دبي تُحيي ذكرى «الأخطل الصغير».. بين القصائد والأنغام

ضمن برنامجها «أيام المكتبة»، الهادف إلى إحياء ذكرى العظماء الراحلين من كتّاب وشعراء وعلماء وفنانين، نظمت مكتبة محمد بن راشد أمسية خاصة بعنوان «الأخطل الصغير»، لإحياء ذكرى شاعر الحب والهوى والصبا والجمال، اللبناني الراحل، بشارة الخوري، إذ قدمت تحليلاً لمسيرته وأثره في الشعر العربي الحديث.

وتناولت الناقدة، كنانة عيسى، الغزل كعنصر أساسي في شعر الأخطل الصغير، مؤكدة أنه ليس مجرد ثيمة شعرية، بل جزء لا يتجزأ من التجربة الإنسانية العميقة التي عبّر عنها الشاعر في قصائده، وأشارت إلى تأثير الشعر الفرنسي الرومانسي في الأخطل الصغير، لاسيما في استلهامه أفكاراً وأساليب من مبدعين مثل موريس ماترلين وفيكتور هوغو.

من جانبه، قال الباحث في هيئة أبوظبي للتراث، الدكتور عماد خلف، إن الأخطل الصغير كان أول شاعر عربي في العصر الحديث قدّم صورة مركّبة للمرأة، تجمع بين الغزل العذري والحسي، موضحاً تأثيره الكبير في الشعراء المعاصرين له، وتناول البيئة الثقافية التي نشأ فيها الشاعر وارتباطها بطبيعة شعره، مشيراً إلى أنه أحدث نقلة نوعية في الشعر العربي الحديث، بفضل طراوة ألفاظه وجزالة معانيه.

فيما أكدت الشاعرة اللبنانية، لوركا سبيتي، أن الأخطل الصغير كان قادراً على تجسيد الجمال من خلال قصائده التي تعكس تأثير البيئة اللبنانية الخلابة في شعره، لافتة إلى تميز شعره بنقل الأحاسيس والوجدان.

وألقت قصيدتَين من شعره تفاعل معهما الحضور اللافت من المهتمين بالأدب والشعر العربي.

وأعقب الجلسة الحوارية حفل غنائي، أحياه الفنانان حلا طراد وريان جريرة، إذ افتتحا الحفل بـ«ديو» غنائي لواحدة من أبرز الأغاني من كلمات الأخطل الصغير، أغنية «يا ورد مين يشتريك»، ثم قدّما مجموعة من أشهر قصائده المغناة التي أبدع في غنائها أبرز الفنانين العرب، مثل رائعة فريد الأطرش «عش أنت»، و«سيد الهوى قمري»، و«يا عاقد الحاجبين» لفيروز، و«جفنه علم الغزل» للموسيقار محمد عبدالوهاب.

وشهدت «ليلة الأخطل الصغير» حضوراً مميزاً كمّاً ونوعاً من شعراء وأدباء وفنانين ومثقفين، إذ أشادوا بمستوى الفعاليات التي تقدمها مكتبة محمد بن راشد ونوعيّتها، منهم الفنان جهاد سعد الذي عبّر عن سعادته بالمشاركة في فعالية تستحضر زمن الشعر الجميل، مشدداً على أهمية إعادة تسليط الضوء على رموز الإبداع العربي لإبقائهم أحياء في الذاكرة الجمعية.

وأشار إلى أن هذه الأمسيات تكتسب أهمية مضاعفة في ظل التطور التقني، والاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي، الذي قد يغني عن كثير من الوظائف المعرفية، لكنه لا يمكن أن يحل محل الذاكرة الثقافية الحيّة، معتبراً أن الفعاليات الأدبية من هذا النوع هي الطريقة المثلى لحماية الموروث الشعري من النسيان.


إحياء التراث

جاءت أمسية «الأخطل الصغير» في مكتبة محمد بن راشد في إطار الجهود المستمرة للمكتبة لإحياء التراث العربي، وتعريف الأجيال الجديدة برموزه الأدبية والفنية، وتأكيداً لأهمية الشعر في التعبير الإنساني والجمالي.

. «عش أنت» و«يا عاقد الحاجبين» و«جفنه علم الغزل».. من أبرز الأغاني التي قُدّمت خلال الحفل.

Google Newsstand

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

Share


تويتر


عن ثراء زعموم

Check Also

زوار «أبوظبي للكتاب» يتجولون في شارع المتنبي.. ويستريحون «في ظلال الغاف»

أطلق معرض أبوظبي الدولي للكتاب، مجموعة من المبادرات النوعية، التي تُنظّم للمرة الأولى ضمن دورته …

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *