مقاومة الأنسولين.. أعراض خفية ومضاعفات خطيرة

ورغم أنها لا تظهر دائمًا بشكل واضح، إلا أن الأطباء يشيرون إلى أن مقاومة الأنسولين تعد بداية لعدد من الأمراض المزمنة مثل السكري من النوع الثاني وأمراض القلب.

أعراض خفية تؤثر على الجسم

من بين الأعراض التي قد تشير إلى وجود مقاومة الأنسولين، يذكر الأطباء الشعور بالتعب والإنهاك بعد تناول الطعام، وزيادة الوزن بشكل خاص في منطقة البطن، بالإضافة إلى شعور مستمر بالجوع مع رغبة ملحة في تناول الحلويات.

هذه الأعراض قد تكون بسيطة في البداية، لكن مع مرور الوقت قد تتحول إلى مشاكل صحية خطيرة، مثل ارتفاع مستويات السكر في الدم وتطور مرض السكري من النوع الثاني.

وتشير الإحصاءات إلى أن أكثر من 40% من الشباب يعانون من مقاومة الأنسولين، رغم أنهم ليسوا مصابين بعد بمرض السكري.

وتعتقد العديد من الدراسات أن مقاومة الأنسولين قد تكون علامة تحذيرية لظهور مرض السكري وأمراض أخرى، حيث يصاب نحو 70% إلى 80% من الأشخاص المصابين بهذه الحالة بمرض السكري من النوع الثاني إذا لم يتخذوا الإجراءات الوقائية المناسبة.

مقاومة الأنسولين ليست مقتصرة على كبار السن

في الواقع، لا تقتصر مقاومة الأنسولين على كبار السن فقط، بل أصبحت ظاهرة مقلقة بين الفئات العمرية الصغيرة، وخاصة بين النساء.

وقد أظهرت الدراسات وجود علاقة وثيقة بين مقاومة الأنسولين ومتلازمة تكيس المبايض، التي تعتبر من الحالات الشائعة بين النساء.

وتقدر الإحصاءات أن حوالي 70% من النساء المصابات بتكيس المبايض يعانين من مقاومة الأنسولين أو زيادة إفراز الأنسولين، وغالبًا ما تكون هذه الحالات غير مكتشفة، مما يزيد من خطر المضاعفات على المدى البعيد.

وفي حديث خاص مع “سكاي نيوز عربية”، شرحت استشارية التغذية زينة ياسر حبيب تفاصيل هذه الحالة وكيفية تأثير النظام الغذائي على صحتنا.

وقالت: “عندما نتناول أي طعام يحتوي على السكر، يرتفع مستوى السكر في الدم، ويقوم البنكرياس بإفراز الأنسولين الذي يساعد في إدخال السكر إلى الخلايا. لكن في حالة مقاومة الأنسولين، لا يستجيب الجسم بشكل صحيح لهذا الأنسولين، مما يؤدي إلى بقاء الأنسولين في الدم.”

وأضافت: “مع مرور الوقت، يعاني البنكرياس، وإذا لم يتم التدخل، قد يتحول الوضع إلى مرض السكري من النوع الثاني”.

النظام الغذائي وأثره في مقاومة الأنسولين

أشارت الدكتورة زينة إلى أن النظام الغذائي يلعب دورًا كبيرًا في زيادة مقاومة الأنسولين أو تحسينها.

وقالت: “السكر الأبيض هو أسوأ شيء بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من مقاومة الأنسولين، حيث يؤدي إلى تفاقم المشكلة”.

وتوصي بتجنب الأطعمة الغنية بالسكر الأبيض مثل الكعك والكاب كيك، بالإضافة إلى تقليل تناول الفواكه ذات المؤشر الجلايسيمي المرتفع مثل الموز.

وفي المقابل، تؤكد على أهمية تناول الفواكه التي تحتوي على الألياف مثل التفاح والتوت، لأنها تساهم في رفع مستوى السكر في الدم بشكل تدريجي وتساعد البنكرياس على العمل بشكل أفضل.

وأضافت الدكتورة زينة أن مقاومة الأنسولين ليست حالة قابلة للعلاج بشكل كامل، بل هي حالة تتطلب تغييرًا في نمط الحياة، خصوصًا في النظام الغذائي.

وقالت: “أهم شيء هو الابتعاد عن الحبوب المصنعة مثل الخبز الأبيض والمعكرونة المصنوعة من الدقيق الأبيض. يجب استبدالها بالحبوب الكاملة مثل الشوفان والخبز المصنوع من الحبوب الكاملة”.

أهمية النشاط البدني في تحسين مقاومة الأنسولين

وأكدت الدكتورة زينة أن النشاط البدني يعتبر عنصرا أساسيا في تحسين مقاومة الأنسولين.

وأوصت بممارسة المشي بعد الوجبات، حيث قالت: “بعد كل وجبة، يُنصح بالمشي لمدة 15 دقيقة، وذلك لتحسين استجابة الجسم للأنسولين”.

وأوضحت أن هذه النصيحة ليست مقتصرة على الأشخاص الذين يعانون من مقاومة الأنسولين فقط، بل أيضًا للأشخاص المصابين بمرض السكري.

هل العلاجات الطبيعية فعّالة؟

حول العلاجات الطبيعية التي انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تدعي علاج مقاومة الأنسولين، قالت الدكتورة زينة: “مقاومة الأنسولين هي حالة معقدة، ولا يمكن علاجها بعلاج منزلي سحري. الغذاء هو جزء من العلاج، ولكن إذا كانت مقاومة الأنسولين ناتجة عن أمراض أخرى مثل التصلب المتعدد، فقد يتطلب الأمر تناول أدوية”.

وأكدت أن القرفة وزيت الزيتون من الأطعمة التي قد تساعد في تحسين استجابة الجسم للأنسولين، لكنها أضافت أنه لا يوجد “شراب سحري” يمكن الاعتماد عليه بمفرده.

التحديات والوعي المطلوب

تُظهر هذه الحالة مدى الحاجة إلى وعي أكبر حول مقاومة الأنسولين، سواء من ناحية الوقاية أو التعامل معها بشكل فعال. ومن المهم أن يتم التوجه نحو أسلوب حياة صحي يتضمن تغيير النظام الغذائي والنشاط البدني، بالإضافة إلى استشارة الأطباء المختصين للمتابعة والعلاج الفعّال.

مقاومة الأنسولين هي مشكلة صحية متزايدة، تؤثر في العديد من الأشخاص، بما في ذلك الفئات الأصغر سنًا. رغم أن الأعراض قد تكون خفية، إلا أن التعامل المبكر مع الحالة من خلال تغيير النظام الغذائي وزيادة النشاط البدني يمكن أن يحمي الشخص من المضاعفات الخطيرة في المستقبل.

عن إكرام الفاروقي

Check Also

انطلاق الإنتاج الضخم لهاتف Galaxy Z Flip 7 بمعالج Exynos 2500 القوي

بعد الكثير من الجدل حول المعالج الذي سيعتمد عليه هاتف Galaxy Z Flip 7، تأكد …

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *