مقترح تشريعي بلجيكي لتراجع بروكسل حيادها بملف الصحراء المغربية

أعلن جورج-لويس بوشيه، رئيس الحزب الإصلاحي البلجيكي (MR)، عن مبادرة تشريعية في البرلمان الفيدرالي تدعم مغربية الصحراء، مؤكداً على ضرورة تبني بروكسل موقفا واضحا وحازما من النزاع المفتعل القائم منذ 50 سنة.

ويأتي هذا الإعلان عقب زيارة رسمية إلى المملكة المغربية تهدف إلى تعزيز التعاون القضائي والأمني بين البلدين، وهو ما يعكس تحولاً في توجه الحزب نحو دعم سيادة المغرب على الأقاليم الجنوبية.

في سياق الزيارة، صرح بوشيه بأن الحزب الإصلاحي قدم مشروع قانون إلى البرلمان البلجيكي يعترف بسيادة المغرب على الصحراء المغربية. مسجلا أن هذا المشروع يأتي في إطار الجهود الرامية إلى تحديث الموقف البلجيكي بما يتماشى مع الحقائق الجيوسياسية الحالية.

وأكد بحسب بلاغ رسمي للحزب، نشر على موقعه الرسمي، أن تبني هذا الموقف لا يتعارض مع القانون الدولي بل يسهم في تعزيز الاستقرار والسلام الإقليمي. واعتبر بوشيه أن خطة الحكم الذاتي التي قدمها المغرب تمثل الحل الواقعي والدائم لإنهاء النزاع الإقليمي الذي طال أمده.

وأضاف رئيس الحزب الإصلاحي أن بلجيكا لا يمكنها الاستمرار في تبني موقف الحياد التقليدي في قضية الصحراء، موضحاً أن التطورات الأخيرة على الساحة الدولية تتطلب وضوحاً أكبر وموقفاً أكثر صراحة.

وأشار إلى أن موقف الحزب يتماشى مع دعم جهود المغرب في تحويل المنطقة إلى فضاء للتنمية والاستقرار، معتبراً أن الانحياز إلى الحل السلمي القائم على مبادرة الحكم الذاتي هو السبيل الأمثل لضمان مستقبل مزدهر للمنطقة.

وفي إطار زيارته للرباط، التقى بوشيه بوزير العدل المغربي عبد اللطيف وهبي، إذ تناول الجانبان قضايا متعددة تتعلق بتعزيز التعاون القضائي والأمني، وتمحور النقاش حول مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، بالإضافة إلى التنسيق الثنائي في مواجهة تهريب المخدرات.

وأكد الطرفان، وبحسب بلاغ للحزب، على أهمية توسيع آفاق التعاون القضائي بما يضمن أمن المواطنين في كلا البلدين، مشددين على ضرورة إيجاد آليات قانونية أكثر فاعلية لمواجهة التحديات المشتركة.

كما أكد الحزب الإصلاحي البلجيكي أن هذه الخطوة تندرج ضمن استراتيجيته لتعزيز الشراكات الدولية مع الدول التي تتقاسم مع بلجيكا التحديات الأمنية والقضائية.

واعتبر أن تعزيز العلاقات مع المغرب يشكل جزءاً من التوجه الجديد نحو بناء علاقات قوية ومستدامة، تقوم على أسس التعاون الوثيق والمصالح المشتركة. ورأى الحزب أن الشراكة مع المغرب تتماشى مع رؤية بلجيكا لتقوية الروابط مع دول الجنوب التي تمثل شريكاً استراتيجياً في مواجهة التحديات العالمية.

يُذكر أن زيارة بوشيه إلى المغرب تأتي في وقت تشهد فيه العلاقات المغربية الأوروبية تطوراً ملحوظاً، إذ يسعى المغرب إلى تعزيز شراكاته الأوروبية في مختلف المجالات، بما في ذلك الأمن والتنمية والاقتصاد.

ويعكس دعم الحزب البلجيكي لمغربية الصحراء تحولاً مهماً في مواقف بعض الدول الأوروبية التي بدأت تدرك أهمية تبني مواقف أكثر وضوحاً فيما يتعلق بالنزاع المفتعل، ويفتح هذا التحول في مزيدا من الدعم لمبادرة الحكم الذاتي المغربية، خاصة في ظل التحولات الجيوسياسية التي تشهدها المنطقة.