وجّه رشيد الطالبي العلمي، عضو الأحرار، انتقادا إلى من يتهمون حزب التجمع الوطني للأحرار بخوض حملة انتخابية سابقة لأوانها، مؤكدا أن الحزب ملتزم بالقانون، وأن الحملة الانتخابية حين يحين موعدها “ستكون قوية، وسينتصر فيها الحزب بلا شك”، على حد تعبيره.
وأضاف رشيد الطالبي العلمي، ضمن لقاء لحزب التجمع الوطني للأحرار بجهة العيون الساقية الحمراء، اليوم السبت، أن حزب التجمع الوطني للأحرار وُلد لمواكبة الملك المغفور له الحسن الثاني، ولعب دور التوازن السياسي ومرافقة التحول المؤسساتي الذي أعقب المسيرة الخضراء قبل خمسين سنة، معربا عن أمله في أن يواصل الحزب هذا المسار، وأن يكون له دور فعال في مواكبة الملك محمد السادس في استكمال هذا المنجز الوطني، تزامنا مع الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء.
وشدد الطالبي العلمي على أن حزب التجمع الوطني للأحرار “كان دائما جزءا من الحل، وليس من المشكل، وهذا هو قدره”، مضيفا أن “صمود الحزب يعكس نجاح الحكومة، رغم محاولات البعض تحويل النقاش إلى هجوم شخصي بعد أن أدركوا قوة الحزب، وسنواصل قول الحقيقة ولن نصمت”.
وردا على ملتمس الرقابة، تساءل الطالبي العلمي: “من منح بعض الأطراف في المعارضة الحق في المطالبة برحيل الحكومة واستقالتها؟”.
وأضاف الطالبي العلمي: “البعض يشتكي لدى الهاكا بدعوى وجود دعاية حكومية، وهذا يعكس عجزا عن تقديم البدائل والمبادرات، فالحكومة تشتغل كفريق منسجم، والبرلمان يضم أغلبية داعمة، ولم تتأخر في أداء واجبها، ولا وجود لأي خلاف داخلي”.
وتابع الطالبي العلمي: “الحكومة تواصل عملها رغم الأزمات، وعلينا أن نتساءل كيف كان سيكون رد فعل أي حكومة أخرى في مثل هذه الظروف؟ لقد واجهت هذه الحكومة تحديات خارجية وداخلية، كأزمة الجفاف، بكفاءة ومسؤولية، ومخطط المغرب الأخضر يُعد نموذجا للتحول من تدبير فلاحي تقليدي ومعاشي، إلى صناعة فلاحية منتجة ذات قيمة مضافة، تمتد من تطوير البذور إلى خلق فرص الشغل وضمان الأمن الغذائي”.
وكان محمد أوجار، عضو حزب التجمع الوطني للأحرار، قال إن بعض الأصوات تتهم الحزب بخوض حملة انتخابية سابقة لأوانها، مشددا على أن الحزب يلتزم بواجبه الدستوري ولا يحتاج إلى خوض حملات انتخابية في الوقت الحالي.
وأضاف أوجار في مداخلته ضمن لقاء لحزب التجمع الوطني للأحرار بجهة العيون الساقية الحمراء، اليوم السبت، أن “الحملات الانتخابية ينظمها القانون، ولسنا في حاجة إليها، لأن ما تحققه هذه الحكومة من إنجازات يتحدث عن نفسه”.
وأكد أوجار أن الحزب يواصل مهامه في تأطير المواطنين والتعريف بمنجزات الحكومة، والتفاعل اليومي مع قضاياهم وتطلعاتهم، معتبرا أن ذلك جزء من مسؤولياته السياسية.
وتوجه بالحديث إلى رئيس الحكومة عزيز أخنوش قائلا: “قدرك أن تواصل النجاحات والعمل، لأن المغاربة وضعوا ثقتهم في مرشحي الحزب، والملك، وفاء للدستور، كلفكم برئاسة الحكومة، وما تقومون به إلى جانب حلفائنا في الأغلبية يدفعنا للفخر والاعتزاز”.
وقال أوجار في سياق آخر، إن حزب التجمع الوطني للأحرار وُلد في خضم قضية الصحراء المغربية، مشددا على أن ميلاد الحزب ما كان ليتم لولا ملحمة المسيرة الخضراء التي شكلت نقطة تحول مفصلية في تاريخ المغرب.
وأوضح أن نجاح المسيرة الخضراء أدخل البلاد في دينامية وطنية جديدة، دفعت مجموعة من المناضلين، وعلى رأسهم أحمد عصمان، إلى تأسيس الحزب، بدعم واسع من مناضلين من مختلف مناطق المملكة، خاصة من الأقاليم الجنوبية.
وقال عضو الأحرار إن “جينات حزب التجمع الوطني للأحرار جزء لا يتجزأ من الصحراء المغربية، والحزب اليوم، تحت قيادة عزيز أخنوش، يواصل مسار الاهتمام بالمنطقة، وكيف لا، وهو ابن مقاوم”، مضيفا: “عزيز أخنوش الذي يعد نموذجا للوفاء للمسيرة الوطنية، ولا يمكنه إلا أن يواصل هذا المسار تكريما لتاريخ المقاومة والوطنية.”
وشدد أوجار على أن “الملك محمد السادس حقق العديد من الإنجازات الدبلوماسية الهامة، ونحن اليوم على مشارف طي هذا الملف المفتعل”، مؤكدا أن الحكومة، تحت رئاسة عزيز أخنوش، سخرت كل الإمكانيات لدعم هذه الإنجازات الدبلوماسية.
وأضاف أنه “رغم ذلك، هناك العديد من الجهات التي لا ترغب في نجاح هذه المساعي، فترى في انتقادنا وسيلة للنيل من عملنا ومكتسباتنا”.
وأكد قياديو ومنتخبو حزب التجمع الوطني للأحرار بالأقاليم الجنوبية، خلال هذا اللقاء، الذي نظم بجهة العيون الساقية الحمراء، اليوم السبت، أن الحصيلة الحكومية بقيادة عزيز أخنوش تُجسد التزاما فعليا بتنفيذ تعهدات الحزب، رغم الإكراهات والتحديات.
وأجمع المتدخلون على أن انطلاق الجولات الحزبية من الجنوب يعكس المكانة الخاصة التي تحظى بها هذه الأقاليم لدى الملك محمد السادس، في ظل إنجازات ملموسة على الأرض واعترافات دولية متزايدة بمغربية الصحراء، مشددين على أن الحزب يواصل مساره بثقة وثبات، في انسجام تام مع الدينامية التنموية والدبلوماسية التي تعرفها المنطقة، ووفاء لروح التعاقد مع المواطنين.