في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر التاسع لحزب العدالة والتنمية، قال محمد أوزين، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، ا إن الرهان الانتخابي ليس هو الذي يصنع الأحزاب الكبرى، بل الأحزاب الكبرى هي برهاناتها السياسية ومواقفعها وحضورها والتزام مناضليها”، مضيفا أن “المواقف دائمة والمواقع عابرة، فلا نترك ما هو عابر لما هو دائم”.
وأورد أوزين، اليوم السبت ببوزنيقة، أن حضور الحركة الشعبية لهذا المؤتمر اليوم “ليس من أجل انتقاد الحكومة، بل هو رسالة محبة لأخواتنا وإخواننا في العدالة والتنمية، أما مواقفنا تجاه الحكومة فهي واضحة، وستزداد وضوحا في الأيام المقبلة”، موردا أنه اليوم عوض توجيه سهام للحكومة كانت هناك مجموعة سهام للفن والإبداع.
وأضاف الأمين العام للحركة الشعبية أنه في الجلسة الافتتاحية “كانت لحظات استحضرنا فيها الارتباط الحضاري مع الشرق وكان تذكير بالعروبة والإسلام”، مؤكدا من جهة ضرورة استحضار الهوية والانتماء الأمازيغي باعتباره جزء من الهوية المغربية.
وهنأ أوزين أعضاء العدالة والتنمية على الالتزام بتنظيم المؤتمر رغم الضيق المالي، مضيفا “نتوما حسيتو بالضيق المالي خلال المؤتمر ولكن نحن داخل الحركة الشعبية نشعر بهذا الضيق منذ 2021، ولكن عندما يكون الالتزام والمواقف يتم تجاوز هذه الإشكاليات، مضيفا “رب ضارة تدنافعة، فنحن في الحركة الشعبية تحولنا من آخر حزب يعيش من الانخراطات، ويعد هذا الضيق المالي أصبحنا أول حزب يعيش من انخراطات أعضائه”.
واستحضر أوزين التاريخ المشترك لحزبي الحركة الشعبية والعدالة والتنمية وللقادة المؤسسين كل من المرحوم المحجوبي أحرضان والمرحوم عبد الكريم الخطيبي، وغيرهم ممن أسسوا للفكرة الحرة على درب ترسيخ معرب الحريوالتعددية السايسية ومواجهة الهيمنة والأحادية الحزبية التي دفعت شعوب ثمنها.
وأكد أوزين على التقارب الأصيل الذي يجمع بين الحزبين قبيل وبعد الاستقلال باعتبار، مشددا “أحزابنا خلقت من رحم المعارضة ولكن لم تكن معارضة ضد النظام بل من أجل النظام، ومن أجل المؤسسات وتحت سقفها”، موردا أن الرعيل الاول ترك انجازات هي فخر لنا وبصمات خالدة، ومنها ترؤوس الخطيب لأول برلمان، وبصمات في العمق الإفريقي عبر ترؤسه وزارة الشؤون الإفريقية منذ الستينات، ثم قيادة وزارة الدفاع الوطني مرتين في شخص المحجوبي أحرضان، ووزارة الداخلية ثلاث مرات في شخص لحسن ليوسي والخبيل البكاي ثم امحند العنصر”.
وأكد أوزين أنه لا يمكن التنكر لنضالنا المشترك من أجل مغرب المؤسسات والكرامة، وبروح الانتماء للمغرب وقيمه عشنا في الحركة الشعبية تجربة الحكومة مع البيجيدي بعد دستور 2011، تجربة احتكمت إلى الاحترام المتبادل بين حزبينا، باعتبار أنه لا يمكن تطبيق الاستنساخ على الأنشطة البشرية ومنها العمل السياسي.
وشدد على أن التنسيق في هذه التجربة التي استمرت ولايتين كان مبنيا على قناعة أننا شركاء من اجل الوطن، قد نختلف حول بعض القضايا، لكننا نلتقي من أجل الوطن، والاختلاف لم ينل من قناعتنا وحبنا لإخواننا في العدالة والتنمية”.
ودعا أوزين من جهة أخرى إلى رص الصفوف حينما يتعلق الأمر بالسيادة الوطنية، داعيا إلى إثار مصلحة المغرب والدفاع عن قضيتنا الأولى ومصلحة المغرب.