وئام وهاب لـ يورونيوز: “الشرع أرنب أمام إسرائيل وذئب أمام الشعب السوري”

نشرت في آخر تحديث

اعلان

منذ سقوط الرئيس السوري بشار الأسد في الثامن من كانون الأول/ ديسمبر من عام 2024 خلال هجوم واسع شنته قوات المعارضة، أي قبل أشهر عدة، تعيش العاصمة دمشق على وقع توترات متصاعدة.

فالتطورات الميدانية والمواجهات الأخيرة التي باتت شبه يومية، تعكس واقعا مقلقا ينذر بمستقبل قاتم للبلاد. برغم الوعود العديدة التي أطلقها النظام الجديد تحت قيادة الرئيس الانتقالي أحمد الشرع بتحقيق الاستقرار وطمأنة الشارع السوري تزامنًا مع عودة الوفود الغربية إلى دمشق واستئناف العلاقات مع دول إقليمية ودولية بعد سنوات من القطيعة.

آخر فصول التصعيد الذي يؤكد أن سوريا ما تزال تقف على صفيح ساخن، تمثل في اندلاع اشتباكات دامية طالت هذه المرة الطائفة الدرزية سقط فيها العشرات بعد استهداف سابق للعلويين في مارس آذار الماضي، ما يطرح تساؤلات جدية حول مستقبل التعايش في بلد متعدد الأديان والأعراق يعيش فيه السني والمسيحي والدرزي والعلوي جنبًا إلى جنب. 

“إبادة جماعية” بحق الأقليات

وتعليقا على مجريات الأحداث الأخيرة في سوريا، أعرب رئيس حزب التوحيد العربي، وئام وهاب، عن قلقه الشديد إزاء ما وصفه بـ”عملية تصفية ممنهجة للأقليات في سوريا”. 

وقال وهاب مستشهدا بما جرى مؤخرا في الساحل السوري من استهداف للمدنيين العلويين، إن “ما حدث هناك تم تبريره بوجود فلول النظام، وهي كذبة، لأن أحدا من فلول النظام لم يقتل أصلا خلال مجزرة الساحل”.

وتساءل وهاب عن الذريعة الجديدة لما يجري حاليا، قائلا: “الحجة اليوم هي شريط غامض يتضمن إساءة للرسول، لا نعرف مصدره، وربما تم فبركته، ليتخذ ذريعة للهجوم على قريتين معزولتين لا يشكل الدروز فيهما سوى 3 إلى 4%، من أصل نحو مليون ونصف مواطن، بينهم حوالي 7000 إلى 8000 درزي فقط”.

وأشار إلى أن “الأمر كان يبدو تحت السيطرة قبل يومين، حيث استعاد الأمن العام زمام الأمور في صحنايا والأشرفية، لكن يوم الخميس تغيرت الصورة بشكل مأساوي”، لافتا إلى أن “رئيس البلدية وابنه أُعدما أمام الناس من دون أي مبرر، وهناك عمليات إعدام ميداني وخطف وقتل طالت عشرات الشباب”.

وفي اتهام مباشرللرئيس الانتقالي أحمد الشرع، قال وهاب: “إنها إبادة جماعية بحق الأقليات، هذا ما يحدث بكل صراحة. الشرع كذاب، وأعتقد أنه هو من يشجع على هذه الأمور… يتحدث بلغة لطيفة، لكن يبدو أنه هو من يرعى هذا الإرهاب ضد الأقليات”.

لم يتحرك أحد لحمايتهم

وعن الأصوات الدرزية السورية التي طالبت بالحماية من إسرائيل، قال وهاب: “أنا بصراحة ضد هذا التوجه. صحيح أن هناك دروزا داخل إسرائيل سيقفون حتما إلى جانب إخوانهم، لكن أن نطلب الحماية من نتنياهو، فهذه مسألة غير منطقية. نتنياهو، برأيي، كذاب مثل الشرع. ومع ذلك، عندما تحاصرين الإنسان ولا يجد من يحميه، قد يلجأ حتى إلى الشيطان”.

وتابع قائلا: “أنا لا أستبعد وجود مخطط معين لدفع الدروز باتجاه طلب الحماية من إسرائيل، لأنه لا أحد من العرب بادر ليقول: أنا مستعد لحماية الأقليات في سوريا، ولا أحد في العالم قال ذلك، أو وضع على الشرع شروطا لحماية الأقليات في سوريا. لذلك، أنا لا أستطيع أن أضمن أن لا تذهب هذه الأقليات في أي اتجاه”.

وعن تبني إسرائيل مسؤولية حماية دروز سوريا، ومواقف قادة الدولة العبرية المتكررة تجاههم، قال وهاب إن “الدروز لم يطرحوا أصلا موضوع الانفصال، ولم يطالبوا بالحماية الإسرائيلية، بل قالوا إن ولاءهم للدولة السورية، وقالوا إن ولاءهم عربي، وهم لن يسمحوا بغير ذلك. ولكن المشكلة الآن، أمام ما حصل، أمام هذه النماذج من المجازر غير المبررة، لم يحصل أي شيء، ولم يتصرف الدروز بأي شيء خاطئ، حتى يفعل ذلك بهم”.

واعتبر وهاب في حديثه مع “يورونيوز” أن “الدروز في سوريا اليوم، ورغم كل ما يحدث، متماسكون وموحدون في مواجهة الخطر”، مشيرا إلى أن “هناك بعض المرتزقة، يعني الذين يتبعون للشرع، على حد تعبيره، لا قيمة لهم في المعادلة”، مضيفا: “هؤلاء ناس اشتراهم الشرع بالمال، ويحاول اللعب بهم. ولكن أكثرية الدروز الآن خائفون، وطبعا يريدون الحماية الدولية”.

وعن أداء حكومة الرئيس السوري الانتقالي بوجه تهديدات الدولة العبرية، قال وهاب: “هو أرنب في مواجهة إسرائيل وذئب في مواجهة الناس. يقتل الناس كما تقتل الذئاب فريستها، وفي مواجهة إسرائيل هو أرنب ومستسلم”.

جنبلاط والضمانات من الشرع

وحول زيارة رئيس الحزب الاشتراكي السابق وليد جنبلاط إلى سوريا ولقائه أحمد الشرع، رد وهاب متسائلا: “وماذا حصل؟ هل حصل على ضمانات؟ أين الضمانات؟ قالوا إن في الساحل فلول نظام، ماذا يوجد في صحنايا والأشرفية؟ في صحنايا والأشرفية استقبلوا مليون نازح خلال الحرب (في إشارة إلى الحرب الأهلية السورية)، كلهم من أهالي المسلحين، وقاموا بحمايتهم. هكذا ردوا لهم الجميل. أين ضماناته؟ على ماذا حصل (جنبلاط) من الشرع؟ حصل على كلام معسول لم ينفذ منه شيء”.

وفي الساعات الماضية، أكدت مصادر عسكرية سورية أن قوات الجيش  والأمن العام سيطرت على كامل منطقة أشرفية صحنايا بريف دمشق الجنوبي.

اعلان

هذا وأعلنت مديرية أمن ريف دمشق، أنه تم التنسيق مع الوجهاء بأشرفية صحنايا لإلقاء القبض على بعض “الخارجين عن القانون”. وأكدت مديرية أمن ريف دمشق، إن القصف الإسرائيلي أسفر عن سقوط قتلى من قوات الأمن ومدنيين في أشرفية صحنايا.

ورغم هذه التصريحات، أفادت مصادر سورية محلية لـ”يورونيوز” بوجود حركة نزوح نشطة اليوم الخميس من جرمانا، خوفا من تكرار سيناريو الأشرفية.

مسلسل أحداث صحنايا وجرمانا

في الأيام الماضية، شهدت مناطق صحنايا وأشرفية صحنايا وجرمانا توترا شديدا عقب انتشار مقطع فيديو مسيء للنبي محمد، نسب إلى أحد أبناء الطائفة الدرزية، ما أثار موجة من الغضب تطورت إلى مواجهات عنيفة استهدفت هذه الفئة، وأسفرت عن مقتل العشرات من الفصائل المسلحة والجماعات الدرزية، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. 

جاء هذا التصعيد في وقت حساس. وما زاد الطين بلة، كان تدخل إسرائيل على خط المواجهة، وهي التي أكدت مرارا منذ وصول هيئة تحرير الشام إلى السلطة، أنها لن تقف “متفرجة”، ولن تسمح بالمساس بدروز سوريا. 

اعلان

ولتوجيه “رسالة حازمة للسلطات السورية” وفق تعبير المسؤولين في تل أبيب، نفذت الطائرات الحربية الإسرائيلية الأربعاء، ضربات استهدفت مجموعة مسلحة في ريف دمشق وقصفت أيضا موقعا قرب القصري الرئاسي حيث يوجد فيه أحمد الشرع.

وكان الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في إسرائيل، الشيخ موفق طريف، يوم الثلاثاء، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أصدر توجيهات بشأن التطورات في سوريا، ملمحا إلى أن “تغييرا قريبا” قد يحدث.

وطالب طريف أبناء الطائفة بالتحلي بالهدوء وعدم الانجرار إلى الاحتجاجات، مؤكدا: “لن نسمح لأي جهة بالإساءة إلى الدروز. دولة إسرائيل، والجيش، والمجتمع الدولي يقفون إلى جانبنا”.

وتزامنت هذه التحركات مع إغلاق متظاهرين دروز الطرق في شمال إسرائيل مطالبين نتنياهو بالتدخل لحماية أبناء طائفتهم في سوريا. 

اعلان

ويوم الأربعاء، شددت وزارة الخارجية السورية على التزامها بحماية جميع مكونات المجتمع السوري، مؤكدة أن الطائفة الدرزية جزء أصيل من النسيج الوطني. كما رفضت بشكل قاطع الدعوات التي أطلقتها جهات وصفتها بأنها “خارجة عن القانون” للمطالبة بـ”حماية دولية”، معتبرة أنها دعوات غير شرعية ومرفوضة تماما.

وأكدت الخارجية السورية في بيانها، أن الجمهورية العربية السورية ترفض أي تدخل خارجي أو إملاءات تمس سيادتها، مشددة على أن السيادة الوطنية “ليست موضع نقاش أو تفاوض”، في انتقاد للضربات الإسرائيلية على الأراضي السورية. 

وتعيش الطائفة الدرزية في بلاد الشام منذ القرن الحادي عشر الميلادي، وتحديدا منذ أوائل العصر الفاطمي حوالي العام 1017م، حين بدأت الدعوة الدرزية تنتشر في المنطقة.

عن شريف الشرايبي

Check Also

هجوم روسي على كييف وأوكرانيا تعلن إسقاط مقاتلة بزورق مسيّر | أخبار

4/5/2025–|آخر تحديث: 4/5/202509:24 ص (توقيت مكة) قالت أوكرانيا إن روسيا شنت خلال الليلة الماضية هجوما …

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *