التغير التكنولوجي السريع يعزز الجهود لتحسين المهارات وإعداد القوى العاملة

بروفيسور فيونا روبسون، رئيس كلية إدنبره للأعمال والعلوم الاجتماعية، جامعة هيريوت وات دبي

إن العالم يتغير بشكل مستمر، بل إنه في الواقع يتحرك بسرعة من الصعب مواكبتها. ينطبق هذا أيضًا علينا كأفراد، كما أن المؤسسات تواجه هذا التحدى. قد يُنظر إلى ذلك على أنه تطور إيجابي بالنسبة لبعض المؤسسات القادرة على استغلال تلك التغييرات السريعة، ولكن بالنسبة للمؤسسات التي لا تتمتع بالمرونة الكافية، يمكن أن يُشكل خطرًا. إن المؤسسات التي يمكنها تبني التغيير وتحويله إلى فرص مربحة يمكن أن تقوم بتحليل التكلفة والمنفعة، وتحليل المنافسين، وبالتالى تعزيز ميزتهم التنافسية.

فى وقت مضى كان يُنظر إلى الذكاء الاصطناعي على أنه مقتصر على العلماء وعادةً ما يشمل الروبوتات. ولكن في عام 2024، أصبحت الصورة مختلفة تمامًا وسيتعين على المؤسسات استكشاف إمكانيات أدوات الذكاء الإصطناعى حتى لا تتخلف عن الركب. أحد أكبر التحديات هو تحسين مهارات القوى العاملة حتى يتمكنوا من المشاركة والعمل مع التكنولوجيا الجديدة عند ظهورها. وبالتالى يجب أن يكون هناك نهج استراتيجي لتصميم التدريب بهدف مساعدة الموظفين.

لماذا يقلق الناس من التغيير؟

إن التغيير بالنسبة لمعظم الناس، هو الخوف من المجهول ويمكن أن ينتشر في المؤسسات بسرعة كبيرة. هناك بعض المعلومات الغير الصحيحة وللأسف شائعة حول التغيرات التكنولوجية السريعة. على سبيل المثال:

-إن التطور التكنولوجى سوف يساهم فى استبدال البشر بالآلات وبالتالى سوف نفقد وظائفنا.

– يجب على جميع العاملين فى مجالات الذكاء الإصطناعى والتقنيات الحديثة أن يكون لديهم خبرة تقنية عميقة.

– ستتغير جميع الأدوار الوظيفية لدمج التكنولوجيا ومواكبة التغيير.

ومع زيادة وعى العاملين فى المؤسسات يجب مشاركة أكبر قدر ممكن من المعلومات حول عواقب عدم مواكبة هذا التطور التكنولوجى. يمكن أن تكون التكنولوجيا شىء مقلق بالنسبة لبعض الموظفين الذين لم يستخدموها من قبل، وبالتالى سيحتاجون إلى دعم إضافي حتى يشعروا بالثقة وبالتالى سوف يصبحون أكثر إنتاجية.

ما الذي يمكن أن تفعله المنظمات لدعم الموظفين وإشراكهم في التغيرات التكنولوجية؟

– توضيح الصورة الأكبر – وتسليط الضوء على عواقب عدم تبنى التكنولوجيا الحديثة  فى المؤسسة.

– تسليط الضوء على الفوائد المحتملة على مستويات المؤسسة والفريق والفرد.

– التأكد من مشاركة المديرين التنفيذيين في اتخاذ القرارات الرئيسية.

– تشجيع الشفافية وذلك حتى لا يعانى أيا من المدير المباشر أوالموظفين من المفاجآت.

– مطالبة فريق الموارد البشرية بتقديم التدريب المناسب للقوى العاملة بأكملها بناءً على تحليل إحتياجات المؤسسة.

– الالتزام بتوفير الفرص للموظفين لتطبيق ما تعلموه عمليًا على أرض الواقع.

من المهم أن يبدأ الأشخاص في العمل فى هذا الإتجاه حتى لا يُنظر إلى أنشطة التطوير على أنها مجرد إجراء روتينى بلا هدف لإرضاء صاحب العمل فقط. لا ينبغي أن ننسى المديرين التنفيذيين أنفسهم لأنه سيكون لديهم أيضًا احتياجات تطويرية. ويوصى باتخاذ نهج تعاوني يشمل جميع أصحاب المصلحة في عملية صنع القرار. وحيثما أمكن،.

كيف يمكن لفريق الموارد البشرية دعم هذا التغيير المستمر المدفوع بالتطور التكنولوجى؟

– عند تكليف المدربين، تأكد من أن لديهم هدف وغرض واضح.

– مطالبة المدربين بوضع الأنشطة في سياقها للمساعدة في تطبيق المعرفة والمهارات عند عودة الموظفين إلى العمل وعلى أرض الواقع.

– التعرف على أساليب التعلم المتنوعة.

– توفير الدعم للمدراء.

– تقديم الدعم الفردي للموظفين الذين يجدون صعوبة في ذلك (يمكن أن يتم ذلك عبر الإنترنت).

– تقديم التقدير والدعم للموظفين الذين يجدون التغيير صعبًا.

– وجود نهج شامل متفق عليه ومتسقًا للجميع.

– الإتفاق على توقعات واقعية.

– التأكد من أن الأنشطة ستكون شاملة.

– التأكد من إطلاع المديرين وقدرتهم على الإجابة على الأسئلة الشائعة – وتذكيرهم بالفوائد المحتملة لهم ولفريقهم.

– تقييم أنشطة التعلم واتخاذ الإجراءات عند الاقتضاء.

يعد تقييم احتياجات التعلم على المستوى التنظيمي بأكمله أمرًا ضروريًا، أي ما هو المحتوى والمهارات التي قد تكون ذات صلة عبر المنظمة؟  قد يكون الأشخاص لديهم احتياجات مختلفة، وحتى على المستوى الفردي قد يختلف ذلك بين مجالات المواضيع المختلفة. ولذلك فمن المهم أن يكون هناك تحليل لاحتياجات التعلم على المستوى الفردي. هناك حاجة إلى بيانات لإثراء هذا التحليل ويمكن تحقيق ذلك من خلال مطالبة الموظفين بإكمال استبيان، وبعد ذلك يمكن للمدرب اتخاذ قرار حول كيفية تقسيم مجموعات الحضور من الموظفين حسب المحتوى والمستوى. قد يكون من المناسب إجراء اختبار أو نشاط حيث يمكن للموظفين إظهار المهارات والمعارف الموجودة وبالتالى معالجة الفجوات. أن إجراء الاستطلاع لسؤال المشاركين عن مستويات ثقتهم وكفاءتهم فكرة سديدة. وفي بعض الحالات، قد يكون من المناسب أيضًا تشجيعهم على الحصول على ردود أفعال وتعليقات المدير المباشر وبالتالى تعزيز الوعي الذاتي.

عن آمنة البوعناني

Check Also

مجموعة “روشن” تضع حجر الأساس لمجتمع “المنار”في مكة المكرمة

      الرياض،27 ديسمبر 2024  تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، مستشار …

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *