قدم عضو الفريق الحركي ونائب رئيس رئيس مجلس النواب، محمد والزين، روايته بخصوص الجدل الذي رافق جلسة الأسئلة الشفوية ليوم أمس الإثنين، متمسكا باتهامه بسبب للنائب البرلماني عن الفريق الاستقلالي، العياشي الفرفار، مطالباً بدوره من رئيس مجلس النواب، راشيد الطالبي، بإحالته إلى جانب رئيس الفريق الاستقلالي، علال العمراوي، على لجنة الأخلاقيات.
واعتبر والزين، ضمن المراسلة التي وجهها إلى رئيس مجلس النواب، أنه “لئن كنت قد تغاضيت عن تطبيق الإجراءات التأديبية الواردة خاصة في المادتين 398 و399 من النظام الداخلي حفاظا على الجو العام للجلسة، فإنني أطلب منكم إحالة كل من النائب علال العمروي والنائب العياشي الفرفار على لجنة الأخلاقيات قصد اتخاذ الإجراءات الواجب اتخاذها في حقهما تطبيقا للمادة 400 من النظام الآنف الذكر”.
وأورد البرلماني عن حزب “السنبلة” أن “الجلسة التي تشرفت برئاستها وكانت منقولة للرأي العام مباشرة، عرفت خرقا سافرا للنظام الداخلي، سواء من قبل علال العمروي رئيس الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية، أو النائب العياشي الفرفار عضو هذا الفريق، الأمر الذي تسبب في هدر الزمن البرلماني لمدة نصف ساعة تقريبا”.
وتابع والزين أن بداية شرارة هذا الضياع الزمني بدأت بعد طلب رئيس الفريق الاستقلالي لنقطة نظام بناء على المادة 162 من النظام الداخلي، مستدركاً أن “كلمة الرئيس حادت عن مسوغات هذه المادة، مما دفعني كرئيس إلى تنبيهه، بأن تدخله لا علاقة له بنقطة نظام، على اعتبار أنه تدخل ليبرر أسباب غياب أحد الوزراء، والرد أيضا على نقطة نظام سابقة للسيد رئيس الفريق الاشتراكي المعارضة الاتحادية، الذي أثار غياب بعض الوزراء عن هذه الجلسة”.
وبعد تذكيره بالنظام الذي يعتبر من صلاحيات الرئيس وحده، وفق المادة 397 من النظام الداخلي، تواصل مراسلة والزين، أن العمراوي “أجابني بالحرف (لا حق لك في التنبيه)، مع أن المادة 398 من نفس النظام، تشير صراحة إلى الحالتين اللتين تسمحان للرئيس بتوجيه التنبيه”.
وتابع السياسي عن الحركة الشعبية أنه في خضم هذا الجدل، أخذ النائب العياشي الفرفار الكلمة بدون إذن، خلافا للمادة 397 من النظام الداخلي للمجلس، مسجلاً بعد تذكيره بهذا الخرق، قام بحركة مخلة بالحياء تجاه الرئاسة، الأمر الذي يتنافى مع الأخلاق والسلوك، والغريب أن النائب المعني اعتذر عن هذا السلوك في الجلسة، لكنه عاد ليحتج خارجها.
وشدد والزين أن مثل هذه السلوكيات تعتبر نماذج غير مقبولة، لاسيما في مؤسسة دستورية محترمة، يعتبر أعضاؤها نوابا للأمة، بما تتطلبه هذه الصفة من حمولة أخلاقية ونزوعا إلى السمو بالعمل البرلماني، عبر تغليب المصالح العليا للوطن والمواطنين، وتخليق الحياة البرلمانية.
أثار توجه رئيس جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس النواب، محمد أوزين، إلى أحد أعضاء الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية بعبارة “شوف على نماذج” زوبعة داخل البرلمان، باعتراض نواب الفريق الاستقلالي وبعض من نواب فرق الأغلبية عن افتتاح أشغال الجلسة إذا لم يتم سحب هذه العبارة.
وبدأ الجدل بعض استعراض رئيس الفريق الاشتراكي، عبد الرحيم شهيد، للائحة الوزراء المتغيبين عن جلسة الأسئلة الشفوية الأسبوعية بمجلس النواب، معتبرا أن “في ذلك قلة احترام للمؤسسة التشريعية”.
وحاول رئيس فريق حزب الاستقلال بمجلس النواب، علال العمراوي، الدفاع عن كاتب الدولة المكلف بالتجارة الخارجية، عمر احجيرة، بالقول إنه يتواجد خارج أرض الوطن، قبل أن يتدخل رئيس الجلسة، محمد أوزين لإيقافه بدعوى أنه يخرج عن نطاق تناول نقطة نظام وإبداء ملاحظة في التسيير.
واعترض أوزين على تدخل النائب عن نفس الفريق، العياشي الفرفار، دون أخد الإذن بالكلمة، قائلا “شوف على نماذج”، ما فتح جدلا كبيرا داخل القبة التشريعية مع تشبث الفريق الاستقلالي بسحب هذه العبارة، وهو ما رفضه رئيس الجلسة، محمد أوزين.
واعتبر أوزين أن “سلوك النائب الفرفار هو نموذج غير محترم، ولا يمكن لأحد أن يزايد علي في الالتزام بالقانون الداخلي”، مشددا على أن “سلوك النائب الاستقلالي خارج عن اللباقة المطلوبة داخل هذه القبة التشريعية”.
من جانبه، اعتبر رئيس الفريق الاستقلالي، علال العمراوي، أنه “بهذه الطريقة من التدبير فإن الرئاسة تثير الفتنة داخل هذه المؤسسة”، قبل أن يوقفه أوزين قائلا إن “الفتنة هي عدم احترام النظام الداخلي لمجلس النواب”.
وأضاف العمراوي أن “كل النواب مطوقون بالمسؤولية التمثيلية ومن غير المقبول التوجه إلى نائب برلماني بعبارة (شوف على نموذج)”، مشددا على أنها لا تليق بالمؤسسة التشريعية.
وسجل رئيس فريق التجمع الوطني للأحرار، محمد شوكي، أن “من المفروض على الرئاسة أن تتعامل بتوازن بين مكونات الأغلبية والمعارضة وألا تلجأ إلى إيقاف مكونات الأغلبية دون تطبيق ذلك على مكونات المعارضة”، وهو ما رد عليه أوزين بأن “إيقاف نقط نظام نواب الأغلبية تم لأنها تتناول قضايا خارج التسيير”.
واعترض نواب الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية على بدء أشغال الجلسة الشهرية الخاصة بالأسئلة الشفوية دون أن يعتذر رئيس الجلسة عن العبارة التي صدرت عنه في حق النائب البرلماني، العياشي الفرفار، وسحب التوجه إليه بـ”هذا النموذج”.
واتهم أوزين فرق الأغلبية باستغلال تفوقها العددي من أجل خرق القانون الداخلي، مشددا على أن هذا ما لن يتم “واخا نبقاو هنا تال صباح”.
وسجل النائب الفرفار أن “السلوك الذي صدر عنه تم بعدما رأيت أن رئيس الفريق الاستقلالي لم يأخذ حقه في الكلام وإن صدر مني ما تم اعتباره مخلاً باحترام هذه القبة فإنني أسحبه”، وهو ما تفاعل معه رئيس الجلسة بسحب عبارة “هذا النموذج إن كانت فيها إساءة”.