مقاتلات هندية تنسحب من أجواء كشمير بعد تحرك باكستاني فوري

اعلان

في خضم التوتر المتصاعد بين الجارتين النوويتين، أعلنت السلطات الباكستانية، اليوم الأربعاء، أن مقاتلات هندية نفذت طلعات استطلاعية فوق الجزء الخاضع لسيطرة باكستان من إقليم كشمير، لكنها انسحبت سريعًا عقب تدخل فوري من القوات الجوية الباكستانية.

ووفق ما أوردته قناة “بي تي في نيوز” الرسمية، نقلاً عن مصادر أمنية، فقد تم رصد أربع طائرات من طراز “رافال” تابعة لسلاح الجو الهندي أثناء تحليقها في أجواء كشمير الخاضعة للسيطرة الهندية، دون أن تتجاوز “خط السيطرة”، الذي يفصل بين شطري الإقليم المتنازع عليه. وأضافت المصادر أن المقاتلات الهندية اضطرت إلى الانسحاب بعد اقتراب طائرات باكستانية منها، مشيرة إلى أن “الجاهزية العالية والاستجابة السريعة للقوات الجوية الباكستانية تسببت في إرباك واضح للطرف الآخر، وأجبرته على التراجع”.

ويأتي هذا التصعيد الجوي في سياق توتر متفاقم على خلفية هجوم دموي استهدف منتجعًا سياحيًا في منطقة بهلغام، الواقعة ضمن الشطر الهندي من كشمير، الأسبوع الماضي، وأسفر عن سقوط قتلى وجرحى. واتهمت الهند باكستان بالتورط في الهجوم، وهي اتهامات سارعت إسلام آباد إلى نفيها جملة وتفصيلًا.

وفي هذا السياق، حذر وزير الإعلام الباكستاني، عطا الله تارار، في تصريح له، من أن “معلومات استخباراتية موثوقة” تُفيد بأن الهند تخطط لتنفيذ عملية عسكرية ضد باكستان في غضون 24 إلى 36 ساعة، مشددًا على أن بلاده “ترفض بشكل قاطع السلوك المتعجرف للهند الذي يجعلها تتقمص دور القاضي وهيئة المحلفين والجلاد في آنٍ واحد”. وأكد تارار أن “أي مغامرة عسكرية من قبل نيودلهي ستُواجَه برد حاسم وحازم”.

من جانبه، أكد رئيس الوزراء الباكستاني، شهباز شريف، أن بلاده لن تتهاون في الدفاع عن سيادتها ووحدة أراضيها، قائلًا إن “باكستان ستستخدم كل ما في وسعها لحماية حدودها، ولن تسمح بتكرار أي عدوان دون رد”. جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه شريف مع الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بحثا خلاله آخر التطورات في جنوب آسيا، بحسب ما نشرته صحيفة ذا نيشن الباكستانية.

وخلال الاتصال، شدد شريف على أن بلاده تدين الإرهاب بجميع أشكاله وتجلياته، مشيرًا إلى التضحيات الجسيمة التي قدمتها باكستان في الحرب العالمية ضد الإرهاب، ومؤكدًا رفضه القاطع للاتهامات الهندية التي وصفها بأنها “لا تستند إلى أي أساس واقعي”.

وجدد شريف دعوته إلى إجراء تحقيق شفاف وذي مصداقية في هجوم بهلغام، مشيرًا في الوقت ذاته إلى “ممارسات إرهاب الدولة المنهجية التي تنتهجها الهند في جامو وكشمير المحتلة بصورة غير قانونية”، كما أعرب عن قلقه البالغ إزاء محاولات نيودلهي المتكررة لربط حركة المقاومة الكشميرية بالإرهاب، بهدف تقويض شرعيتها وإسكات مطالبها في الحرية والاستقلال.