بايتاس ينفي وجود تراشق بين أحزاب الأغلبية ويربط السياسة بالأخلاق

فَضَّل عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، مُصطفى بايتاس، عدم الرد المباشر على تصريحات الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله ابن كيران، المثيرة للجدل في احتفالا فاتح ماي بالقول مؤكدا أن “السياسة تنهل من الأخلاق”، معتبراً أن خطاب المعارضة اليوم يستهدف عزيز أخنوش أكثر من انتقادها للفعل الحكومي.

وأضاف بايتاس، عند مروره ضيفاً على برنامج “مع يوسف بلهيسي” الذي تبثه جريدة “مدار21” الإلكترونية على منصاتها الرقمية، أن “الخطاب السياسي يجب أن يسمو على كل التشنجات وينهل من الأخلاق المغربية”، مشيراً إلى أن “هذا لا يعني منع القادة السياسيين من التعبير عن رأيهم بخصوص الانتقادات الموجهة لأداء الحكومة، ولم نشهد من قبل انزلاقات في الخطاب السياسي كما نعيش اليوم”.

ولم يبد السياسي التجمعي استعداده للتعليق على إعادة انتخاب عبد الإله بنكيران، أميناً عاماً لحزب العدالة والتنمية، وعلى خطابه الهجومي ضد مكونات الأغلبية وخاصة الحزب القائد لها، وهو حزب التجمع الوطني للأحرار، مشيراً إلى أن “التحدي اليوم في المغرب هو إنتاج خطاب سياسي سليم يحترم عقول المغاربة وذوقهم”.

وسجل بايتاس أن “النقاش السياسي اليوم يجب أن يتضمن دفاعاً وحججاً على القضايا التي نؤمن بها”، مؤكدا أن “هذا لا يعني ألا يختلف معنا أحد الفرقاء السياسيين في القضايا التي نؤمن بها لكن على أساس التنافس حول من يقدم النفع للناس أكثر من الآخر”.

وفي سياق التشنج الذي يطغى على الفضاء السياسي وحدة التصريحات المتبادلة بين القادة الحزبين، اعتبر بايتاس أنه “يصعب في هذه الظروف أن تتناقش في فضاء لم نعد نعرف هل هو فضاء سياسي أم شيء آخر”.

وعن التراشق بين مكونات الأغلبية، أوضح بايتاس أنه “لا أعتقد أن هناك تراشق بين الأحزاب المشكلة للأغلبية”، لافتاً إلى أن “ما يقع بالضبط هو اتخاذ رئيس الحكومة، عزيز أخنوش كشخص، موضوعاً للمعارضة، عوض معارضة وتقييم الفعل الحكومي”.

وتابع السياسي ذاته أن “الأصل هو أن الحكومة هي مؤسسة مركبة وليس شخص عزيز أخنوش فقط”، مبرزاً أن “المطلوب هو مناقشة قراراتها وإجراءاتها عوض شخصنة الخطاب السياسي واختزاله في شخص عزيز أخنوش”.

وفي ما يتعلق بالأرقام الصادرة عن مؤسسات الحكامة، وفي مقدمتها المندوبية السامية للتخطيط، أشار بايتاس إلى أن “الأرقام التي تصدر عن هذه المؤسسات الرسمية تظهر أن هناك خللا في الطريقة التي تجمع وتحلل بها هذه المعطيات الخاصة بعدد من الظواهر الاجتماعية”.

وتابع المسؤول السياسي في الحزب الذي يقود الحكومة أنه “لابد من إعادة النظر في الطريقة التي تجمع بها هذه الأرقام”، مستدركا أن “هذا لا يعني أن الحكومة تتهرب من الواقع أو ترفضه، بل تحملته ودبرته وصارحنا المواطنين بأن هناك ظروفا صعبة واستثنائية نتيجة تأخر التساقطات المطرية”.

وسجل بايتاس أنه “من الممكن أن نقبل الأرقام الصادرة عن المندوبية السامية للتخطيط بخصوص البطالة في المغرب، لكن يصعب أن نثق بشكل كبير في الأرقام والمعطيات المبنية على استجواب وسؤال الناس بشكل عفوي”، مؤكداً أن “الحكومة الحالية هي الأقل اصطداما في التاريخ مع هيئات الحكامة”.

عن أسيل الشهواني

Check Also

العدالة البيئية ركن أساسي بمنظومة العدالة الشاملة بالمغرب

أكد وزير العدل عبد اللطيف وهبي، أن الإصلاحات التي شهدها التشريع المغربي خلال السنوات الأخيرة …

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *