غياب العدالة وتفاقم “النوار” بدعم السكن يجر انتقادات برلمانية على بنبراهيم

قالت مريم وحساة، النائبة البرلمانية عن التقدم والاشتراكية، إن الأرقام المقدمة بخصوص برنامج دعم السكن “لا تعكس الطموح والأهداف المرسومة منذ البداية”، مبرزة أن الدعم المباشر للسكن “يعكس تفاوتات مجالية كبيرة في أعداد المستفيدين، ذلك أن أغلبيتهم يتمركزون في المدن الكبرى، وهذا يكرس الفوارق الترابية”، داعية إلى دفع مؤسسة العمران للانخراط في هذه العملية لا سيما في الأقاليم النائية لتعزيز العرض، وتحفيز المستثمرين بهذه الأقاليم.

وأشارت وحساة، خلال جلسة الأسئلة الشفهية بمجلس النواب، أمس الإثنين، إلى تفاقم ظاهرة “النوار” (السوق السوداء)، مبرزة أنه لا يمكن أن الدولة تقدم منحة مالية كدعم للسكن ويضطر المواطن لتقديمها تحت الطاولة، وبالتالي يجب الضرب بيد من حديد على من يستغلون هذا الدعم لأنه مال عام يقدم للمواطنين.

وبدوره نبه حميد الشاية، النائب البرلماني عن الأصالة والمعاصرة، إلى خطورة ظاهرة البيع بـ”النوار”، داعيا إلى التصدي لها بالصرامة اللازمة من أجل قطع الطريق على المتاجرين في هذا القطاع، مشيرا من جهة أخرى إلى أن فئة عريضة من ساكنة العالم القروي والمناطق النائية تحتاج للمواكبة الاجتماعية والتقنية والإدارية للاستفادة من هذا البرنامج.

وأكد الشاية إلى أن شرط أن تكون الأرض مُحفّظة يعد إشكالا مهما أمام البرنامج خاصة في الأقاليم النائية والعالم القروي، مفيدا أن هناك أراضي مملوكة لجماعة ترابية ولما يتم التفكير في البناء في إطار البرنامج يتم الاصطدام بشرط التحفيظ، داعية من جهة أخرى إلى مراعاة العدالة المجالية.

وفي رده قال أديب بنبراهيم، كاتب الدولة المكلف بالإسكان، إن برنامج دعم السكن هو برنامج ناجح، مفيدا أن الأهداف التي كانت مسطرة هي 75 ألف وحدة في 2024 غير أننا وصلنا إلى 96 ألف، مفيدا أن برنامج السكن الاجتماعي ما زال متواصلا واستخدم في محاربة السكن الصفيحي.

ولفت كاتب الدولة إلى أن عدد المستفيدين من الدعم المباشر بلغت 48 ألف، وقد تم تقديم 150 ألف طلب، منهم 90 ألف تتوفر فيهم الشروط، موضحا أن 25 في المئة من المستفيدين هم من مغاربة الخارج، موردا أن 62 في المئة هم من الطبقة المتوسطة.

وأشار بنبراهيم إلى أن نجاح هذا البرنامج مرده إلى توقيع اتفاقية، تضمن الشفافية، مع صندوق الإيداع والتدبير – قسم الإدخار، ومع مديرية الضرائب والمحافظة العقارية، حيت تتم الإجابة على الطلبات بشفافية.

وأورد أن الدعم لا يوجه للمنعشين العقاريين بل للمواطن من أجل أن يختار وهذه ميزة تمكن من الاندماج الاجتماعي خلافا لما كان من قبل، مضيفا أن هناك اجتهادات ومشاورات وأن العمران ستقوم بإنجاز 147 ألف وحدة في المدن الصغيرة.

ولفت المسؤول الحكومة إلى أن مشكل “النوار” لم يعد مطروحا كما كان عليه الوضع من قبل، مبرزا أن مختلف القطاعات تعرف هذه الظاهرة، ويجب الانخراط الجماعي في محاربتها، مشددا على أنه سواء المنعش العقاري أو المواطن عليهما الوعي بأن الأمر يتعلق بالمال العام مما يجعلهم تحت طائلة أثر سلبي كبير.

عن أسيل الشهواني

Check Also

“هزالة” تعويضات الجولان يدفع مفتشي الشغل لتقليص الزيارات الميدانية

لجأت هيئة مفتشي الشغل إلى سلاح تقليص عدد الزيارات الميدانية المخصصة لكل شهر من 20 …

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *