مواجهة كلامية بين طهران وواشنطن.. هل تُعقد الجلسة المقبلة من المباحثات النووية؟

اعلان

في تصعيد لافت على مسار المفاوضات النووية، أعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن عملية تخصيب اليورانيوم ستستمر في إيران، مؤكدًا في الوقت ذاته استعداد بلاده لإثبات سلمية برنامجها النووي إذا أبدت واشنطن نوايا واقعية.

وجاء تصريح عراقجي ردًا على تصريحات المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الذي شدد في مقابلة مع شبكة ABC على أن الولايات المتحدة لن تقبل بأي مستوى من تخصيب اليورانيوم، حتى “بنسبة 1%”.

وأضاف ويتكوف: “قدمنا مقترحًا نعتقد أنه يحل بعض الإشكالات دون أن يسيء للإيرانيين، لكن كل شيء يبدأ باتفاق لا يتضمن التخصيب، لأن التخصيب يجعل من الممكن الحصول على سلاح نووي، وهذا ما لا نريده”.

وفي رده على هذه التصريحات، قال عراقجي: “ويتكوف بعيد عن تفاصيل المفاوضات، وإذا كانت مطالب واشنطن غير واقعية، فمن الطبيعي ألا نصل إلى نتيجة”.

وأكد أن طهران “لا تسعى إلى تصنيع سلاح نووي”، وأنها “مستعدة لتقديم الضمانات اللازمة بشأن سلمية البرنامج النووي، لكن دون المساس بحقوقها المشروعة”.

وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الخارجية العمانية عن عقد اجتماع ثلاثي مغلق بين وزير الخارجية العماني بدر بن حمد البوسعيدي، ونظيره الإيراني عباس عراقجي، ورئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، على هامش منتدى الحوار الذي تنظمه طهران.

وأكد البيان العماني وجود ترحيب مشترك بمبادرة قطرية لعقد اللقاء دعماً لجهود التوصل إلى اتفاق بين إيران والولايات المتحدة.

وكان عراقجي قد أعلن في وقت سابق أن العمل جارٍ لتحديد موعد الجولة المقبلة من المحادثات مع واشنطن، مشيرًا إلى أن الإعلان عنها سيتم قريبًا. وأكد أن طهران تسعى إلى اتفاق نووي “عادل ومتوازن” يضمن رفعًا شاملاً للعقوبات، مشددًا على أن السياسة الخارجية الإيرانية تقوم على التوازن والواقعية.

وفي ما يتعلق بالقضايا الإقليمية، شدد المسؤول الإيراني على أن السلام في الشرق الأوسط لا يمكن أن يتحقق دون مقاربة شاملة للقضية الفلسطينية، كما أبدى استعداد بلاده لفتح صفحة جديدة في علاقاتها مع الدول الأوروبية في حال توفرت “إرادة حقيقية ونهج مستقل”.

من جهته، كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد صرّح خلال زيارته إلى قطر، بأن بلاده “باتت قريبة جدًا من التوصل إلى اتفاق مع إيران”، مؤكدًا أن واشنطن لا تسعى إلى استخدام القوة، لكنها لن تسمح لطهران بالحصول على السلاح النووي. وقال ترامب إن “إيران تقترب من القبول بشروط الاتفاق الجديد”، وإن المفاوضات الجارية تهدف إلى سلام طويل الأمد.

وفي هذا السياق، تدرس الدول الأوروبية الثلاث المنضوية في الاتفاق النووي لعام 2015 (فرنسا، ألمانيا، بريطانيا) ما إذا كانت ستُفعّل آلية “العودة السريعة” أو “الزناد”، التي تتيح إعادة فرض عقوبات مجلس الأمن الدولي على إيران في حال انتهاك الاتفاق. وتنتهي مهلة تفعيل هذه الآلية في أكتوبر 2025.

وكان وزير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية جان نويل بارو قد أكد أواخر أبريل/نيسان أن الدول الأوروبية “لن تتردد لحظة” في إعادة فرض العقوبات إذا شعرت أن أمنها مهدد من خلال برنامج إيران النووي.

اعلان

وفي مقال نُشر مؤخرًا على موقع مجلة “لو بوان” الفرنسية، حذّر وزير الخارجية الإيراني الأوروبيين من تبني “استراتيجية المواجهة” بدلًا من الحوار.

وتأتي هذه التصريحات بعد محادثات جمعت إيران مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا في تركيا يوم الجمعة الماضي، تركزت على مستقبل البرنامج النووي الإيراني والمفاوضات الجارية مع واشنطن.

وتسعى هذه المفاوضات إلى التوصل إلى اتفاق جديد يضمن عدم سعي إيران إلى تطوير أسلحة نووية، مقابل رفع العقوبات الاقتصادية. وقد أكدت طهران مرارًا أن برنامجها النووي ذو طابع سلمي بحت، ولا يستهدف تطوير سلاح نووي.

عن شريف الشرايبي

Check Also

في المتحف.. أحمد سليمان يحتفل بزفاف ابنته وسط نجوم الكرة

احتفل  عضو مجلس إدارة نادي الزمالك السابق أحمد سليمان، بزفاف ابنته في حفل كبير شهده …

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *