في الوقت الذي يُفترض فيه أن يكون الاحتراف الخارجي بوابة لتطور اللاعب المغربي، وتحسين أرقامه، وتعزيز حضوره في المنتخبات الوطنية، يشكل الثلاثي يحيى عطية الله، أشرف داري، ورضا سليم استثناءً مقلقا في هذا المسار، بعدما اختاروا بوابة الأهلي المصري وجهة لخطوتهم التالية، فكان الحصاد مخيبا للآمال.
طموح أعمى أم سوء تقدير؟
تعددت دوافع الانتقال، ولو بشكل غير مباشر من بوابة أندية هامشية أوروبية، بين طموح شخصي في توسيع الشعبية، وإغراءات مادية، واعتبارات ثقافية، إلا أن النتيجة واحدة: “انطفاء” رياضي واضح، رافقه تراجع في التنافسية، وخفوت في البصمة الفنية، إلى درجة جعلت من هؤلاء اللاعبين عبئا على فريقهم، لا أوراق رابحة كما كان يُنتظر.
أرقام متواضعة.. ومكانة مفقودة
خاض يحيى عطية الله، الذي كان قبل فترة وجيزة أحد ألمع الأظهرة في الدوري المغربي، 1586 دقيقة في 19 مباراة من مختلف مسابقات هذا الموسم، سجل خلالها هدفا وحيدا وصنع 3، غير أن الإصابات المتكررة وتذبذب الأداء أفقداه الاستمرارية والمكانة، سواء في الأهلي أو في صفوف المنتخب الوطني، علما أن إدارة الفريق المصري لم تُبدِ أي نية في تفعيل بند شراء عقده من سوتشي، ما يعكس موقفا باردا تجاه مستقبله.
أما أشرف داري، فقد غاب عن أكثر من 20 مباراة، إما بسبب الإصابة أو الاختيارات التقنية، ولم يُشارك سوى في 14 مواجهة، ما حرمه من استعادة نسق المباريات وتراجع ترتيبه في مفكرة الركراكي، الناخب الوطني.
وبالنسبة لرضا سليم، الذي اعتُبر من ألمع المواهب الصاعدة في الدوري المغربي، فقد كانت التجربة أكثر قسوة إذ لم يشارك إلا في 250 دقيقة موزعة على 9 مباريات فقط، بسبب إصابة طويلة الأمد أخرجته من الحسابات وجعلت إدارة الأهلي تفكر في إعارته خلال “المركاتو” الصيفي المقبل.
وكلاء أعمال.. بين الوساطة والابتزاز المقنّع
ومن بين الأسباب التي لا يجب إغفالها في مسار هذه الانتقالات غير الموفّقة، تبرز الذهنية الاستغلالية لدى عدد من وكلاء الأعمال، الذين لا ينطلقون بالضرورة من مصلحة اللاعب أو تطوره الرياضي، بقدر ما تحركهم حسابات مالية وعلاقاتية ضيقة ومكاسب سريعة، إذ وبدلا من توجيه اللاعب نحو دوريات أكثر تنافسية وتناسب مؤهلاته، يُدفع به نحو وجهات تُحقق أقصى استفادة للوسيط، حتى وإن كان الثمن تهميش موهبة واعدة.
الدوري المصري.. فرصة أم فخ للمواهب المغربية؟
نجاحات بعض التجارب السابقة، مثل وليد أزارو، وبدر بانون وأشرف بنشرقي العائد، ومحمد الشيبي ووليد الكرتي، دفعت بعدد من اللاعبين المغاربة إلى التوقيع مع أندية مصرية، وهو ما جعل الدوري المصري يتحول إلى وجهة مفضلة، علما أن أخبار “المركاتو” الصيفي تشير إلى اهتمام مصري بأسماء جديدة مثل جمال الشماخ، كريم البركاوي، وأيوب العملود.
وبات هذا التوجه يُقلق أنصار الأندية المغربية، وعلى رأسها، الرجاء والوداد والجيش الملكي، الذين يرون في هذه التعاقدات استثمارا سلبيا يعزز خصومهم في المنافسات القارية، خاصة أن الفرق المصرية باتت تعرف كيف تُوظف لاعبي البطولة المغربية ضد أنديتهم الأصلية.
ودقت الجماهير المغربية ناقوس الخطر أكثر من مرة، مطالبة بردة فعل حقيقية من الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، سواء عبر وضع ضوابط لانتقال اللاعبين نحو الأندية الإفريقية، أو برفع قيمة المنح المالية للأندية (البث التلفزي، منح التتويج بالبطولة…)، لتحفيزها على الاحتفاظ بمواهبها ومقاومة الإغراءات.
L’article الاحتراف في الدوري المصري.. فرصة أم فخ للمواهب الكروية المغربية؟ est apparu en premier sur هسبورت.