في ندوة صحفية مباشرة، تابعها الإسبان كما متابعو أزمة انقطاع الكهرباء لدول أوروبية من كل دول العالم، أعلن رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، استعادة إمدادات الكهرباء في عدة مناطق بالشمال والجنوب، مشيرا إلى أن ذلك تم “بفضل الربط الكهربائي مع المغرب وفرنسا”.
فخلال كلمة ألقاها عقب إعلان حالة الطوارئ من المستوى الثالث في جهات الأندلس وإكستريمادورا ومدريد، أعرب سانشيز ، مساء أمس الاثنين، عن “شكره العميق لكل من المغرب وفرنسا على تضامنهما”، مؤكدًا أنهما “ساهما بشكل حاسم في إعادة التزويد بالكهرباء خلال هذا الظرف الحرج”.
عبد العالي سرحان، الباحث في العلاقات الدولية، اعتبر أن إعلان رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، عن استعادة إمدادات الكهرباء بفضل الربط الكهربائي مع المغرب وفرنسا، يمثل لحظة دالة في مسار العلاقات الثنائية بين الرباط ومدريد.
وسجل الأستاذ الجامعي، أنه في خضم أزمة طارئة أثرت على مناطق واسعة في إسبانيا، تجسد التعاون العملي والتضامن الفعلي من الجانب المغربي، ليؤكد على عمق الروابط والمصالح المشتركة التي تجمع البلدين. هذا التدخل ليس مجرد مساعدة تقنية، “بل هو رسالة سياسية قوية تعكس إرادة مشتركة لتجاوز التحديات بروح من التعاون الإقليمي”.
واعتبر الباحث في العلاقات الدولية، عبد العالي سرحان، في تصريح لجريدة “مدار21” الإلكترونية، أن هذه الخطوة تكشف عن الأهمية الاستراتيجية المتزايدة للبنية التحتية المشتركة بين المغرب وإسبانيا، وخاصة في قطاع الطاقة.
ولفت إلى أن هذا الربط الكهربائي القائم لم يعد مجرد وسيلة لتبادل الطاقة في الظروف الاعتيادية، بل أصبح آلية حيوية لمواجهة الأزمات الطارئة وضمان استقرار الإمدادات في كلا البلدين، مبرزًا أن هذا الاعتماد المتبادل يعزز من شعور المسؤولية المشتركة ويقوي من أسس التعاون المستدام على المدى الطويل.
وأكد أن إشارة رئيس الحكومة الإسبانية العلنية وتقديره العميق لتضامن المغرب وفرنسا يحملان دلالات رمزية وسياسية هامة. فهذا الاعتراف بدور المغرب “الحاسم” في تجاوز الأزمة يمثل تقديراً للدور الإقليمي المتنامي للمملكة والتزامها بشراكات بناءة ومثمرة.
وبحسب سرحان، يرسخ التحول الإيجابي في الخطاب الرسمي الإسباني تجاه المغرب، خاصة بعد فترة من التوترات والفتور في العلاقات الثنائية، مضيفًا أنه “على صعيد العلاقات المغربية الإسبانية، يمكن اعتبار هذه الواقعة بمثابة دفعة قوية نحو تعزيز الثقة المتبادلة وتعميق التعاون في مختلف المجالات”.
وقال إن التضامن العملي في أوقات الأزمات يخلق مناخاً إيجابياً يسهم في تجاوز الخلافات وتعزيز الحوار البناء حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، مشيرًا إلى أن من شأن هذه الخطوة أن تشجع على استكشاف المزيد من فرص التعاون الاستراتيجي، ليس فقط في مجال الطاقة، بل أيضاً في مجالات الأمن، والاقتصاد، والهجرة.
كما سجل أستاذ العلوم السياسية أن هذا الموقف يمثل تجسيداً حقيقياً لمفهوم “الجوار المسؤول” والشراكة الاستراتيجية التي يسعى المغرب وإسبانيا إلى ترسيخها.
وأورد أن قدرة البلدين على التعاون بفعالية وتجاوب في مواجهة التحديات المشتركة تبعث برسالة إيجابية إلى المنطقة والعالم، مؤكدة على أن التعاون والتضامن هما السبيل الأمثل لتحقيق الاستقرار والازدهار الإقليميين. هذه الخطوة تعزز من أهمية الحوار والتنسيق المستمر بين البلدين لبناء مستقبل أكثر أماناً وازدهاراً للجميع.