راند فكري تناقش تنامي “الشراء العاطفي” وتأثيره المدمر في برنامج “الحياة أنت وهي”

في حلقة جديدة اتسمت بالجرأة والصراحة من برنامج “الحياة أنت وهي” المذاع عبر شاشة قناة الحياة، ألقت الإعلامية راند فكري الضوء على ملف شائك يهدد استقرار الأسر والمجتمع، ألا وهو التزايد المطرد في السلوك الاستهلاكي، وتحديدًا ما يُعرف بـ “الشراء العاطفي” أو “الشراء التعويضي”.

وخلال الحلقة التي عُرضت  حذرت فكري من أن هذا النوع من الشراء تحول إلى وسيلة للهروب من الضغوط النفسية وتلبية احتياجات عاطفية دفينة وغير مُشبعة، الأمر الذي يخلق فجوة عميقة في علاقة الأفراد بذواتهم ويستنزف ميزانياتهم.

وقد تساءلت الإعلامية بأسلوبها الواضح: “هو إحنا ليه بقينا بنشتري عشان نحس إننا عايشين؟!”، مؤكدة أن الدافع وراء الكثير من عمليات الشراء لم يعد الحاجة الفعلية للمنتج، بل أصبح آلية للتعويض النفسي والشعور المؤقت بالبهجة، خاصة في أوقات الحزن والإحباط.

ولم تتوقف فكري عند هذا الحد، بل أشارت إلى التأثير المضاعف لوسائل التواصل الاجتماعي، قائلة: “كل ما نزعل ندخل نشتري حاجة، وكمان لما نشوف حد بيشتري على السوشيال ميديا بنشتري برضه، كأننا بنقلّد أو بنسابق بعض في استهلاك بلا وعي”.

التسوق الإلكتروني.. من راحة إلى إدمان:
كما سلطت راند فكري الضوء على التحول الخطير في استخدام التسوق عبر الإنترنت، والذي كان يُنظر إليه في البداية كأداة لتوفير الوقت والجهد، ليصبح سلوكًا شبه يومي ينذر بالتحول إلى إدمان. 

وعلقت على هذا الأمر بأسلوب ساخر ولكنه معبر: “بقينا نطلب أونلاين أكتر ما بنطلب بعض”، في إشارة إلى تفضيل البعض للتفاعل مع المنصات التجارية على التواصل الإنساني.

وقد وصفت الترقب غير المبرر لوصول مشتريات الإنترنت بأنه سلوك يُشبه انتظار هدايا أعياد الميلاد، مما يعكس كيف أصبح فعل الشراء مرتبطًا بمشاعر التعويض العاطفي عن جوانب أخرى مفقودة في الحياة.

وفي تحليل نفسي معمق، تطرقت فكري إلى الارتباط المرضي الذي قد ينشأ بين الأفراد ومشترياتهم، خاصة لدى بعض السيدات، قائلة بوضوح: “بعض الستات علاقتها بالمشتريات أكبر من علاقتها بنفسها”. واعتبرت أن هذا النمط من التفكير يعكس في الغالب فراغًا داخليًا أو احتياجات نفسية لم يتم التعرف عليها أو التعبير عنها بطرق صحية وسليمة.

تُعد هذه الحلقة من برنامج “الحياة أنت وهي” بمثابة دعوة جادة للمشاهدين للتفكير مليًا في أنماطهم الاستهلاكية والدوافع الكامنة وراءها، وتسليط الضوء على المخاطر النفسية والاقتصادية الناجمة عن الانقياد لسلوك “الشراء العاطفي” الذي بات يستنزف الموارد ويؤثر سلبًا على جودة الحياة والعلاقة بالذات.
 

عن شريف الشرايبي

Check Also

هل تسير حرية الصحافة في تونس نحو المجهول؟

في تونس، بلد الحريات الذي ألهم العالم بثورته، تواجه الصحافة تحديًا جديدًا قوانين صارمة وممارسات …

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *