
د. طارق فتح الله: “نحتاج لوضع أطر تشريعية تقنن استخدام التطبيقات الصحية الرقمية”
متابعة ـ التعليم اليوم :
قالت الدكتورة ليلى عبد المجيد، الأستاذ بكلية الإعلام جامعة القاهرة، إن المجهود العلمي المبذول في الأبحاث المقدمة يعكس الواقع الذي نعيشه اليوم، والتطورات التكنولوجية التي اقتحمت القطاع الصحي، لذا فإن “توظيف التقنيات الحديثة في مجال الاتصال الصحي” تعد جلسة نقاشية هامة تضم مجموعة من الأبحاث المتميزة، والتي نخرج منها بمجموعة من التوصيات نسعى إلى تطبيقها في الواقع.
جاء ذلك في إطار رئاستها للجلسة البحثية الثامنة، التي انعقدت ضمن فعاليات اليوم الثاني لمؤتمر كلية الإعلام جامعة القاهرة العلمي الدولي الثلاثين تحت عنوان “الاتصال الصحي وتمكين المجتمعات المعاصرة”، والذي يناقش عددا من القضايا المرتبطة بالصحة والطب ودور وسائل الإعلام في التوعية في هذا المجال.
وأشار الدكتور طارق فتح الله، المدرس بقسم العلاقات العامة والإعلان، إلى أن الملاحظات التي تقدم للباحثين هي ملاحظات موضوعية ومنهجية لابد من ضبطها، إلا أن هذه الأبحاث نخرج منها بعدد من التوصيات منها ما يشمل كافة أطراف العملية الاتصالية، وهي تتمثل في التركيز على التدريب في كيفية استخدام التقنيات الحديثة سواء من قبل الجمهور العام، أو مقدم الخدمة الصحية، كذلك التعاون والتواصل ما بين القائمين على برمجة أدوات الذكاء الاصطناعي والعاملين في المجال الصحي لما له من طبيعة مختلفة، ووضع أطر تشريعية وتنظيمية تقنن استخدام التطبيقات الصحية الرقمية، وضرورة توفير إطار تشريعي يضمن توفير الخصوصية، إلى جانب توعية الجمهور العام بأهمية الذكاء الاصطناعي وضرورة التعامل معه، مع توجيه المؤسسات الصحية إلى إنشاء شراكة إعلامية مع المؤسسات الإعلامية.
وتضمنت الجلسة عدداً من البحوث تناولت موضوعات “توظيف التقنيات الحديثة في مجال الاتصال الصحي”، فأعربت الدكتورة سماح الشهاوي، الأستاذ المساعد بكلية الإعلام جامعة القاهرة، والمعقب على الجلسة، أن اللجنة استلمت ما يقرب من خمسة بحوث تتناول واقع استخدام الذكاء الاصطناعي في المجال الصحي، وأن هذه البحوث استطاعت أن ترسم صورة عن واقع هذه الاستخدامات، خاصة وأننا نعيش اليوم في عصر التحول الرقمي، الذي بات فيه استخدام الذكاء الاصطناعي ضرورة حتمية. مع ضرورة أخذ سلبيات الذكاء الاصطناعي في الاعتبار، فأغلب محتوى البحوث يتضمن الجانب الإيجابي للتقنية دون الالتفات إلى المشكلات التقنية والسلبيات التي قد تحدث نتيجة استخدامها.
وخلصت نتائج دراسة الباحثة أمنية عبد الرحمن، الأستاذ المساعد بكلية الإعلام جامعة بني سويف، تحت عنوان “محددات استمرارية استخدام الجمهور المصري للتطبيقات الصحية كقنوات اتصال رقمية ودورها في تشكيل الوعي الصحي لديهم في ضوء رؤية مصر 2030″، إلى أن تطبيقات الصحة المعلوماتية جاءت في المرتبة الأولى بالنسبة للتطبيقات الصحية المفضلة لدى الجمهور المصري، ثم تطبيقات الصحة التواصلية، ثم التطبيقات التذكيرية، وأخيرًا تطبيقات الصحة الخدمية، كما تقدمت الدوافع النفعية في التعرض للتطبيقات الصحية الرقمية على الدوافع الطقوسية. فيما أشار الجمهور المصري إلى العوامل الاتصالية التي من خلالها يضمن الاستمرارية في استخدام التطبيقات الصحية الرقمية، ومنها سهولة الاستخدام، وإجراءات التسجيل، وتنوع الخدمات، وسرعة الرد من قبل المتخصصين.
