلسطيني عاجل للعدالة
من جهتها، عبّرت وزيرة الدولة الفلسطينية لشؤون وزارة الخارجية والمغتربين، فارسين أغابيكيان شاهين، عن حجم المأساة التي يعاني منها الشعب الفلسطيني، مشيرة إلى أن “شعب غزة يتم إبادته وتطهير عرقي وهناك نية للقتل وهناك جوع ولا غذاء وكل عناصر الإبادة الجماعية حاضرة”، واتهمت إسرائيل بالسعي لمحو الهوية الفلسطينية وتدمير أي إمكانية لحل الدولتين.
وأكدت شاهين التزام الجانب الفلسطيني بحل الدولتين، مشيرة إلى أن الفلسطينيين والدول العربية كانوا متسقين في مواقفهم، وقالت إن ما يواجهونه هو “مستوطنات أكثر وتوسع أكثر”.

وشددت على التزام جميع الدول العربية بحل الدولتين، مؤكدة الإيمان بهذا الموقف حتى لو جاء “بعد الحرب والدمار في فلسطين”، كما دعت إلى دعم قيام دولة فلسطينية ذات سيادة، مؤكدة أن هذا الزخم يجب أن يُترجم إلى الواقع.
واختتمت كلمتها بالدعوة إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية، معتبرة أن ذلك “سيقوي القانون الدولي الذي لا يمكن لإسرائيل أن تتهرب منه وتتوقف عن كل انتهاكاتها للقانون الدولي”.