أثارت تصريحات الأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران، خلال احتفالات عيد الشغل الخميس، موجة من الاستياء الواسع داخل الأوساط السياسية والإعلامية، بل وحتى داخل حزبه نفسه، بعدما وصف خصومه المرددين لشعار “تازة قبل غزة” بـ”الميكروبات والحمير”.
وفي هذا السياق، قال المحلل السياسي محمد شقير في تصريح لجريدة “مدار21” الإلكترونية، إن هذه التصريحات “تجاوزت الحدود، وذلك لتضمنها عبارات تجاوزت العفاريت والتماسيح لتصل للحمير والميكروبات”. وأضاف شقير أن هذا الوصف الأخير “يعكس ليس فقط كلامًا نابياً أو نعوتًا نابية، وإنما يعبر عن ترسبات لفكر استئصالي بالأساس”، مشيرًا إلى أن “مرجعية بنكيران وانتماءاته للشبيبة الإسلامية تعكس هذه الترسبات”.
ويرى شقير أن هذا “الخطاب” لم يمر مرور الكرام لا داخل الحزب ولا خارجه، إذ أكد أن “انتقاد تصريحات بنكيران من شخصيات مختلفة، يعبر عن أن هناك استياء عارم، وأنه تجاوز كل حدود اللياقة السياسية، وتجاوز حتى الخطاب السياسي الذي من المفروض أن يكون خطابًا مسؤولًا لا ينزل لمستوى نعت الخصوم بالميكروبات”.
وبحسب المحلل ذاته، فإن رفض هذه العبارات لا يقتصر على حزب العدالة والتنمية، “بل إنه مرفوض من مختلف الأحزاب”،. معتبرا أن مكونات الرأي العام أكدت ذلك، “إذ عبّر العديد من الشخصيات العامة عن رفضهم لهذا النوع من الخطاب، ومن بينهم الممثل رشيد الوالي، الذي دوّن بدوره مستنكرًا طريقة بنكيران في الرد على الخصوم خلال مناسبة غير سياسية يفترض أن تُخصص للملف النقابي والاجتماعي”.
ويُحذر شقير من التداعيات السلبية لهذه التصريحات على صورة الحزب، قائلًا: “الاستياء من تصريحاته يدل على أن السيل بلغ الزبى، ولا أستبعد أن تؤثر على الحزب وسمعته”، مؤكدًا أن بنكيران “ربما فترته ولت، ومع ذلك لا يزال متشبثًا بالعمل السياسي”.
ويفسر شقير تدوينة الوزيرة السابقة نزهة الوافي والمنتمية للمصباح، التي عبّرت عن رفضها للخطاب بشكل غير مباشر، بأنها شعرت بأن هذا النوع من الخطاب “لا يمكن إلا أن يسيء للحزب، خصوصًا في أفق الانتخابات القادمة”. كما يرى شقير أن بنكيران في خطابه الأخير “تجاوز حدود اللياقة، لأن السياسة في الأساس عبارة عن مجال يجب أن يكون فيه الخطاب راقيًا، رغم العداوات”.
وتوقع شقير بأن عددا قيادات حزب العدالة والتنمية عبروا عن استياءهم مما جاء على لسان بنكيران، معتبرًا أن “خروج بعضهم بهذه التصريحات مباشرة بعد خطابه لا ينبئ بخير، وسَيُؤثّر على الحزب وعلى الخطاب السياسي داخل المشهد المغربي”، خصوصًا في ظل المطالب المتزايدة بتنزيه هذا الخطاب عن الشعبوية والنعوت التي تم تجاوزها في مراحل سابقة مع شخصيات مثل حميد شباط وإلياس العماري.
والخميس الفارط، قال رئيس الحكومة الأسبق، عبد الإله ابن كيران إن “المغاربة كانوا يجمعون على دعم القضية الفلسطينية، و اليوم هناك ميكروبات في السياسة و الإعلام و في بعض الهيئات الرسمية وشبه الرسمية تصرح بأن المغاربة ماشي شغلهم في فلسطين”.
وصعَّد ابن كيران من لهجته بالقول ” ا لحمار.. الحمار ديال اخر الزمان واش ماقريتيش التاريخ و ماعرفتيش اش وقع فالاندلس .. الحمار وما عاجبوش الحال لي كنقارنك بيه”، نافيا في المقابل وجود أي تشنج في العلاقة بين المغاربة و اليهود ، “اليهود هوما لي عندهوم مشكل معانا و حنايا كمغاربة عمرنا أسأنا لهم باستثناء احتكاكات بسيطة”.