وخلصت نتائج دراسة الباحثة هبة الديب، أستاذ الإعلام والعلاقات العامة المساعد بكلية ليوا بالإمارات العربية المتحدة، تحت عنوان “إنتاج المحتوى الصحي الرقمي باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي: الفرص والتحديات”، إلى وجود درجة كبيرة من استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في إنتاج المحتوى الصحي الرقمي، وجاء في المرتبة الأولى الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي في تدقيق المحتوى، وكذلك في سرعة معالجة المعلومات، واقتراح الموضوعات، وتحليل البيانات. يليها الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي في سرعة إعداد المحتوى الصحي الرقمي، وتوفير معلومات ومعارف ذات صلة بالموضوعات الصحية بدرجة كبيرة .
وخلصت نتائج دراسة الباحث مبارك بن واصل الحازمي، أستاذ العلاقات العامة والإعلام الرقمي بكلية الاتصال والإعلام جامعة الملك عبد العزيز، تحت عنوان “واقع استخدام الذكاء الاصطناعي في الاتصال الصحي بالمملكة العربية السعودية: الآفاق والتحديات”، إلى ضرورة إدماج الذكاء الاصطناعي في المجال الصحي، وتعزيز سبل الاستفاده منه على أرض الواقع.
وخلصت نتائج دراسة الباحثة هالة الألفي فوزي، مدرس الإعلام بكلية العلوم الإنسانية جامعة ميداوشن، تحت عنوان “اتجاهات مختصي الرعاية الصحية والمستخدمين المصريين نحو استخدام روبوت الدردشة الصحي في تحليل البيانات الصحية وتخصيص التوصيات العلاجية”، إلى أن 87.5% من مختصي الرعاية الصحية وجدوا أن إدخال المعلومات سهلًا ومباشرًا مما يعكس تصميم واجهة ناجح، كما أجمع معظم المختصين على أن الروبوت كان سريعًا في تقديم إجابات فورية، أما لغة الروبوت فكانت واضحة ومفهومة دون استخدام مصطلحات معقدة مما عزز التواصل الفعال، كما أثبتت النتائج أن الروبوت قدم معلومات طبية دقيقة تتماشى مع التقييمات الطبية الموثوقة، وأن ثقة المستخدمين في الروبوتات الصحية مرتفعة خاصة في التنبؤ بالأمراض وتحليل البيانات الصحية.
وخلصت نتائج دراسة الباحث محمد نبيل الألفي، المحاضر بكلية الإعلام وتكنولوجيا الاتصال بجامعة السويس، والباحثة هبة إيهاب علي، المحاضر بالتدريب الإذاعي بمعهد الإذاعة والتليفزيون تحت عنوان “اعتماد الجمهور المصري على تقنية Chat GPT كمصدر للمعلومات عن الأمراض المزمنة”، إلى أنه على مستوى دوافع استخدام التقنية في مجال الأمراض المزمنة، حيث جاء دافع أنها تقدم معلومات حول الخيارات العلاجية المتاحة للأمراض المزمنة بوزن نسبي 83.4%، وعن درجة الاستفادة من التقنية في مجال الأمراض المزمنة أفاد 51.5% من العينة بأنهم استفادوا منها بدرجة كبيرة.
الجدير بالذكر أن المؤتمر الدولي الـ 30 لكلية الإعلام جامعة القاهرة يُقام يومي 7 و 8 مايو 2025، بمقر الكلية، بعنوان “الاتصال الصحي وتمكين المجتمعات المعاصرة”، وذلك برعاية الدكتور محمد سامي عبدالصادق، رئيس الجامعة، وبإشراف الدكتورة ثريا البدوي، عميد الكلية ورئيس المؤتمر، والدكتورة وسام نصر، وكيل الكلية لشؤون الدراسات العليا والبحوث وأمين عام المؤتمر، بمشاركة نخبة من الأكاديميين والخبراء والممارسين للمجال الإعلامي.

